أقدم 3 من ضباط جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) على الانتحار خلال عام 2021، فيما تتزايد الضغوط على المؤسسة العسكرية الاسرائيلية على خلفية تبادل التهديدات بين اسرائيل وإيران بقصف منشآت نووية في البلدين وتزايد نغمة التوتر والتصعيد العسكري فى المنطقة.
وقد أصدر رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي تعليمات (الأحد) تقتضي تسريع الاستعدادات لهجوم محتمل ضد إيران، عقب تحذير الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي (السبت ) من أن أي تحرك عدائي تجاه بلاده سيواجه برد عسكري حازم.
أفادت إذاعة الجيش الاسرائيلي أن كوخافي “وجه بتسريع التحضيرات لشن هجوم محتمل على إيران، وشمل ذلك إيعازا إلى سلاح الجو بإجراء تعديلات على البرامج التدريبية للطيارين والملاحين، وأن التعديلات ستنعكس في الجزء الأكثر تقدما من تدريب الطيارين قبل أن يصبحوا لائقين للنشاط العملياتي”.
جاء ذلك فيما أفادت تقارير إخبارية إيرانية بأن القوة الفضائية الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني نفذت محاكاة لهجوم على مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي. ووفقا للتقارير، فقد جرت المحاكاة ضمن مناورات “الرسول الأعظم 17” التي كانت انطلقت في إيران الأسبوع الماضي.
وتم في هذا التمرين استهداف نموذج المفاعل النووي الاسرائيلي بنحو 16 صاروخا باليستيا وخمس طائرات مسيرة حيث تم قصف الهدف بنجاح وبدقة عالية للغاية.
وكان قائد “مقر خاتم الأنبياء المركزي” الإيراني اللواء غلام علي رشيد، حذر خلال المناورات من أن إيران سترد بضربة شاملة وساحقة إذا ما تعرضت أي من منشآتها النووية أو العسكرية لاستهداف إسرائيلي.
ونقلت وكالة “نور نيوز” الإيرانية عن رشيد قوله، في اجتماع مع كبار قادة الحرس الثوري خلال مناورة الرسول الأعظم 17، إن “أي تهديد للقواعد النووية والعسكرية للجمهورية الإسلامية من قبل الكيان الصهيوني غير ممكن بدون ضوء أخضر ودعم من الولايات المتحدة”.
وأضاف: “إذا ما اتخذت مثل هذه التهديدات منحى عملياتيا، فإن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ستهاجم على الفور كافة المراكز والقواعد والمسارات والأجواء المستخدمة للعبور، وكذلك مصدر انطلاق الاعتداء، وفقا للخطط العملياتية التي جرى التدرب عليها”.
يأتي هذا وسط تهديدات إسرائيلية متواصلة بأن كل الخيارات مطروحة لمواجهة التهديد النووي الإيراني.
والسبت، أكد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أن أي تحرك عدائي “سيواجه برد حازم من قبل القوات المسلحة الإيرانية، بما يؤدي إلى قلب المعادلات الاستراتيجية في المنطقة”.
وكانت إسرائيل أعلنت في الأسابيع الأخيرة أنها تستعد لتنفيذ هجمات على منشآت نووية إيرانية، فيما رد مسؤولون إيرانيون بالقول إن أي هجوم إسرائيلي سيتم الرد عليه.
وتمتلك إسرائيل ترسانة نووية غير خاضعة لرقابة دولية، وهي تتهم إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية.
جاء ذلك في وقت أقدم فيه 3 من ضباط جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) على وضع حد لحياتهم خلال عام، حسب تقرير عبري.
وقالت القناة (12) الإسرائيلية (خاصة)، السبت، إن “أيالون شابيرا” كان أول الضباط المنتحرين في الموساد خلال ولاية رئيس الجهاز السابق “يوسي كوهين” (يناير/كانون الثاني 2016- يوليو/تموز 2021).
وانتقل “شابيرا” إلى الموساد من الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية (أمان) والمسؤولة عن التجسس الإلكتروني وقيادة الحرب الإلكترونية وفك الشفرات، بحسب المصدر ذاته.
ومنح الضابط شهادة تقدير من قبل “الموساد”، في عام 2019، لكن والده “موشيه” قال للقناة إنه “كان يشعر بأنه يعيش في تنافر بين حالته النفسية ومنصبه المرموق والكثير من المسؤولية والتقدير”.
ويضيف موشيه: “كان أيالون يذهب إلى طبيب نفسي مرة في الأسبوع على نفقته الخاصة وينتقل من هناك إلى الموساد ويقوم بمهامه في كل من إسرائيل والخارج”.
وبحسب القناة، أقدم ضابط الموساد على الانتحار في 26 مارس/آذار 2020، دون أن تكشف أي تفاصيل على ملابسات انتحاره.
وبحسب القناة “كانت وفاة أيالون الأولى من بين ثلاث حالات انتحار حدثت خلال عهد يوسي كوهين كرئيس للموساد”.
وقالت إنه بعد 3 أشهر، انتحر ضابط آخر من الموساد داخل الجهاز نفسه، وبعد تسعة أشهر، انتحر جندي ثالث من الموساد أيضا داخل أروقة الجهاز، دون مزيد عن أسباب وملابسات حالتي الانتحار.
وأضافت “في المنظومة العسكرية بإسرائيل أدركوا خلال السنوات الأخيرة أن المقاتلين الذين يضغطون على الزناد يحتاجون إلى مساعدة نفسية. حان الوقت الآن لإدراك أنه حتى أولئك الذين يضغطون على لوحة المفاتيح في الأنشطة التي تحصد الأرواح يحتاجون إلى شخص يرعاهم”.
وفي معرض رده على تقرير القناة قال الجهاز: “يدرك الموساد حجم الألم والكارثة الشديدة، ويتعلم من تلك الحالات ويفعل كل ما هو ممكن لتحسين الآليات والأدوات الموجودة تحت تصرفه لمنع مثل هذه الحالات المؤسفة في المستقبل”.
المصدر: الشادوف+وكالات