صحيفة : المخابرات المصرية غاضبة من تركي آل الشيخ..( شوال الرز يتجاوزنا ) ماذا يحدث؟!

0 623

قالت صحيفة الأخبار اللبنانية إن هناك خلافا محتدما بين رئيس هيئة الترفيه السعودية “تركي آل الشيخ”، ورجال المخابرات العامة المصرية، بسبب اعتماد الأول سياسة التعامل المباشر مع الفنانين المصريين.

ولفتت مصادر الصحيفة، المقربة من “حزب الله”، إلى أن المخابرات المصرية، عمدت إلى التضييق على الفنانين لضمان ولائهم للنظام، مقابل استمرارهم في أعمالهم مع “آل الشيخ”، والتي فتحت لهم بابا لتحقيق عائدات كبيرة.

ووفق المصادر، فإن ميل الفنانين المصريين نحو “آل الشيخ” بسبب سخائه الذي وصل إلى “شراء بعضهم”، أثار سخط رجال المخابرات، من تأثير هذا “الزحف” على نفوذها في المجالَين الفني والإعلامي.

وسبق لـ”آل الشيخ”، أن ضخّ ملايين الدولارات في فترات سابقة لإنقاذ المنظومة الإعلامية التي تديرها المخابرات، إلا أن تدخلاته المباشرة أخيراً تسببت في إغضاب الأجهزة المصرية، ولا سيما إعطائه فُرصا لشخصيات مغضوب عليها من قِبَل المسؤولين.

وكان المستشار السعودي قد تدخَّل في العام الماضي لتسديد ديون عن شركات المخابرات بلغت قيمتها ملايين الجنيهات، عبر طرق عدّة، أبرزها شراء الأعمال الدرامية المصرية من خلال منصة “شاهد” التابعة لمجموعة قنوات “إم بي سي”.

كما أعلن عن استثمارات وتعاون مشترك في عدة مجالات، وهو ما دفع “السيسي” إلى استقباله، لشُكره على الأموال والشراكات التي وُقّعت مع الشركات السعودية المسؤول عنها “آل الشيخ”.

ووفقا للصحيفة اللبنانية، فإن مكان إقامة آل الشيخ في القاهرة تحول إلى وُجهة أساسية للفنانين وصناع الترفيه في مصر. إلا أن ما أثار غضب أجهزة المخابرات المصرية تحديداً، هو أن “آل الشيخ” عقد اتفاقات مع شخصيات حُوصرت من قِبَل مسؤولي النظام في السنوات الماضية، للرضوخ للشروط والقواعد التي أقرتها المخابرات للعمل في الوسط الفني.

وعملت المخابرات والشركات التابعة لها خلال الأشهر الماضية على تخفيض أجور الفنانين، وتحديد نصيب كل شخص من “الكعكة”، وكان الكثيرون منهم قاب قوسين أو أدنى من الرضوخ لهذه الشروط، وفق الصحيفة.

وعلى هذه الخلفية، أطلقت المخابرات ما يبدو أنها حملة ضد “آل الشيخ”، الذي يُواصل، أيضاً، ضغوطه لمنع دخول جماهير الأندية إلى المدرّجات، بعد تعرُّضه أكثر من مرّة للإهانة فيها.

وتشتكي الأجهزة الأمنية اليوم من تقلص سيطرتها على الفنانين الذين يتلقون الملايين من المال السعودي، في وقت أعلن فيه “آل الشيخ” عن خطط طموحة للإنتاج السينمائي والدرامي وشراء حقوق عرض الأعمال، وهو ما تخشى المخابرات أن يؤثر على احتكارها السوق.

ويعكس الهجوم المنهج على “آل الشيخ”، التوتر المستمر في العلاقات المصرية – السعودية، على الرغم من محاولات تحقيق تفاهمات بين رجال النظامين من الصف الثاني، خصوصا ” تركي آل الشيخ” ومدير المخابرات المصرية اللواء “عباس كامل”، والضابط “أحمد شعبان” المسؤول عن إدارة ملف الإعلام في مصر.

كلما ظهر تركي آل الشيخ في أي محفل محلي أو دولي، تردد معه صوت ( الرئيس المصري ) عبد الفتاح السيسي- في تسريب شهير- وهو يقول: “يا عم الفلوس عندهم زي الرز يا عم”.

وهو الدور الذي تصدّى له تركي آل الشيخ، في المنطقة العربية، حين ارتضى أن يكونَ “شوال أرز” يوزّع أموال المملكة العربية السعودية يميناً ويساراً وبحساب “مفتوح”، لا ينفد ضمن خطة السعودية للانفتاح، وكان لا بد من أجل ذلك من وجه إعلامي يصبح صديقاً للفنانين والرياضيين ومقرباً منهم، حتى يحكمَ السيطرة على الوسطين الأكثر تصدّراً للترفيه في العالم،
البحث عن سر تركي آل الشيخ يقتضي العودة إلى أصوله وبداياته… من أين انطلقت تلك الظاهرة الفريدة والغريبة على الواقع السعودي؟

ولد شوال الرز الشهير ب” تركي آل الشيخ” عام 1981 في مدينة الرياض، أي أنه أكبر من محمد بن سلمان بنحو 4 سنوات، والعجيب أنه لا ينتمي لآل سعود، وهو ما منحه تأثيراً كبيراً، وسطوة على قلب ولي العهد السعودي، لكونه ليس مرشحاً للحكم أو منافساً أو قريباً لأحد منافسيه أو الطامعين في منصبه، حتى صار آل الشيخ “ظِل بن سلمان” ورجله المفضّل، إذ يلبي جميع رغباته دون تحفظات أو نقاشات، وبروحٍ محبة للانفتاح الذي يدعو إليه بن سلمان، وتعتبره شخصيات سعودية “مجوناً وفجوراً” على أرض طاهرة لا يجوز أن تستقبل الفنانين والراقصات والحفلات الصاخبة، إلا أن تركي منذ سنوات، وقبل موجة التجديد والانفتاح، كان محسوباً على فريق الباحثين عن الحرية والراغبين فيها داخل المملكة.

تزوَّج من ابنة ناصر بن عبد العزيز الداود، وكيل الملك سلمان بن عبد العزيز، منذ أن كان أميراً للرياض، فانطلقت مسيرته إلى قلب بن سلمان وأعماله، وأصبحت علاقته بالأسرة الحاكمة أكثر قوة.

لم يكن آل الشيخ أميراً أو ابناً للعائلة المالكة. لكنه تربى قريباً من أروقة السلطة فعرف خباياها وأمزجة رجالها، وأصيب بجنونها أيضاً، فقد كان والده على صلة وثيقة بالأسرة الحاكمة في السعودية منذ وقت طويل، لقربه من الأمير فيصل بن فهد وسلطان بن فهد.. ومن هنا بدأت علاقته بولي العهد، محمد بن سلمان.

صار رفيقاً له، ينفذ جميع طلباته ويساعده في كل شيء، حتى قبل أن يتولّى السلطة، فمهَّد له ولي العهد الطريق وعيّنه في وزارة الداخلية ثم مكتب وزير الدفاع وديوان ولي العهد عام 2015، وكان عمله الفعلي “سكرتيراً شخصياً” لابن سلمان، وفي حزيران/ يونيو 2017، عُيّن مستشاراً للديوان الملكي برتبة وزير. ليصبح وجوده على الموائد الفنية والشاشات التلفزيونية بـ”ختم رسمي”، تزامناً مع اتساع نفوذ ولي العهد “بن سلمان”. الأمر الذي قابله سعوديون بغضب شديد لكونه “مؤلف أغانٍ” بلا خبرة سياسية أو ثقل في المملكة. فلم يكن قبل تصعيده إلى الواجهة معروفاً للسعوديين، القليل كانوا يعرفون اسمه مقترناً بفضائيات “الرقص والغناء”.

وبرغم أنه ينتمي لأسرة دينية تنفرد بالإفتاء في السعودية. كان متمرّداً، وربما هذا ما لفت نظر بن سلمان إليه، فكان عاشقاً للأغنيات، ويدّعي أنه يكتبُها ويفضّل كتابة الأغنيات العاطفية، بينما تُرجّح آراء أخرى أنها تُكتب له مقابل المال.

تختلف الآراء حول موهبته كشاعر، وحول كونه شاعراً من الأساس، وكونه روائياً، إلا أنه حصل على لقب “أفضل شاعر” لعام 2016 وشاعر العام 2019 في استفتاء شبكة قنوات “إم بي سي” السعودية، التي تخضع لإمرته ضمن ممتلكات هيئة الترفيه السعودية.

تحتاج المشروعات الترفيهية الجديدة إلى دعاية، وهل هناك دعاية أفضل من الفن والرياضة؟ يصف موقع “سعودي ليكس“، المتخصّص في الشأن السعودي، تركي آل الشيخ بـ”أداة محمد بن سلمان لاستمالة نخب فنية بأساليب مشبوهة”، ويقول إنه “يتحكم في النخب العربية الفنية بالتخويف مرة ويالترغيب مرة أخرى”.

لم يبدُ الإذلال في سجدة رامز جلال، أو تصريح حسن الرداد فقط، إنما كان مُتبعاً منذ وقت طويل، حين أصبح آل الشيخ رئيساً شرفياً للنادي الأهلي، أكبر نادٍ مصري، مقابل تمويله حملة رئيسه الحالي واللاعب السابق الأسطوري محمود الخطيب، وبدأ يتدخّل ويفرض شروطه ويفشي تلك الأسرار إعلامياً وكأنه يقول “اشتريتكم بفلوسي” حتى وقعت أزمة كبرى، فاشترى نادياً وموّله بمليارات الجنيهات كي يأخذ بثأره، واستمرت دراما تركي آل الشيخ في الكرة المصرية طويلاً حتى تدخّلت الدولة حنقاً من لهجته المتعالية على المصريين.

وسَرَت أنباء حول شكوى تقدمت بها المخابرات المصرية لنظيرتها السعودية من أسلوبه وذلك لتحجيمه، لكن علاقته بولي العهد بن سلمان أنقذته وأبقت عليه مع تهميش دوره ومنع أخباره من النشر- لفترة وجيزة- بالصحف المصرية حتى استعادة الكبرياء المصري الذي يتأثر “كروياً” أكثر مما يتأثر بأي شيء آخر.

المصدر: الشادوف+صحف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.