طالب مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي بوقف العملية العسكرية ضد قطاع غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، فيما كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فى عددها الصادر السبت فضيحة إعلان جيش الاحتلال عن عملية برية على غزة ثم تراجعه عن الاعلان لاحقا.
وقال موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي، إنه “بينما يتحد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بني غانتس، ظاهريا في عزمهما على مواصلة الحملة في غزة، يقول كبار أعضاء مؤسسة الدفاع والجيش في محادثات مغلقة، إنه من الصواب السعي الآن لإنهاء العملية والتوصل إلى وقف لإطلاق النار”.
وأضاف الموقع، استنادا إلى قادة عسكريين (لم يسمهم)، فإن “إسرائيل تدفع ثمن استمرار العملية وقد تخاطر بمناورة برية لا يريد أحد دخولها”.
ولفت إلى أن هناك خوف في “جهاز الدفاع” من بروز مفاجأة من “حماس” بطريقة تتطلب ردا بمناورة برية.
كما أشار هؤلاء المسؤولين، إلى أن “فاعلية الهجمات الإسرائيلية (في غزة) قد انخفضت”.
ووفق الموقع الإخباري الإسرائيلي، فإن “حجم الصواريخ التي دخلت بها حماس إلى المعركة هو حوالي 14 ألف صاروخ، بما يسمح لها بإطلاق الصواريخ لمدة 60 يوما متواصلة”.
وقال: “الخوف من فقدان شرعية إسرائيل، لمهاجمتها قطاع غزة، في المستقبل هو أيضا على المحك”.
واستنادا للمصادر ذاتها، ذكر الموقع أن “قائد الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، نجح في فرض معادلة جديدة على إسرائيل، بعد أن قرر إطلاق صواريخ على كل منطقة يمكن أن تصل اليها في جميع أنحاء البلاد”.
وتكثفت خلال اليومين الماضيين، الدعوات الدولية لوقف العملية العسكرية التي بدأت بها إسرائيل.
ومنذ الإثنين، تشن إسرائيل عدوانا بالطائرات والمدافع على الفلسطينيين في قطاع غزة، أسفر عن عشرات الشهداء بينهم أطفال ونساء إضافة لمئات الجرحى.
وفيما يتعلق بخدعة جيش الاحتلال الاسرائيلي فى الإعلان عن عملية برية على غزة ثم التراجع عنها كتبت الواشنطن بوست:
في وقت مبكر من صباح الجمعة (14 مايو/أيار) صرح مسؤولون عسكريون إسرائيليون لوسائل الإعلام المختلفة أن القوات البرية [الإسرائيلية] تمكنت من اقتحام قطاع غزة، في خطوة بالتأكيد كانت ستؤدي إلى تصعيد كبير في الصراع الجاري بين إسرائيل وحركة حماس كما وصفته الصحف الأجنبية.
لكن بعد حوالي ساعة، وفي تصرف غير مفهوم تراجع المسؤولون الإسرائيليون عن تصريحاتهم، ليتضح للجميع أنه لم يكن هناك أي توغل بري إسرائيلي داخل غزة أو ناحيتها.
الجيش الإسرائيلي نفسه قام بالتغريد في تمام الساعة 01:22 صباحاً حسب التوقيت المحلي بأن “القوات الجوية والبرية للجيش الإسرائيلي تهاجم حالياً قطاع غزة”، ليعتبر البعض أن هذا يعني وجود القوات البرية في غزة، بينما فسره آخرون على أن القوات تقوم بإطلاق النار على غزة، لكن حوالي الساعة 02:13 نفى الجيش الإسرائيلي ذلك قائلاً “لا توجد حاليًا قوات برية تابعة للجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة”، مما تسبب في تراجع وسائل الاعلام في جميع أنحاء العالم عن تقاريرها الأولية.
ومع بداية انتشار خبر التوغل البري، قام الصحفيون الأجانب المتواجدون في إسرائيل، بما فيهم صحفيو واشنطن بوست، بنقل الخبر على المنصات التابعة لهم، لينتشر الخبر في العالم كله باعتبار أن غزة تم اقتحامها من قبل القوات الإسرائيلية، ليتم تكذيب تلك الأخبار من قبل نفس المصادر الإسرائيلية التي أخبرت الصحفيين الدوليين أن “سوء تفاهم” وقع لكن لا يوجد أي تواجد بري في غزة.
ومضت واشنطن بوست للقول: اللافت للنظر أن المصادر الإسرائيلية التي قامت بتسريب خبر تواجد الجيش الإسرائيلي البري في قطاع غزة لم تخبر به سوى الصحافة الدولية والصحفيين الأجانب، إذ لم يتلق الصحفيون الإسرائيليون نفس التصريحات من الجيش، وفقاً لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
بالإضافة إلى ذلك، لم يقدم الجيش الإسرائيلي تفسيراً واضحا لسبب حصول المراسلين الأجانب على معلومات خاطئة.
من جانبهم، يرى بعض المحللين أن هذا “الخطأ” كان مقصوداً، أو بمعنى أدق كان ضمن تكتيكات الحرب التي سعى الإسرائيليون لاتباعها لتوجيه ضربة قوية لحركة حماس في محاولة لشل حركتها بعد إيهامها أن الجيش البري في طريقه لاقتحام غزة، وبالتالي يقوم المقاتلون بالتمركز في أماكن معينة ويسهل على الإسرائيليين قصفهم!!
ما يدلل على ذلك أنه في الوقت الذي بدأت فيه الإنذارات الصحفية من وجود هجمات برية مباشرة، شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على غزة شمل 160 طائرة وأكثر من 400 قنبلة استهدفت شبكة الأنفاق المتواجدة تحت الأرض التابعة لحماس.
تم التأكيد على هذه النقطة في مقال نشر في جيروزاليم بوست، عنوانه، “هل أدى خداع الجيش الإسرائيلي إلى هجوم جوي مكثف على أنفاق حماس؟”، وجاء في المقال أن التكهنات أفادت بأن التغريدة الأولية باللغة الإنجليزية والتغطية الأجنبية للهجوم البري كان عبارة عن محاولة من جانب الجيش لدفع مقاتلي حماس للتجمع في الأنفاق وهم يجهزون أنفسهم لغزو بري على وشك الحدوث، مما يجعلهم أكثر عرضة للهجمات التي وجهتها القوات الإسرائيلية.
الجدير بالذكر أنه على مدار الأيام القليلة الماضية تحولت فلسطين إلى ساحة حرب -إن جاز التعبير- حيث قامت حركة حماس بإطلاق وابل من الصواريخ تجاه القوات الإسرائيلية بسبب ما يحدث في القدس، وفي المقابل، ردت القوات الإسرائيلية على تلك الصواريخ بضربات جوية مدمرة على المناطق الحيوية والسكنية ما تسبب في وقوع عشرات القتلى من المدنيين الفلسطينيين في القطاع.
المصدر: الشادوف+واشنطن بوست+إعلام عبري