قرر النائب جورج سانتوس التخلي عن مهام اللجان في مجلس النواب الأمريكي في خطوة قد تساعد على تحقيق طموح رئيس مجلس النواب الجمهوري، كيفين مكارثي، بطرد النائبة المسلمة إلهان عمر من لجنة الشؤون الخارجية.
وليس هناك ما يشير إلى أن قيادة الحزب الجمهوري قد دفعت سانتوس، المعروف بأنه أكبر كذاب ومخادع في تاريخ الكونغرس الأمريكي، إلى التنحي لتسهيل طرد عمر (ديمقراطية من مينيسوتا) من اللجنة البارزة في مجلس النواب.
وقال سانتوس إنه اتخذ القرار بنفسه ولكنه ربط قراره بمحاولة طرد عمر بشكل صريح.
وعلى الرغم من تلفيقات سانتوس حول خلفيته ووظيفته وخبرته وأصوله والدعوات المتكررة من الحزبين إلى استقالته إلا أن اللجنة التوجيهية للحزب الجمهوري بمجلس النواب قررت تعيين سانتوس في لجان الأعمال الصغيرة والعلوم والفضاء والتكنولوجيا.
وقد واجه مكارثي الكثير من الصعوبة لتحقيق طموحه بطرد عمر من اللجنة بسبب انتقادها لكيان الاحتلال الإسرائيلي حيث أعلن العديد من الجمهوريين معارضتهم لاتخاذ هذه الخطوة.
وعلى الفور، التقط سانتوس، الذي يبحث عن أي أصدقاء في الكونغرس، حاجة مكارثي للدعم ليعلن انسحابه “مؤقتاً” من عضوية اللجان. وزعم سانتوس، الذي خدع مراراً دائرته الانتخابية، بأن الوفاء لدائرته يعني ضرورة إبعاد عمر عن لجنة الشؤون الخارجية.
وأكدت العديد من الصحف الأمريكية أن التحدي المتمثل في الحصول على عدد كافٍ من الأصوات لإقالة عمر كان عاملاً في قرار سانتوس التنحي.
من ناحيتها، تناولت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية” قصة النائب الأمريكي جورج سانتوس، الذي اتضح أنه لم يكن أكثر من “كذاب متسلسل أو معتاد ” بشأن أصوله وتاريخ عائلته ووظيفته وخبراته وتعليمه وصحته.
وقد فاز سانتوس في انتخابات التجديد النصفى لعام 2022 لتمثيل منطقة الكونغرس الثالثة في نيويورك في لونع آيلاند، ووصف مراراً بأنه أول عضو جمهوري مثلي الجنس علناً في الكونغرس.
وقد نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” السيرة الذاتية لسانتوس في 10 ديسمبر، وقالت إنه لا يوجد أي دليل على أن سانتوس قد عمل مع “سيتي غروب” أو “غولدمان ساكس” أو التحق بكلية باروخ كما أدعى.
ويخضع سانتوس للتحقيق من قبل المدعين العامين الفيدراليين في نيويورك، بينما تظهر المزيد من الاتهامات حول تاريخه.
وبدأت مشكلة سانتوس عندما زعم بأنه من أصول يهودية أوكرانية، إذ قال في إحدى المقابلات بأن اسم عائلته من جانب والدته هو ” زابروفسكي” وزعم لشبكة فوكس نيوز في فبراير بأن لدى عائلته روابط مع الناجين من المحرقة وعلى الفور دققت الصحف اليهودية في الولايات المتحدة بجذوره، وقال موقع “فوروارد” إنه لم تكن هناك أي جهود ناجحة للعثور على أصول يهودية أو أوكرانية في شجرة عائلة سانتوس
.وفي مقابلة منفصلة عام 2020، قال سانتوس إنه نشأ على يد أم بيضاء مهاجرة من بلجيكا ولكن والدته فاطمة سانتوس ولدت في البرازيل بحسب نعيها في عام 2016.
ووصلت أكاذيب سانتوس إلى حد القول إن والدته كانت من ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر( الهجوم على مركز التجارة) ، إذ قال في تغريدة كتبها على تويتر في يوليو 2021 إن والدته كانت ضحية للهجوم الإرهابي، لكن والدته، في الواقع، توفيت في ديسمبر 2016، أي بعد 16 عاماً على وقوع الهجوم.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن والدته كانت مدبرة منزل ولكن سانتوس أدعى في موقع الحملة الانتخابية أنها مسؤولة تنفيذية. وزعم سانتوس، أيضاً، بأنه التحق بمدرسة “هوراس مان” في صغره، وهي مدرسة خاصة نخبوية في برونكس في نيويورك، ولكن سجلات المدرسة لم تبرز أي دليل على أنه كان منخرطا
بالفعل في المدرسة في أي وقت من أوقات حياته.
وقال سانتوس إنه عمل في “وول ستريت” مع مؤسسات مالية كبري مثل “سيتي غروب” و”غولدمان ساكس”
ولكنه اعترف في وقت لاحق بأنه لم يكن يعمل بشكل مباشر مع أي من هاتين الشركتين.
وأشار تقرير “ديلي ميل” إلى أن سانتوس نشر على تويتر في فبراير 2021 تغريدة قال فيها :” انا وعائلتي لم نتلق أي أيجار من 12 عقارا نمتلكها، ولكن لدى مراجعة ضرائب الملكية المستحقة، اتضح أن سانتوس لا يملك أية عقارات 11
“ورم في المخ”
في 30 مارس 2020، نُشرت مقابلة مع سانتوس على يوتيوب بعنوان ” جورج سانتوس: قصة كورونا” قال فيها إنه كان يعاني من نقص المناعة والتهاب الشعب الهوائية وتورم في المخ، وزعم مرة أخرى بأن أربعة أشخاص يعملون لديه قد قُتلوا في حادث إطلاق جماعي في أورلاندو، ولكن لم يتم تحديد أي صلة حتى الآن بين سانتوس وهؤلاء الضحايا.
وزعم سانتوس، ايضاً، بأنه أسس جمعية معفاة من الضرائب لحقوق الحيوان تدعى ” أصدقاء الحيوانات الأليفة- يونايتد” ولكن سجلات نيويورك ونيوجرسي لم تظهر أي وثائق عن جمعية خيرية بهذا الأسم.
وفي عام 2016، زعم سانتوس أنه تعرض للسرقة وهو في طريقه لدفع إيجار شقته في كوينز، ولكن الحادث المزعوم لم يكن في سجلات شرطة نيويورك.
فوجئ الجميع بتقارير نشرت مؤخرا عن النائب الجمهوري جورج سانتوس عضو الكونغرس الأميركي الذي وصفته الصحف بـ “المحتال الأكبر”، وهو من كذب في كل شيء تقريباً بداية من اسمه إلى تعليمه ووفاة والدته.
قبل 4 سنوات، كان سانتوس يقدم نفسه علنًا باسم “أنتوني ديفولدر” – مزيج من اسمه الأوسط واسم والدته قبل الزواج.
إنه مجرد خيط واحد في شبكة من الخداع مرت دون أن يلاحظها أحد خلال الحملة الانتخابية لسانتوس في نيويورك العام الماضي، لكنها انهارت بسرعة مذهلة في الأسابيع القليلة الماضية، مما أجبره على مواجهة تحدٍ يومي للصحفيين في الكابيتول هيل والاعتراف بالكذب بشأن تاريخ عائلته وتعليمه الجامعي وخبرته العملية.
على سبيل المثال، أدلى سانتوس بادعاء كاذب أن أجداده لأمه هربوا من الهولوكوست، لكن في الواقع لقد وُلدا في البرازيل وأُجبر الآن على الاعتراف بأنه نشأ كاثوليكياً وليس يهودياً كما زعم.
كتب سانتوس على Twitter أن والدته قُتلت في هجوم 11 سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابي على نيويورك، لكنه قال لاحقًا إنها توفيت في 23 ديسمبر/كانون الأول 2016.
وبمراجعة سجل توظيف والدته، لم يتم العثور على أي دليل على عملها في مبنى التجارة العالمي أو بالقرب منه، بينما يشير تاريخ هجرتها إلى أنها لم تكن حتى في أميركا في 11 سبتمبر.
في أكتوبر الماضي، قال سانتوس لصحيفة USA Today: “أنا مثلي بشكل علني، ولم أواجه أي مشكلة مع هويتي الجنسية في العقد الماضي، ويمكنني أن أخبركم وأؤكد لكم أنني سأظل دائمًا مدافعًا عن أفراد مجتمع الميم”، اتضح لاحقًا أنه كان متزوجًا من امرأة طلقها في عام 2019.
زعم سانتوس أنه التحق لفترة وجيزة بـ Horace Mann، وهي مدرسة إعدادية خاصة نخبوية في نيويورك ، لكن المدرسة ليس لديها سجل له.
قال إنه حاصل على درجات أكاديمية من New York University و New York’s Baruch College، وكان لاعبًا في فريق Baruch للكرة الطائرة، لكن لا يوجد سجل بأنه درس في أي من المؤسستين أو لعب الكرة الطائرة.
وقال سانتوس أيضًا إنه عمل لدى أكبر المؤسسات في وول ستريتCitigroup و Goldman Sachs، لكن لا يوجد ما يثبت ذلك أيضاً.
روًّج سانتوس لنفسه على أنه مستثمر عقاري ناجح تمتلك عائلته عدة مبانٍ، لكن سجلات المحكمة تشير إلى خضوعه لثلاث إجراءات إخلاء في كوينز في نيويورك بين عامي 2014 و 2017 بسبب الإيجار غير المدفوع.في عام 2020، تم التعاقد مع سانتوس من قبل شركة Harbour City Capitol Corp ، وهي شركة استثمارية مقرها فلوريدا. توقفت الشركة عن العمل في عام 2021 بعد أن اتهمتها لجنة الأوراق المالية والبورصات بأنها كانت ضمن عملية احتيال “مخطط بونزي” بملايين الدولارات.
الأربعاء 18 يناير/كانون الثاني، اتُهم سانتوس بأخذ 3000 دولار من حملة لجمع التبرعات عبر الإنترنت تهدف إلى المساعدة في إنقاذ حياة كلب مريض يملكه ريتشارد أوستهوف، وهو محارب قديم معاق.
دعا سانتوس “التقارير التي تفيد بأنني سأدع كلبًا يموت … صادمة ومجنونة” – لكنه لم ينكرها بشكل مباشر.
قال معارف قديمة لسانتوس الخميس 19 يناير إنه اشترك في مسابقات ملكات الجمال البرازيلية قبل 15 عامًا، وهو ما نفاه أيضاً قائلاً إن وسائل الإعلام “تواصل تقديم مزاعم مشينة عن حياتي”.
والأكثر من ذلك أن سلطات إنفاذ القانون في البرازيل قالت إنها تعتزم إعادة توجيه تهم الاحتيال إلى سانتوس فيما يتعلق بقضية تتعلق بسرقة دفتر شيكات في عام 2008.
وطلب الديمقراطيون من لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب التحقيق في قضية سانتوس، وطالبه الزعماء الجمهوريون بالاستقالة بعد الكذب على الناخبين، إلا أن سانتوس رفض ذلك وأكد استمراره في منصبه.
يرى البعض أن سانتوس ليس شخصاً غريباً لكنه تطور طبيعي لانحدار الحزب الجمهوري على مدى العقد الماضي.
أدلى دونالد ترامب – الذي حصل على تأييد سياسي واسع انطلق من الكذبة العنصرية القائلة بأن باراك أوباما وُلد خارج الولايات المتحدة – بأكثر من 30 ألف ادعاء كاذب أو مضلل خلال فترة رئاسته ، وفقًا لصحيفة Washington Post.
المصدر: الشادوف+صحف أميركية