أكدت مصادر مصرية مطلعة أن تعليمات صدرت للصحف ووسائل الاعلام التي تسيطر عليها الأجهزة الأمنية المصرية بتوخي الحذر عن تناول أحداث سريلانكا ، خصوصا المشاهد المصورة لاقتحام الجماهير الغفيرة لمبنى القصر الرئاسي والتأكيد على ان تلك التحركات غير المنضبطة هي التي تؤدي لانهيار الدول ومواجهة مصير سوريا والعراق !!
ولاحظت المصادر أن وسائل الاعلام المصرية تأخرت في التعامل مع الموضوع لمدة تربو على الساعة بعد أن تناولته وكالات الأنباء الكبرى مثل رويترز والأسوشيتيدبرس وغيرها انتظارا للتعليمات الأمنية، خصوصا أنها تأتي في أول أيام عيد الأضحى المبارك ولا يتوافر مسؤولون أمنيون للبت في الموضوع.
على صعيد التطورات في سريلانكا، قال رئيس البرلمان إن الرئيس السريلانكي جوتابايا راجاباكسه سيتنحى عن منصبه يوم الأربعاء 13 يوليو/تموز 2022 تحت وطأة الضغوط الشعبية، بعد احتجاجات عنيفة اقتحم خلالها المتظاهرون المقر الرسمي لإقامة رئيس البلاد وأضرموا النار في المقر الخاص لرئيس الوزراء في كولومبو.
جاء هذا الإعلان السبت 9 يوليو/تموز 2022 بعد تصعيد مأساوي للاحتجاجات السلمية المناهضة للحكومة، والمستمرة منذ شهور، على إثر أزمة اقتصادية حادة تخنق البلد الذي يبلغ عدد سكانه 22 مليون نسمة ولم يصدر الرئيس نفسه أي تصريح حتى الآن.
من جانبه، قال رئيس البرلمان ماهيندا يابا آبيواردينا في بيان مصور، إن راجاباكسه أبلغه بأنه سيتنحى عن منصبه يوم الأربعاء. وأضاف آبيواردينا: “اتخذ (الرئيس) قرار التنحي في 13 يوليو/تموز لضمان تسليم سلمي للسلطة.. لذلك أطلب من الناس احترام القانون والحفاظ على السلام”.
وأثار إعلان قرار تنحي الرئيس أجواء احتفالية في بعض أنحاء كولومبو.
من ناحية أخرى، قال مكتب رئيس وزراء سريلانكا رانيل فيكريم سينجي في بيان السبت، إنه مستعد للاستقالة لإفساح المجال لتشكيل حكومة تضم جميع الأحزاب، على الرغم من أنه لم يتضح على الفور ما إذا كان ذلك أو الإجراءات التي اقترحها رئيس البرلمان ستحل هذه الأزمة.
في المقابل، لم يتمكن أفراد الجيش والشرطة من التصدي لحشود المحتجين الذين رددوا شعارات تطالب الرئيس جوتابايا راجاباكسه بالتنحي في ذروة غضب شعبي متصاعد إزاء أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ سبعة عقود.
أظهر بث مباشر على فيسبوك من داخل منزل الرئيس مئات المحتجين، الذين لف بعضهم الأعلام حول جسده، وهم يحتشدون في الغرف والممرات ويرددون شعارات مناهضة لراجاباكسه.
كما أظهرت مقاطع فيديو بعض المتظاهرين يسبحون في حوض السباحة داخل منزل الرئيس، بينما جلس آخرون على الفراش والأرائك. وشوهد البعض يفرغ خزانة ذات أدراج في مقاطع انتشرت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. فيما تجول المئات في الأراضي المحيطة بالمقر الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، حيث شوهد عدد قليل من أفراد الأمن.
وقال مصدران بوزارة الدفاع إن الرئيس راجاباكسه نُقل من المقر الرسمي الجمعة، حفاظاً على سلامته قبيل الاحتجاج الذي كان متوقعاً. ولم يتسن لرويترز تأكيد مكان الرئيس على الفور.
كما قال مكتب رئيس الوزراء إن المتظاهرين اقتحموا أيضاً منزل فيكريم سينجي الخاص وأضرموا فيه النيران. ولم ترد حتى الآن تقارير عن وقوع إصابات جراء الحريق. وقال مصدر حكومي لرويترز إن رئيس الوزراء نُقل أيضاً إلى مكان آمن.
في حين قالت مصادر طبية لرويترز إن ما لا يقل عن 39 شخصاً، بينهم شرطيان، أصيبوا خلال الاحتجاجات المستمرة ونقلوا إلى المستشفيات.
في المقابل، ترزح سريلانكا، وهي جزيرة تقع في المحيط الهندي، تحت وطأة نقص حاد في النقد الأجنبي أدى إلى تقليص الواردات الأساسية مثل الوقود والغذاء والدواء، مما دفع البلاد إلى أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها في عام 1948حيث وصل التضخم إلى مستوى قياسي بلغ 54.6% في يونيو/حزيران، ومن المتوقع أن يصل إلى 70% في الأشهر المقبلة، ما تسبب في تفاقم معاناة المواطنين.
في المقابل أجرى فيكريم سينجي محادثات مع العديد من قادة الأحزاب السياسية لتحديد الخطوات التي يجب اتخاذها في أعقاب الاضطرابات. قال مكتبه في بيان: “أبلغ فيكريم سينجي قادة الأحزاب بأنه مستعد للاستقالة من منصب رئيس الوزراء وإفساح المجال أمام حكومة تضم جميع الأحزاب لتولي السلطة”.
دعوات للتنحي
في غضون ذلك، دعا زعماء العديد من أحزاب المعارضة الرئيس راجاباكسه إلى التنحي.
حيث قال زعيم حزب حرية سريلانكا والرئيس السابق مايثريبالا سيريسينا قبل أن يعرض فيكريم سينجي تقديم استقالته: “يتعين على الرئيس ورئيس الوزراء الاستقالة على الفور. إذا لم يحدث ذلك، فسوف تتفاقم الاضطرابات السياسية”.
تأتي الأزمة بعد أن ألحقت جائحة كوفيد-19 أضراراً بالغة بالاقتصاد المعتمد بشدة على السياحة، وقللت من تحويلات العاملين في الخارج، وذلك بالتزامن مع تراكم ديون حكومية ضخمة وارتفاع أسعار النفط وفرض حظر على استيراد الأسمدة الكيماوية العام الماضي؛ وهو ما تسبب في الإضرار بقطاع الزراعة.
مع ذلك، يلقي كثيرون باللوم في الأزمة على الرئيس. وتطالب احتجاجات منذ مارس/آذار 2022 اتسمت بالسلمية إلى حد بعيد باستقالته. كذلك وقبل اقتحام المباني الحكومية السبت، عمل المتظاهرون على تفكيك عدة حواجز للشرطة في المنطقة الحكومية في كولومبو.
حيث قال شاهد من رويترز إن الشرطة أطلقت أعيرة نارية في الهواء، لكنها لم تتمكن من منع الحشد الغاضب من محاصرة المقر الرئاسي.
في إطار موازٍ فقد تفاقم الاستياء في الأسابيع الماضية، بعد أن توقفت شحنات الوقود عن الوصول إلى الدولة التي تعاني من ضائقة مالية، مما أدى إلى إغلاق المدارس وتقليل كميات البنزين والديزل المخصصة للخدمات الأساسية.
المصدر: الشادوف+وكالات أنباء