خبراء : التغطية الإعلامية المبالغ فيها لحادث الطفل ريان مفتعلة ومسيسة.. إيه الحكاية؟!

0 1٬288

ربط خبراء إعلاميون بين التغطية الاعلامية المكثفة لحادث الطفل المغربي ريان والتي استمرت خمسة أيام حتى إعلان نبأ وفاته، وبين ما وصفوه بسحب الاهتمام الشعبي العربي والعالمي بقضية أطفال المخيمات السوريين التي حصلت على زخم كبير قبيل وقوع حادث الطفل ريان مباشرة.
ووصفت سمية الجنايني، وهي باحثة إعلامية مصرية متخصصة فى تحليل المضمون الاعلامي، تركيز التغطيات الصحفية ولجوء الكثير من القنوات الفضائية العربية للنقل الحي والمباشر لعملية انقاذ الطفل ريان المغربي على مدار 5 أيام بأنه يمثل “جريمة إعلامية” في حق الاطفال السوريين والفلسطينيين واليمنيين وغيرهم، قبل أن تكون جريمة فى حق المشاهدين لتلك القنوات.

وأوضحت الجنايني، في فيديو متداول عبر اليوتيوب، أنها انتظرت حتى نهاية ما وصفته بهذا السيرك الاعلامي لترى النتيجة النهائية، وعندما تم إعلان نبأ وفاة الطفل، لم تستطع النوم حتى تدلي بشهادتها ورؤيتها المبنية على دراستها وخبراتها فى هذا المجال.

وقالت ان تغطيات القنوات الاخبارية العربية أجرمت فى حق المشاهدين لأنها جميعا رفعت سقف توقعاتهم بشأن نجاته من الحادث، “ولم نر على تلك القنوات أطباء أو خبراء انقاذ محترفين يقدمون رؤية مخالفة للخط العام الذي يؤكد في كل التغطيات ان القصة سوف تنتهي نهاية سعيدة بإنقاذ الطفل ونجاته من الموت، وهو ما اعتبرته خطأ مهنيا كبيرا، حسب قولها.

وأوضحت الخبيرة الاعلامية سمية الجنايني ان هناك خبراء فهموا مغزى تلك التغطية المبالغ فيها والتي تخفي أهدافا غير واضحة لعموم الناس، لكن بعضهم لم يتحدث عنها أو يكشف خلفياتها نتيجة لارتباطاته مع تلك القنوات الفضائية، غير انها استدركت بالقول: ” تلك الجريمة مرت على الكثير من الناس العاديين بل والكثير من الخبراء دون أن يلاحظوها”.


وأشارت الى أن التدقيق فى تفاصيل الحادث تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الطفل توفي منذ عدة أيام، وأن هناك قدرا من التكتم على خبر وفاته، “وربما من المفهوم أن يكون هناك هذا التكتم لكن من غير المفهوم ولا المنطقي أن تقوم القنوات الفضائية بتلك التغطية المبالغ فيها للحادث بما يزيد من الشكوك بشأن وجود غرض خفي وراء تلك التغطيات وهو في حد ذاته جريمة في حق المشاهدين وكل من يتلقون تلك الرسالة الاعلامية”.

من ناحيته، قال أحمد بخري، مستشار وزير التجهيز والماء المغربي، إنه كان بالإمكان النجاح في إنقاذ الطفل في أقل من 48 ساعة، ولكن غياب المراكز الجهوية المتوفرة على آليات الإنقاذ المتطورة، ومحدودية الآليات التي تم استعمالها، والتي لا تتجاوز قدرتها حفر 20 متراً في اليوم، وصعوبة وصول آليات بقدرة حفر أكبر تصل إلى 100 متر في اليوم ممركزة بمناطق المشاريع الكبرى إلى عين المكان؛ كلها عوامل ساهمت في تأخر الإنقاذ، بحسب موقع هسبرس المغربي.

كما أكد خالد يوسفي، رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين الطوبوغرافيين بالمغرب، أن صعوبة عملية الإنقاذ ليست لها علاقة بتعقد التضاريس، وإنما بعمق البئر؛ قائلاً: “لم نتوفر لدينا خريطة خاصة بالبئر في مكان الحادث، كما أنه من غير المعروف لدينا إن كان عمق البئر عمودياً أو تم حفره بطريقة أخرى”.

وشددت الجنايني على أن الهدف من هذا التركيز المكثف والمبالغ فيه على حادث الطفل ريان المغربي في القنوات الاخبارية العربية هو جذب الانظار عن الزخم الشعبي الكبير الذي أخذته مبادرات دعم أطفال اللاجئين السوريين على الحدود التركية التي انتشرت في أوساط الشعوب العربية مؤخرا.

كما دعت الجنايني للعودة الى التركيز على قضية معاناة اللاجئين السوريين فى الخيام والمخيمات على الحدود التركية والذين يعانون من البرد ويموت أطفالهم نتيجة عدم وجود مأوى مناسب لهم فى هذا الشتاء القارس، مشيرة لأهمية استمرار المبادرات الشعبية على غرار مبادرة اليوتيوبر الكويتي المقيم فى الامارات ( أبو فله ) ومبادرات الاطفال الفلسطينيين فى الضفة الغربية وغزة لدعم ومساندة اللاجئين السوريين.
تجدر الإشارة الى أن فرق الإسعاف المغربية قامت بإخراج الطفل ريان ليل السبت من البئر التي ظل عالقا فيها لمدة خمسة أيام. وبعد انتشال الطفل بدقائق، أكد بيان رسمي مغربي وفاة ريان، وأصدر الديوان الملكي تعزية باسم الملك محمد السادس لوالدي الطفل.

وأتت عملية إخراج ريان بعد طول انتظار وبعد توقف أعمال الحفر اليدوية ودخول فريق طبي يرأسه طبيب مختص في الإنعاش وممرضين إلى داخل النفق الذي كان يوجد به الطفل، وفق ما أكدته تقارير إعلامية مغربية.

المصدر: الشادوف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.