مخاوف إسرائيلية من مهاجمة مواقع حساسة بعد انتشار صور لمفاعل ديمونا على الإنترنت

0 636

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن صور المفاعل النووي في ديمونا وبعض القواعد العسكرية الكبيرة أصبحت مكشوفة وبدقة عالية للتصوير من خلال الأقمار الصناعية بعد القرار الذي وقعته إدارة دونالد ترامب، والذي يسمح بزيادة دقة صور الأقمار الصناعية.

وأوضحت الصحيفة أن جودة صور الأقمار الصناعية الإسرائيلية في Google Earth أقل بكثير مما هي عليه في الدول الأخرى، لكن الأمر اختلف بعد قرار دخل حيز التنفيذ في الصيف الماضي ويسمح للشركات الأمريكية زيادة دقة صور الأقمار الصناعية بشكل كبير.

وأضافت الصحيفة “على موقع ويب MapBox، وهو مجاني الدخول، يمكن مشاهدة المفاعل النووي في ديمونة، بالإضافة إلى القواعد الكبيرة والمركزية”.

وأكدت الصحيفة أنها حصلت على موافقة الرقابة العسكرية بشأن كتابة هذا التقرير ونشر الصور التي يمكن من خلالها مشاهدة القواعد الجوية النبطية وتل نوف وحتسور وطائرات مقاتلة وطائرات أخرى على مدارج الطائرات. في قاعدة البالماخيم، يمكن رؤية مروحيات القوات الجوية الإسرائيلية بوضوح.

في فبراير/شباط الماضي، سمح القرار الذي وقعه ترامب لوكالة أسوشيتد برس بنشر صور أقمار صناعية جديدة للمفاعل في ديمونا، وكانت نفس صور الأقمار الصناعية للمفاعل بدقة 0.5، أقل بقليل من أعلى دقة مسموح بها.

وفي تقرير لرويترز العام الماضي، أُشير إلى أن “إسرائيل” تخشى أن يستخدم مقاتلو حزب الله وحماس صور الأقمار الصناعية التجارية لتوجيه الصواريخ إلى البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية.

في عام 1997، تم سن قانون كايل بينغامان، الذي يحظر جمع وتوزيع صور الأقمار الصناعية عالية الدقة من “إسرائيل”، إلا بموافقة سلطة فيدرالية أمريكية، بشرط أن يكون مستوى الدقة مناسبًا.

من المفارقة أن قرارا لأكثر الرؤساء الأميركيين تأييدا لإسرائيل جعل ولأول مرة صور مواقع إسرائيلية حساسة متاحة مجانا على الإنترنت.

فقد أصبح اليوم بفضل قرار للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بإمكان للجميع الآن أن يتفرجوا في أوقات فراغهم على الطاقة النووية في ديمونة دون أي صعوبات، رغم أن خبراء أجانب يقدمونها على أنها قلب الترسانة الذرية الإسرائيلية، وكذلك القاعدة التي من المفترض أن يتم فيها تخزين الصواريخ الباليستية.

ويقول الكاتب بصحيفة لوفيغارو Le figaro الفرنسية في تقرير له عن هذا الموضوع، إن إسرائيل أصبحت مضطرة اليوم للتعايش مع حقيقة أن مواقعها السرية أصبحت مكشوفة على مرأى ومسمع من أي مستخدم للإنترنت.

ويضيف أن صورا لها بالأقمار الاصطناعية عالية الدقة متاحة مجانًا لبضعة أيام على الإنترنت، وذلك بفضل موقع Mapbox وتطبيقات متعددة أخرى.

ويلفت الكاتب إلى أن هذا التطور وضع حدا للتعتيم الساري المفعول على هذه المواقع منذ عام 1997، حين حظرت الولايات المتحدة، بناء على طلب من تل أبيب، نشر صور أقمار اصطناعية دقيقة للغاية لإسرائيل من قبل الشركات الأميركية الخاصة.

ويخشى المسؤولون الإسرائيليون أن تعرض هذه الوثائق أمنهم للخطر وتسهل عمليات التجسس، وبالتالي، فإن دقة كاميرات الأقمار الاصطناعية قد اقتصرت على مدار 24 عاما على الأشياء التي يزيد حجمها على مترين، لكن من الآن فصاعدًا، يمكن تمييز أهداف من 40 إلى 50 سم.

ونسب الكاتب لأمنون هراري، وهو مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الإسرائيلية ومسؤول عن العمليات الفضائية، قوله إن ترامب عندما اتخذ قراره عام 2020 لم يستشر إسرائيل، وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن القرار الأميركي استند إلى اعتبارات تجارية بحتة.

ويقول هراري إن أول الصور كشفت في فبراير/شباط الماضي عندما دخل قرار ترامب حيز التنفيذ.

ويضيف أن أسوشيتد برس نشرت صور أقمار اصطناعية عالية الدقة، حيث يمكن من خلالها التمييز بين الأعمال الهامة لتوسيع محطة كهرباء ديمونة السرية.

ويختتم بأن ما يوفره مابوكس Mapbox والتطبيقات التي تستخدمه يعطي خيارات أوسع بكثير، الأمر الذي دفع حتى الرقابة العسكرية الإسرائيلية بالسماح لوسائل الإعلام الإسرائيلية بنشر صور الأقمار الاصطناعية الجديدة.

المصدر: الشادوف+صحف

المشاركات الاخيرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.