نشرت قناة عبرية، الثلاثاء، مقاطع فيديو توثق إطلاق شرطي إسرائيلي النار على فتاة فلسطينية (15 عاما) من الخلف داخل منزلها بحي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، ما أدى إلى إصابتها بكسور في العمود الفقري.
الحادث وقع في 18 مايو/أيار الجاري، عندما خرجت الفتاة جنى الكسواني مع عدد من أفراد عائلتها إلى فناء المنزل وقت وقوع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وشبان فلسطينيين بالشيخ جراح، بحسب قناة “كان” الرسمية.
وبحسب القناة، صرخ الشرطي تجاه أفراد العائلة مطالبا إياهم بالدخول إلى المنزل، لكن عندما شرعوا في ذلك، أطلق النار عليهم، فأصاب الفتاة جنى برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط، كما أطلق الرصاص عدة مرات أخرى وألقى بقنبلة غاز داخل المنزل.
وتعاني الفتاة من كسور في العمود الفقري جراء إصابتها، ولم تتقدم عائلتها بشكوى حتى عصر الثلاثاء.
وحسب المصدر ذاته، فإن هذا النوع من الرصاص هو وسيلة غير قاتلة تستخدم لتفريق المظاهرات لكن يمكن أن تسبب أضرارا جسيمة إذا أطلقت من مسافة قريبة مباشرة وهو ما حدث مع فتاة الشيخ جراح.
ونشرت القناة العبرية مقطع فيديو التقطته كاميرا مراقبة من داخل منزل الأسرة الفلسطينية يظهر إصابة الفتاة وسقوطها على الأرض، وسط رعب عائلتها، كما نشرت آخر تم التقاطه بكاميرا متحركة من الخارج يظهر إطلاق الشرطي الرصاص وقنبلة الغاز تجاه المنزل خلال دخول الفتاة مع اسرتها داخل المنزل.
وأثار نشر الفيديو حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي العبرية التي أشار الكثيرون فيها الى همجية تعامل شرطة الاحتلال مع أشخاص غير عنيفين- حسب قولهم- لمجرد أنهم من أصول عربية.
وكانت قناة ( شوارد ) على الانترنت من أوائل القنوات العربية على اليوتيوب التي نشرت مقطعا من كاميرا داخلية من المنزل وأخرى من الخارج وفقا لما قاله صاحب القناة الأستاذ أحمد رشدي في تقديمه لتلك المقاطع التي قام برصدها من المواقع العبرية مباشرة.
من ناحيته، تابع موقع ( الشادوف ) الإخباري العربي تفاصيل القصة، بعدما أعلنت الشرطة الإسرائيلية، في بيان ( مساء الثلاثاء )، أن قائدها العام يعكوف شبتاي أصدر قرارا بـ”إيقاف الشرطي الذي أطلق الرصاص على الفتاة جنى الكسواني عن العمل لحين التحقيق في الواقعة”، دون إبداء مزيد من التفاصيل.
ونقلت قناة (كان 11) التليفزيونية الاسرائيلية عمن وصفتهم بمقرّبين من شبتاي قولهم إنه “خلال هذه الفترة المعقدة، لن يسمح بأي تجاوز في إجراءات الشرطة”، لافتة إلى أنّ قسم التحقيقات مع عناصر الشرطة “ماحاش”، يعتزم جمع الأدلة من عائلة الكسواني الليلة (الثلاثاء).
وأفادت مصادر فلسطينية من ( عرب 48 ) داخل دولة الكيان الصهيوني بأنّ قسم ( ماحاش) الذي يتولى التحقيق مع أفراد هيئة الشرطة بسلطات الاحتلال معروف عنه التساهل تجاه أفراد الشرطة حينما تتعلق الجريمة بشخص غير يهودي في معظم الأحيان.
واستشهدت المصادر التي تحدث معها موقع ( الشادوف الإخباري) الليلة بما حدث أول أمس وبالتحديد يوم الأحد الماضي، حينما أغلق ( ماحاش) ملف جريمة قتل الشاب منير عنبتاوي من حيفا، مقررا تبرئةَ الشرطيّ الذي قتله، أمام منزله يوم 29 آذار/ مارس الماضي.
من ناحيتها، شدّدت قناة ( كان 11 ) التليفزيونية الرسمية الاسرائيلية على أن الشرطي الذي أطلق الرصاص على الفتاة المقدسية جنى الكسواني “أطلق النار على قاصرة عزلاء، وفعل ذلك من مسافة قصيرة، واستهدف الجزء العلوي من جسدها”، مؤكدة أنّ إطلاق النار “تمّ على الرغم من حقيقة أن جنى ابتعدت، ودخلت منزلها”.
ومنذ 13 أبريل/ نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات “وحشية” ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه وحي الشيخ جراح (وسط)، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
وإجمالا، أسفر العدوان على الأراضي الفلسطينية كافة عن 281 شهيدا، بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، بجانب أكثر من 8900 مصاب، بينهم 90 إصاباتهم “شديدة الخطورة”.
المصدر: الشادوف+وكالات+مواقع التواصل
[…] […]