ممدوح اسماعيل يكتب: طارق سويدان ضد الثورات !

0 599

طارق سويدان مضطرب عقدياً، هذه حقيقة لاحظتها فى متابعتى له فكثير من أرائه تشعر أنه يعانى من انفصام فكرى فهو يقول الشئ ونقيضه فى ذات السطر، ومؤخراً قال طارق سويدان: أنا ضد الثورات العربية لما تسببه من خراب وقتل وتدمير ؟! ثم يقول في الوقت ذاته مستدركاََ : لكن أنا مع حرية الشعوب وكرامتها !!
هذا التصريح فيه تناقض حاد جداََ، إذ كيف تتحقق الحرية والكرامة للشعوب مع نظم طاغية قاتلة مستبدة عميلة؟؟!
كلامه شئ غير معقول شرعاً ولا تاريخياً ولا بشرياً ولم يقل به حتى الماسون وهو قريب من كلام القاديانية
فكيف تتحقق الحرية وكرامة الشعوب بدون مدافعة؟؟
وهل تصرخ الشعوب بالحرية فيستجيب لها الطاغية ويقول للشعب لبيك وسعديك تفضل خذ حرية وكرامة !
هذا هو الخلل الصوفى الماسونى الشاذ الذى لم يقل به شرع الخالق الحكيم، وكيف يتحقق للإنسان اى أمنية إلا بالعمل وتحمل المشاق؟!
لابد من ضريبة يدفعها المسلم، وإلا كيف تتحقق العبودية لله إلا بتحمل مشاق التكليف؟!
وهو كلام ضد الشرع ومخالف للقرآن بكل وضوح للأسباب التالية :_
1_قال تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين)
قال سيد قطب فى الظلال :لولا أنَّ الله تعالى يدفع كيدَ الكافرين ومكرهم وظُلْمهم وغَشَمَهُم بجهاد طائفة من المؤمنين ونضالهم ورباطِهم؛ لصارت الأرض كلها غابة موحشة تعوي في جنباتها الذئاب، ولعل هذه الحقيقة بعضُ ما توحي به هذه الآية الكريمة
2_قال تعالى (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)
قال الطبرى فى تفسيره (وَانْهَ عَنِ المُنْكَرِ) يقول: وانه الناس عن معاصي الله ومواقعة محارمه (وَاصْبِرْ عَلى ما أصَابَكَ) يقول:، واصبر على ما أصابك من الناس في ذات الله، إذا أنت أمرتهم بالمعروف، ونهيتهم عن المنكر، ولا يصدّنك عن ذلك ما نالك منهم،
3_بالنسبة لما يحدث من قتل: قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ)، وإذا اراد المسلم الجنة فلابد أن يبيع نفسه لله وطريق هذه البيعة هو القتال والجهاد فى سبيل الله فيقتل، فلايمكن ولايعقل أن تتم نصرة الحق بالأمانى، ولايبذل المسلم أى جهد أو يقاتل فينتصر دائماً !!
يقول الإمام ابن كثير :: { يقاتلون في سبيل اللّه فيقتلون ويقتلون} أي سواء قَتَلوا أو قُتلوا، أو اجتمع لهم هذا وذاك، فقد وجبت لهم الجنة، ولهذا جاء في الصحيحين: (تكفّل اللّه لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي وتصديق برسلي بأن توفاه أن يدخله الجنة، أو يرجعه إلى منزله الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة)،
و الآيات كثيرة فى القرآن تفضح كلام السويدان القاديانى!!

4_وفى الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سيِّدُ الشُّهداءِ حمزةُ بنُ عبدِ المطَّلبِ ، ورجلٌ قام إلى إمامٍ جائرٍ فأمره ونهاه فقتله” صحيح الترغيب. والحديث واضح، رجلٌ قام الى سلطان جائر وأمره ونهاه عن الظلم، هل يتوقف الطاغية، ويقول له شكراً على طلبك، كما يقول السويدان؟!! بل الحديث بكل وضوح يبين رد الطاغية فقتله، والفاء هنا هي تعقيب على الفور، أى أن الطغاة لايتركون دعاة الكرامة أبداََ، بل يسارعون بالقتل والعنف ضدهم.
5_ ثم هل القتل والتخريب والتدمير من الشعوب ام من الطغاة؟! لاشك انه من الطغاة أنفسهم، فالواجب ان يقول السويدان أن الطغاة دمروا وقتلوا وأفسدوا وواجب فضحهم والثبات على الوقوف ضد الظلم ودراسة الأخطاء لتحقيق نجاح الثورات، لا ان يقول انا رجل جماهيرى وضد الثورات لتسويق نفسه عند النظام العالمى؟!!
6_لقد كان الحسين بن على رضى الله عنه أشرف الناس وثار ضد الظلم ولم يتراجع رغم مفسدة القتل التى تحققت أمامه، وقاتل حتى قتل وعائلته ومات شهيدا رضى الله عنه ومن معه رضى الله عنهم أجمعين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، فعلى كلامك سيد شباب اهل الجنة على خطأ !!!!!!!
7-على كلامك ياسويدان الرسول صلى الله عليه وسلم فى جهاده للمشركين كان على خطأ، لأن كثير من الصحابة قُتلوا فى غزوة أحد، وحوصروا فى الأحزاب ووقعت عليهم مفاسد، وابوبكر كان على خطأ فى قتال المرتدين لأن كثير من الصحابة قُتلوا، وعلى ذلك كل الغزوات والجهاد لأنه تسبب فى قتل المسلمين، وهو كلام لايقوله إلا اعداء الدين !!
8__ويبقى أن كلام السويدان ضد الفطرة الإنسانية فعلى مدار تاريخ البشرية قامت الشعوب بالمدافعة والثورات ضد الظلم، وحتى والله الحيوانات إذا ما اخذت منها شيئا تنتفض وتقاوم وتعتدى عليك*
وأخيراً :_
ياسويدان بكلامك تقول للقرآن أنا ضدك
وتقول لسيرة النبى صلى الله عليه وسلم انا ضدك
وتقول للتاريخ والفطرة البشرية أنا ضدك
وتقول للحسين رضى الله عنه أنا ضدك
وتقول بكلامك للجميع أنا عندى اختراع بدعة جديدة ليست من الإسلام
هى خليط من الصوفية الشاذة والماسونية والقادينية ضد الثورات من أجل الحق ومع الحرية.. انفصام عقدى هداك الله!!

ممدوح اسماعيل

محامي ونائب فى برلمان الثورة 2012

أحد أبرز وجوه التيار الاسلامي في مصر

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

المقالات الواردة فى باب الرأي تعبر عن أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن الموقع وسياساته التحريرية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.