أفاد تحقيق صحافيّ مشتَرك، أجرته صحيفتا “ذي غارديان “البريطانية و”واشنطن بوست” الأميركية، ونشرتاه اليوم الأربعاء، بأن إسرائيل منعت أوكرانيا من الحصول على برنامج “بيغاسوس” الإسرائيليّ للتجسّس، خشية إغضاب موسكو.
ووفقا لصحيفة “ذي غارديان”، أكدت مصادر على دراية وثيقة بالموضوع أنه منذ عام 2019، تحاول أوكرانيا إقناع إسرائيل بمنحها ترخيصًا لشراء برامج التجسس الخاصة بـNSO. لكن على الرغم من الضغط المستمرّ، لم توافق إسرائيل على ذلك، ولم يتمّ بيع البرامج لكييف.
كما أُفيد بأن مسؤولا كبيرا في المخابرات الأوكرانية، قال إن قرار إسرائيل جعل مسؤولين أوكرانيين يشعرون “بالارتباك”. وقال إنه لا يعرف سبب رفض إسرائيل لطلب أوكرانيا، لكنه أضاف أنه يعتقد أن الإدارة الأميركية تدعم الجهود الأوكرانية للتحصّل على البرنامج.
وذكرت “ذي غارديان” أن مصادر قريبة من الموضوع، قالت إن قرار إسرائيل يعكس إحجامها عن إثارة عاصفة ضد روسيا، التي لها صلة استخباراتية وثيقة بإسرائيل.
وقالت المصادر نفسها أيضًا إن إسرائيل تخشى منح أوكرانيا القدرة على تتبع الهواتف الروسية، خوفًا من أن تعتبر روسيا ذلك عدوانًا على أجهزتها الاستخباراتية.
وزعمت “ذي غارديان” أن “هذه ليست المرة الأولى التي تمنع فيها إسرائيل أحد أعداء روسيا من الوصول إلى بيغاسوس” إذ إنه بحسب التحقيق ذاته، فقد تحصّلت إستونيا على البرنامج في عام 2019، ولكن في آب/ أغسطس من ذلك العام، أبلغت شركة NSO إستونيا، بأنه يُمنَع عليها استخدام البرنامج ضدّ أهداف روسية.
كما أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، اليوم، أن “الحكومة الإسرائيلية رفضت طلبات من أوكرانيا وإستونيا في السنوات الأخيرة لشراء واستخدام بيغاسوس أداة التجسس القوية لاختراق أرقام الهواتف المحمولة الروسية، وفقًا لمصادر على دراية بالمناقشات”.
وقالت المصادر ذاتها، إن إسرائيل تخشى أن بيع السلاح السيبراني لخصوم روسيا سيلحق الضرر بعلاقة إسرائيل مع الكرملين، مشيرة إلى أن كلا من أوكرانيا وإستونيا “كانتا تأملان في شراء بيغاسوس للوصول إلى الهواتف الروسية، على الأرجح كجزء من عمليات استخباراتية تستهدف جارتها التي تشكل تهديدًا متزايدًا في السنوات التي سبقت غزو روسيا لأوكرانيا”، وفق الصحيفة.
وأضافت أن وزارة الأمن الإسرائيلية رفضت منح تراخيص لمجموعة NSO، الشركة التي تصنع بيغاسوس، لبيعها إلى إستونيا وأوكرانيا “إذا كان هدف تلك الدول هو استخدام السلاح ضد روسيا”.
وقالت القناة الإسرائيلية 12 في تقرير نشرته مساء اليوم، إنّ الكشف عن امتناع إسرائيل، تزويد كييف بالبرنامج المذكور، “قد يؤدي إلى تفاقم الانتقادات الموجهة لإسرائيل من حيث تفضيلها حماية مصالحها في مواجهة روسيا، ولا تنحاز بالكامل إلى الغرب وأوكرانيا”.
وفي تعقيب على التحقيق المشترَك، قالت وزراة الأمن الإسرائيلية، إن “إسرائيل تنظم تسويق وتصدير المنتجات الإلكترونية وفقًا لقانون مراقبة الصادرات الأمنية لعام 2007″، مضيفة: “تأخذ قرارات السياسة المتعلقة بالرقابة على الصادرات بعين الاعتبار؛ الاعتبارات الأمنية والإستراتيجية التي تشمل الامتثال للترتيبات الدولية. وكسياسة عامة؛ تمتلك دولة إسرائيل تأشيرة لتصدير المنتجات الإلكترونية إلى الهيئات الحكومية فقط، للاستخدام القانوني وفقط لغرض منع الجرائم ومكافحة الإرهاب والتحقيق فيها”، بحسب زعمها.
وكانت تقارير وتحقيقات صحافية واسعة قد ذكرت، العام الماضي، أن أجهزة استخبارات دولية، اشترت برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي، واستخدمته ضد معارضين. ويُستخدم “بيغاسوس” لاختراق هواتف المستهدَفين للتنصت عليهم ومراقبة رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية والصوتية والتقاط الصور وتسجيل المحادثات كما يتيح التحكم الكامل بالجهاز عن بعد، بما في ذلك بكاميرا ومايكروفون الجهاز.
المصدر: الشادوف+وكالات