وصف رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، الثلاثاء، حادث مقتل أفراد عائلة مسلمة على يد متطرف كندي بـ”العمل الإرهابي”، مضيفا أن الهجوم كان “بدافع الكراهية في قلب أحد مجتمعاتنا”، وتعهد باتخاذ إجراءات لـ”تفكيك جماعات الكراهية اليمينية”.
وبدأ ترودو كلمته في البرلمان الكندي بكلمة “السلام عليكم”، بعد انتهاء دقيقة صمت حدادا على مقتل أربعة من أفراد عائلة كندية مسلمة، قام متطرف يبلغ من العمر 20 عاما باستهدافها بسيارته خلال جولة مسائية كانت تقوم بها العائلة.
وقتل في الهجوم جدة وأبوان وفتاة، ونجا منه طفل نقل إلى المستشفى بسبب “إصابات حرجة”. وتحت قبة البرلمان، تلا ترودو أسماء الضحايا “الجدة والأبوان سلمان ومديحة، والأطفال يمنى”، بالإضافة إلى الطفل فائز الذي أصيب بجروح.
وأضاف “خرجوا لاستنشاق قليل من الهواء النقي في مدينة أونتاريو، لكنهم لم يصلوا أبدا لأن أرواحهم أزهقت في عمل وحشي وجبان ووقح”. وأردف قائلا “نأمل جميعا أن يتعافى الطفل من جروحه سريعا، رغم علمنا بأنه سيعيش وقتا طويلا مع الحزن وعدم الفهم والغضب الذي تسبب به هذا الهجوم الجبان المعادي للمسلمين”.
وتعهد ترودو في كلمته بمواصلة تمويل برامج مثل برنامج البنية التحتية الأمنية للمساعدة في حماية المجتمعات المعرضة للخطر وأماكن عبادتها ومدارسها، و”مكافحة الكراهية عبر الإنترنت” واتخاذ مزيد من الإجراءات لتفكيك “جماعات الكراهية اليمينية المتطرفة” مثل “Proud Boys”، من خلال إضافتها لقائمة الإرهاب في كندا.
ومن المقرر أن يحضر ترودو وقفة احتجاجية خارج مسجد لندن الإسلامي، في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء استذكارا للضحايا. وقتل أفراد العائلة بعد أن استهدفهم سائق شاحنة صغيرة خلال مسيرهم على الرصيف في مقاطعة لندن بمدينة أونتاريو الكندية، مساء الأحد، وقام بدهسهم، وقالت الشرطة الكندية إن “الاستهداف كان عمدا بسبب ديانة العائلة”.
وطوال الساعات الماضية، أعرب كنديون من مختلف الأعراق والاتجاهات عن تضامنهم مع الجالية المسلمة. وتعهد ترودو في كلمته بمواصلة تمويل برامج مثل برنامج البنية التحتية الأمنية للمساعدة في حماية المجتمعات المعرضة للخطر وأماكن عبادتها ومدارسها، و”مكافحة الكراهية عبر الإنترنت” واتخاذ مزيد من الإجراءات لتفكيك “جماعات الكراهية اليمينية المتطرفة” مثل “Proud Boys”، من خلال إضافتها لقائمة الإرهاب في كندا.
ويعتبر هذا الهجوم الأسوأ ضد المسلمين الكنديين منذ أن قتل رجل ستة من المصلين في مسجد في مدينة كيبيك في عام 2017.
وذكّر ترودو بالهجمات التي استهدفت المسلمين في كندا، منذ إطلاق النار في المسجد. وقال “لقد استهدفوا جميعا بسبب معتقدهم المسلم. هذا يحصل هنا، في كندا، وهذا يجب أن يتوقف”، واعدا خصوصا بتعزيز التصدي للمجموعات المتطرفة. وقال عمدة مدينة لندن بمقاطعة أونتاريو، إد هولدر، إنها أسوأ جريمة قتل جماعي في تاريخ مدينته.
وكان “المجلس الوطني للمسلمين الكنديّين” قال إنّه “أكثر من مرتاع ويُطالب بالعدالة بعد هجوم السيّارة المروّع الذي استهدف بدافع الكراهية عائلة مسلمة في لندن بمقاطعة أونتاريو كانت في نزهة مساء الأحد”. ونقلت “إذاعة كندا” عن رئيس المجلس، مصطفى فاروق، قوله إنّ “هذا هجوم إرهابي على الأراضي الكندية ويجب التعامل معه على هذا الأساس”.
كما دعا المجلس السلطات إلى اعتبار “هذا الهجوم المروّع فعل كراهية وإرهاب”. وأعادت عملية الدهس هذه إحياء الذكريات المؤلمة للهجوم المسلّح على المسجد في كيبيك. وكان أسوأ هجوم على مركز ديني إسلامي في الغرب، إلى أن انتزع هذه الصفة منه الهجوم المسلّح الذي استهدف مسجدين في كرايستشيرش في نيوزيلندا في 2019.
المصدر: الشادوف+وكالات