كواليس المنافسة على (تعرية كتف مصر) في مهرجان الجونة السينمائي الدولي !!

3 680

قبل خمس سنوات، حينما انطلقت الدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائي، لم يكن متوقعًا أن يستمر المهرجان بنفس الضجة الإعلامية، وبحجم أكبر، كما تابع الجميع، في الدورة الخامسة الأخيرة، والتي كان شعارها غير الرسمي «مهرجان أفلام وليس مهرجان فساتين»، بعدما دارت الظنون في الدورات الأولى حول عدم أهميته، أو اعتباره مجرد نشاط ترفيهي سنوي أو مجرد عزومة من رجلي الأعمال نجيب وسميح ساويرس، لأصدقائهم الفنانين، لمشاهدة الأفلام معهما في الجونة. ولكن بعد الدورة الخامسة الأخيرة، بات واضحًا للجميع أنه حدث أكثر جدية وتأثيرًا على عدة مستويات.

ففي تلك الدورة برز «الجونة السينمائي» بالأزمات العديدة والمفاجئة، والتي نقلت الحديث من السجادة الحمراء إلى نقاشات سياسية وفنية واقتصادية أيضًا، بدأت بالحريق الذي نشب في إحدى قاعات المهرجان والسيطرة عليه بطريقة استعراضية وهوليوودية في ساعات قليلة، إلى أزمة فيلم «ريش»، الحدث الأكبر في المهرجان وفي الساحة الفنية المصرية مؤخرًا، وانتهت بالحديث حول تعرض المهرجان إلى حروب كبيرة من أطراف عدة.

تحدثنا مع عدة مصادر من داخل وخارج المهرجان لفهم حقيقة ما يجري مع «الجونة السينمائي» بعد أزمة «ريش»، وطبيعة الصراع بين شلتي «الجونة السينمائي» وشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التابعة للدولة، التي تطرح تساؤل حول رؤية الدولة للمهرجان، والعلاقة المعقدة بين الطرفين، وكيف تتعامل الدولة مع المساحة التي بدأ المهرجان في احتلالها.

الـ«ريتريت» السنوي لفناني مصر
أصبح «الجونة السينمائي» الحدث الفني الأكبر في مصر خلال السنوات الأخيرة، والأكثر استقلالية. وتحول مع مرور الدورات إلى تقليد سنوي يجتمع به العدد الأكبر من الفنانين المصريين والعرب في مناسبة ومكان واحد. ولم ينتظر أكثر من خمس دورات لكي يؤثر في عدة قرارات وظواهر خارجه، ومنها مثلًا اختيار المنتج محمد حفظي لإدارة مهرجان القاهرة السينمائي، لمنافسة «الجونة السينمائي»، وعقد سجادة حمراء مليئة بالنجوم يوميًا مثله، وإضفاء صخب إعلامي على المهرجان لمجاراة منافسه. ربما ساهم «الجونة السينمائي» بشكل غير مقصود في إنعاش مهرجان القاهرة خلال الدورات الأخيرة، ويمثل المهرجان الآن أهمية لجميع أطراف صناعة الفن.

بالنسبة للفنانين والعاملين في صناعة السينما، مهرجان الجونة هو الحدث الفني الأبرز في مصر، ووصف لنا أحد الفنانين الحاضرين الأمر بالنسبة للوسط الفني، فاعتبره بمثابة سوق مفتوح للفنانين، تجتمع به كل الطبقات والفئات بداية من المنتجين والمخرجين والممثلين إلى الإنفلونسرز والمطربين والمذيعين، وغيرهم. فـ«الجونة السينمائي» يعتبر أكبر تجمع فني في مصر، وفرصة للجميع لتقديم أنفسهم من جديد، أو تسليط الضوء عليهم، أو إتمام تعاقدات أو ترويج لمنتجات، أو إنهاء خلافات أو عقد صفقات تجارية حتى على هامش المهرجان. ووصل تأثير ذلك التجمع بشعور الفنانين غير المدعوين للمهرجان بالتهميش والظلم، ومنهم من يسعى بكل الطرق للحصول على دعوات، أو التصريح علنًا برغبته في الحضور.

وبالنسبة لمؤسسي «الجونة السينمائي»، يمثل المهرجان وسيلة دعائية مثالية لمنتجع الجونة السياحي، والازدهار الكبير للمدينة بعدما ارتبط اسمها بتواجد الفنانين والأغنياء، حتى أن سميح ساويرس، اعتبر أن المهرجان ساعده في تسويق المنتجع، أكثر من أي إعلانات دشنها من قبل. ومؤخرًا ساهم «الجونة السينمائي» في الترويج لشركة أوراسكوم، بأفضل طريقة ممكنة، بعد السيطرة على الحريق، وإعادة ترميم القاعة في وقت قياسي، وإشادة النجوم بـ«أوراسكوم» وقدراتها الكبيرة. وهو الإعلان المجاني الذي انتهى بتكريم عمال وموظفي الشركة في حفل الختام.

سؤال الطبقات والجمهور
الدورة الخامسة للمهرجان كانت الأبرز من بين دورات المهرجان السابقة، حيث احتل المهرجان التريند لمدة عشرة أيام كاملة في وقت لا يصمد فيه التريند أكثر من يومين.

حدث هذا لعدة أسباب، أولها ثبات الصورة الذهنية عن المهرجان لدى القطاع الأكبر من الجمهور ومستخدمي السوشيال ميديا أن المهرجان، بمن يحضره، منفصلون تمامًا عن الواقع، لا يوجد به سوى أزياء مثيرة للجدل، وتنافُس على تصدر التريند فقط، إضافة إلى زيادة الإحساس بالفوارق الطبقية بين الجمهور العادي وحضور المهرجان، ليست فقط بسبب استعراض الأزياء والممتلكات الفخمة والأجواء الاحتفالية والسعيدة التي يصدّرها حضور المهرجان كل عام، وحديث النجوم عن معاناتهم مع اختيار الإطلالات والظهور في أحسن صورة وغيرها، ولكن لأن المهرجان غير جماهيري، بالمقام الأول.

ففي مهرجان القاهرة السينمائي، تستطيع إدارته أن تلتقط صورة واحدة للطوابير أمام منافذ بيع التذاكر، لتؤكد أنه مهرجان أفلام وجماهيري. ولكن في «الجونة السينمائي» لا توجد طوابير ولا يوجد جمهور عادي، فقط عمال المدينة والوفد الصحفي والإعلامي هم من يمثلون الطبقة المتوسطة والعادية في المهرجان، والبقية من أصحاب الدعوات والمختارين من العاملين في صناعة السينما، وفئة قليلة من القادرين على تحمل تكاليف السفر والإقامة في الجونة وقت إقامة المهرجان.

لا يقتصر الإحساس بالمسافة الطبقية على المتفرجين فقط، ولكن هذا يصل إلى رواد المهرجان نفسه، وأعطى المهرجان لمحة عن هذه الصراعات الخفية في عدة مواقف، أبرزها حديث سميح ساويرس، مؤسس «الجونة السينمائي»، عن تضرر أصحاب دعوات VIP من حريق القاعة، لأنهم سيجلسون بجوار أصحاب الدعوات العادية، وتحذير نجيب ساويرس للغاضبين من تواجد محمد رمضان في المهرجان «اللي زعلان إنه جالنا ما يجيش».

عدد من الفنانين لمّحوا إلى وجود اختيارات طبقية لضيوف المهرجان، مثل ابن حسن يوسف الذي كشف أن المهرجان وجه الدعوة لوالده لكن في غرفة واحدة معه، بدلًا من سويت مثل بقية النجوم، وكذلك حمدي الميرغني الذي سخر مع عدد من نجوم «مسرح مصر» من تجاهلهم في المهرجان، وقال: «مع إن عندنا بِدل والله». وأرجع زميله «أوس أوس» السبب إلى أنه «غالبًا ما عندناش بدل تناسب مهرجان الجونة». وكشفت الممثلة بشرى سابقًا، أن السبب في عدم دعوة الجميع، يرجع جزئيًا إلى أن عدد من الدعوات تحصل عليها الجهات الراعية للمهرجان وهي من تختار بعض الضيوف.

أيضًا بعد خمس سنوات من استقرار المهرجان وثباته، تشكلت بدورها طبقات في إدارته، وبدأت الصراعات الداخلية في هيكله الإدارية في الصعود إلى السطح، مثل الخلاف العلني بين الممثلة يسرا، عضوة اللجنة الاستشارية، والشخصية المفضلة لمؤسسي المهرجان، مع انتشال التميمي، مدير المهرجان، والانحياز العلني لبشرى، رئيس غرفة العمليات، ليسرا ضد التميمي، قبل تصالحهم جميعًا في بداية المهرجان، واستقالة أمير رمسيس، المدير الفني للمهرجان في النهاية.

أزمة «ريش» تعكر صفو المهرجان
كل ذلك قد يبدو طبيعيًا بالنسبة لمهرجان سينمائي في مدينة سياحية، إلى أن حدثت أزمة فيلم «ريش»، الذي عُرض في الدورة الأخيرة، وحصل على جائزة «الجونة السينمائي»، لأفضل فيلم عربي روائي طويل. كان مهرجان الجونة قبل هذه الأزمة مهرجانًا للفساتين وإثارة الجدل بالإطلالات فقط، لكن بعدها انتقل التساؤل إلى كيف يكون المهرجان بالنسبة للدولة وقياداتها؟ خاصة بعد تهمة الإساءة إلى مصر، ومهاجمة عدد من الشخصيات المقربة لدوائر الحكم والمؤسسات التابعة لشركة «المتحدة»، لفيلم «ريش» ولمهرجان الجونة وللمنتج محمد حفظي.

أزمة «ريش» تصاعدت سريعًا، وبتلاحق غير مفهوم، وبدأت بقرار الفنان شريف منير الانسحاب من مشاهدة الفيلم، بحجة إساءته لسمعة مصر، وتغافل إنجازات الدولة في القضاء على العشوائيات، وطلبه من جهات معينة مشاهدة العمل والحكم عليه. صاحب ذلك حملة مفاجئة على السوشيال ميديا ضد مهرجان الجونة والفيلم، وصلت إلى سياسيين وقيادات مثل نائب مجلس الشعب محمود بدر وأحمد موسى وغيرهم. وارتفع هاشتاج على تويتر «أوقفوا مهرجان الجونة».

ونُشرت عدة تقارير تهاجم الفيلم والمهرجان في صحف ومواقع تابعة لـ«المتحدة»، وطالت الحملة المنتج محمد حفظي، مع تلميحات بحصوله على تمويلات خارجية لإنتاج الفيلم والإساءة لمصر، وهو ما أعطى انطباعًا للبعض أن الحملة تستهدفه بشكل رئيسي، وليس الفيلم أو المهرجان.

وقد يعتبر الهجوم عليه إشارة إلى أن منصبه على رأس إدارة مهرجان القاهرة، المنتظر انطلاقه خلال أيام، في خطر، إلا أن الحملة سرعان ما تحولت إلى انقسام بين المؤيدين والمعارضين، وارتفعت -في مرة نادرة- أصوات فنانين تدافع عن الفيلم، وتنتقد تهمة الإساءة إلى سمعة مصر.

الحملة الإعلامية المفاجئة على «الجونة السينمائي» دفعت بشرى إلى وصف ما يحدث بـ«الحرب الممنهجة على مهرجان الجونة»، وهو ما أكده لنا مصدر من فريق إدارة المهرجان، واتهم «المتحدة» بالهجوم على «الجونة السينمائي» ومحاربته، بدليل سحب قناة «إكسترا نيوز» لطاقم التصوير من المهرجان بعد أزمة «ريش»، بالإضافة إلى المضايقات التي حدثت من قناة «ON» الشريك الإعلامي، بعدم تغطيتها لعدة فعاليات، والسجادة الحمراء، وقطعها البث أحيانًا، مثلما حدث مع حفل الافتتاح بقطع البث قبل نهايته، وحاولت إضعاف المهرجان والتأثير عليه، بحسب تأكيد المصدر.

وأضاف المصدر أن المواقع الصحفية التابعة لـ«المتحدة» لم تغطِ حفل الختام، وامتنعت عن نشر أخبار الجوائز وأي شيء يخص المهرجان، ووصل الأمر إلى حذف أخبار قديمة خاصة بفوز «ريش» في مهرجان «كان»، وحذف حلقة برنامج «معكم منى الشاذلي» مع صناع «ريش» من قناة «CBC» على يوتيوب، والاكتفاء بمقاطع من اللقاء على قناة «واتش ات» على يوتيوب. وقال المصدر إن «اكسترا نيوز» كانت تشن حربًا إضافية، خاصة بعد هجوم رئيس القناة، على المهرجان.

ومن الدلائل التي لم يذكرها المصدر على وجود صراع بين المهرجان وجهات قيادية، سخرية سميح ساويرس اللاذعة من الإعلامي عمرو أديب، والمقرب من القيادات الإعلامية بالدولة، ووصف سميح حديث أديب عن المهرجان وعن استضافته لمحمد رمضان بـ«الكلام الفارغ»، ورفض إهدار وقته في سماع فقرته التي خصصها للهجوم على تواجد رمضان في «الجونة السينمائي» والاحتفاء به. ولكن الأغرب هو عدم تعليق أديب على سخرية سميح، وتقديمه تغطية إعلامية محايدة لأزمة «ريش» بإعطاء الفرصة لمخرج الفيلم، عمر زهيري، والمنتج محمد حفظي، للدفاع عنه في مواجهة شريف منير.

شريف منير ووشاية أشعلت أزمة «ريش»
أما عن أزمة فيلم «ريش» نفسها، يؤكد المصدر أنها كانت مرتبًا لها ضمن هجوم مكثف وممنهج ضد المهرجان، ولم تكن وليدة الصدفة أو من فعل شريف منير بمفرده، ولكن ما تم اكتشافه أن هناك مخرجًا مصريًا هو من حرض على الفيلم قبل عرضه ووشى بزميله. واستبعد وجود علاقة بين أزمة الفيلم واستقالة أمير رمسيس من المهرجان، وقال إن استقالة المدير الفني غامضة وغير مبررة، ولم يعرف سببها الحقيقي إلى الآن، لكنه ألمح إلى تعرضه لضغوط لكي يقدم استقالته قبل نهاية المهرجان، دون أن يفصح عن طبيعة تلك الضغوط.

على السوشيال ميديا، صدر من «الجونة السينمائي» منشوران عن الأزمة: الأول مقتضب، اكتفي بعدم سماح المهرجان لأي حدث بتعكير صفو العلاقة بينه وبينه الدولة، حُذف سريعًا. وذكر المصدر أن هذا المنشور لم يكن البيان الكامل، الذي كان متوازنًا وحرصوا فيه على الدفاع عن كل من الفيلم والدولة. وكشف أن حساب المهرجان لم يحذف نص البيان من صفحات السوشيال ميديا كما تردد، ولكن سميح ساويرس فوجئ بنشر الجزء الخاص فقط بالدفاع عن الدولة في البيان على السوشيال ميديا، ورأى أن ذلك يشير إلى تنصل المهرجان من الفيلم، لذلك حذف هذا المنشور، ونشروا البيان الكامل.

واختتم المصدر حديثه عن مستقبل المهرجان، بقوله إنه من الواضح أن المهرجان يتعرض لحرب، لكونه حدثًا كبيرًا ومستقلًا عن الدولة، بدأت بمحاولات التقليل من المهرجان وإضعافه ووصفه بمهرجان فساتين، ومحاولة استغلال خلاف يسرا مع مدير المهرجان، انتشال التميمي، ولكن هذه المحاولة فشلت بعد الصلح بينهما في بداية المهرجان.

وكشف أن محاولة النيل من المهرجان من خلال «ريش» فشلت أيضًا، ورجح سبب الهجوم بأنه رغبة في السيطرة على المهرجان، خاصة أنه أصبح حدثًا كبيرًا يتابعه الجميع ويحقق صدى كبير، وليس للدولة أو الشركة المتحدة علاقة به، على عكس معظم الأنشطة والأحداث الفنية الأخرى في مصر.

وشدد في النهاية على أن الرباعي المتحكم في المهرجان (سميح ساويرس وأمل المصري وانتشال التميمي وبشرى) عازمون على إقامة الدورة المقبلة بشكل أقوى وأكبر، ويعملون حاليًا على توحيد جبهة المهرجان الداخلية ومحاولة إعادة أمير رمسيس إلى منصبه.

وفي إطار ذلك، ولسمعة المهرجان، حاولت إدارة المهرجان السيطرة على الأخبار والصور المتعلقة بالسجادة الحمراء والحفلات والسهرات، ومنها مثلًا منع الممثل حسن أبو الروس من الظهور في حفل الختام تجنبًا للمشكلات وإثارة الجدل، وكذلك عدم نقل جميع صور السجادة الحمراء أو الحفلات الساهرة على صفحات المهرجان وتقييد تصويرها على عكس الدورات السابقة.

أحد الإعلاميين الذين تواجدوا في الجونة، أخبرنا أنهم تلقوا شبه توصيات من إدارة المهرجان بضرورة الاهتمام بالفعاليات الفنية والأفلام في محاولة لإعادة تصحيح صورة المهرجان وإعلاء قيمته الفنية.

«شلة الجونة» تواجه «شلة المتحدة»

«الجونة السينمائي» لم يكتف بأنه مهرجان سينمائي مصري كبير، ولكنه يقوم بأدوار أخرى في الوسط الفني، خاصة الدور الاجتماعي داخل الوسط الفني، من خلال تجمع الفنانين لفترة طويلة، طريقة أشبه بجمعية عمومية للفنانين، تحت أضواء لا تقاوم، والتي ينتج عنها طبقات جديدة من الفنانين، وآخرون أصبح لهم تواجد قوي فقط لأنهم من «شلة الجونة» أو أثاروا الجدل في الجونة. وتحول السؤال مِن «مَن حضر مهرجان الجونة؟» إلى «مَن لم يحضر مهرجان الجونة؟» وأصبحت مسألة الغياب عن المهرجان وحدها ملفتة ومثيرة للاستغراب، وهذا دليل كافٍ على قوة المهرجان الإعلامية الكبيرة.

وصل مصطلح «شلة الجونة» إلى الجمهور أيضًا في الفترة الأخيرة، ويتصدر الشلة الفنانون المقربون من رجلي الأعمال نجيب وسميح ساويرس، والمتواجدين باستمرار في الجونة، وهم في الغالب بعيدون عن أعمال «المتحدة»، ومؤخرًا أصبحوا الأكثر عملًا مع منصة «شاهد» السعودية، الصاعدة بقوة مؤخرًا، في مواجهة احتكار «المتحدة» ومنصتها «واتش إت»، ومنهم مثلًا يسرا ومنة شلبي ودينا الشربيني وياسمين رئيس وآسر ياسين وأحمد مالك وشيرين رضا.. وغيرهم، ويمثل الطرف الآخر أمير كرارة وياسر جلال وأحمد عز وكريم عبد العزيز وغيرهم من «شلة المتحدة».

وبالحديث عن نجوم «المتحدة» وتوجيه الاتهام إليه بمحاربة مهرجان الجونة، كشف مصدر من إدارة الشركة عما يعرفه عن صراع «الجونة- المتحدة»، وقال إنه في الدورات السابقة كان تامر مرسي، الرئيس السابق للشركة، يمنع بشكل واضح نجوم الشركة الكبار من حضور مهرجان الجونة، بل كانت الشركة تستخدم حيلًا لإحراج «الجونة السينمائي» باتهامه بتجاهل دعوة النجوم الكبار، مثل أمير كرارة وأحمد عز وغيرهم، ودفع ذلك إدارة المهرجان بالتأكيد على أنها وجهت إليهم دعوات، ولكن بعضهم اعتذر والبعض لم يرد أو يحضر.

ووصلت محاولة إحراج المهرجان باستغلال وفاة الصحفية هند موسى، في حادث سير أثناء عودتها من مهرجان الجونة في الدورة الثالثة، وإعلان «المتحدة» عن توفير معاش لأسرتها وتكريمها، ونشر وقتها أمير كرارة تغريدة أشاد فيها بموقف الشركة الإنساني، وطلب من مهرجان الجونة أن يفعل شيء «محترم» مماثل.

علاقة معقدة
يقول مصدرنا إن هذا العام تغير الأمر قليلًا برحيل تامر مرسي، وحضر عدد من نجوم «المتحدة»، ولكن من الطبقة الثانية، بالإضافة إلى حضور عدد من المسؤولين في الشركة نفسها للمهرجان، وهو ما يصفه بالعلاقة المعقدة بين المهرجان والدولة أو المهرجان و«المتحدة». فالدولة ترعى المهرجان من خلال قناة «ON» ووزارة الصحة، وفي نفس الوقت تحارب المهرجان وغير راضية إلى حد ما عن سطوع نجم نجيب وسميح ساويرس كقادة للوسط الفني ورموز مجتمع وقادرين على صنع إنجازات ومعجزات، خاصة أنها ما تزال تعتبر الفنانين قوة ناعمة في يدها.

يتوقع المصدر أن لا تتوقف محاولات «المتحدة» لتحجيم دور مهرجان الجونة، خاصة أنه تريند لا يتوقف ولم تستطع إيقافه في الدورة الخامسة. وقد يكون الحل في عمل مناسبات فنية أكبر برعاية الدولة، مثل التفكير في الوقت الحالي في عودة «عيد الفن»، خاصة أن هناك تخوفًا من تجمع الفنانين بهذا الحجم، على مدار أيام طويلة، في مناسبة مستقلة، والتي قد ينتج عنها المزيد من العواقب غير تكوين شلة، كخروج مبادرات أو اتفاقات إنتاجية أو حتى مؤامرات، في ظل منع الدولة لأي تجمعات كبيرة للنقابات وأصحاب المهن، فما بالك بتجمع نجوم المجتمع؟ ويرى المصدر أن الدليل على ذلك، شعور بعض النجوم بالإحراج بسبب أزمة فيلم «ريش» وعدم قدرة البعض على مهاجمة المهرجان أو المزايدة عليه لأنهم بالفعل متواجدين في «الجونة السينمائي» ولا يريدون خسارة الطرفين، في الوقت نفسه.

يرى المصدر أيضًا أن القيادات لم تكن تريد توجيه ضربة قاضية للمهرجان، ولكن محاولات لتعكير صفوه فقط والتشويش عليه والتقليل منه، بدليل أنها تدخلت لاحتواء الأزمة سريعًا بإيقاف الهجوم على المهرجان والفيلم، وإصدار مبادرة «حياة كريمة» تصريحات تؤكد بها عدم تأثرها بالفيلم، وإشارتها بوضوح أنه لا يوجد فيلم يستطيع الإساءة إلى الدولة، ويعتبر المصدر ذلك موقفًا إيجابيًا وقويًا، وبرأ الدولة من اتهامات الهجوم على «الجونة السينمائي»، رغم أن البعض قد يعتبره تراجعًا منها.

في النهاية، يبدو أن هناك فصولًا أخرى في الصراع بين معسكر «الجونة السينمائي» ومعسكر المتحدة في الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب موعد انطلاق مهرجان القاهرة السينمائي، وبداية مرحلة جديدة في الإنتاج الفني بعد رحيل تامر مرسي، ومع عزم إدارة مهرجان الجونة على الاستمرار وثبات كيانه بعد خمس سنوات. وقد تنتهي الحرب الخفية أيضًا إلى حين الدورة السادسة، ولكن الأكيد أن مهرجان الجونة أصبح هذا العام رقمًا مهمًا في المعادلة.

المصدر: الشادوف+مدى مصر

3 تعليقات
  1. With havin so much content do you ever run into any
    problems of plagorism or copyright infringement?
    My blog has a lot of exclusive content I’ve either created myself or outsourced but it appears a lot of it is popping it up all over the web without my permission. Do you know any ways to help protect against content
    from being ripped off? I’d certainly appreciate it.

  2. Heya i’m for the first time here. I found this board and I
    find It truly useful & it helped me out a lot.
    I hope to give something back and help others like you aided me.

  3. It’s not my first time to pay a visit this web site, i
    am visiting this site dailly and obtain fastidious data from here everyday.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.