صعد وزير المخابرات الإسرائيلي، إيلي كوهين، الخميس، من نبرة التحذيرات التي تصدر عن بلاده بشأن الاتفاق النووي الذي ترفضه بين إيران وقوى عالمية، وقال إن “الحرب مع طهران ستأتي حتما بعد إحياء الاتفاق”، واصفا الاتفاق بأنه سيء وسوف يدفع المنطقة نحو الحرب بسرعة.
وفيما كرر كوهين موقف إسرائيل بأنها لن تتقيد بالجهود الدبلوماسية في هذا الصدد، قال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة جلعاد إردان إن الاتفاق المتوقع مع طهران لن يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وسوف تمنع اسرائيل حدوث ذلك الأمر.
وجاءت تصريحات كوهين في تل أبيب وأردان في واشنطن بعد محادثات عقدها إردان برفقة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مائير بن شابات، الأربعاء في واشنطن، مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان.
وقال إردان في تصريحات لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: “تم الاتفاق على أن تتصرف كل من الدولتين بشفافية وألا تفاجئ كل منهما الأخرى”. وأضاف أن “الإدارة الأميركية ستستمر في مراعاة حرية إسرائيل في العمل ضد التهديد الإيراني”.
واعتبر السفير الإسرائيلي أن “الاتفاق النووي المتوقع لن يمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، بل سيؤدي إلى رفع معظم العقوبات عنها في غضون عدة سنوات”. واستدرك “إسرائيل ملتزمة بمنع ذلك”.
وانطلقت مؤخراً في فيينا مفاوضات لإحياء “الاتفاق النووي” بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا، بعد انسحاب إدارة ترامب منه، عام 2018، وفرضها عقوبات اقتصادية على طهران.
جاء ذلك، فيما لم يؤكد مسؤول أميركي انعقاد اجتماع بين وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ورئيس الموساد الإسرائيلي، وذلك بعد أن نقلت وكالة رويترز عن مصدرين قولهما إن بلينكن التقى بالمسؤول الأمني الإسرائيلي في واشنطن.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، في تصريحات صحفية، “نحن على اتصال وثيق مع الجانب الإسرائيلي حول الملف النووي ولا تأكيد لأي اجتماع بين وزير الخارجية الأميركية ورئيس الموساد الإسرائيلي”.
وكانت رويترز قالت إن بلينكن التقى، الخميس، برئيس جهاز التجسس الإسرائيلي الموساد وسفير إسرائيل في واشنطن. ووفقا للوكالة أعرب المسؤولان الإسرائيليان عن “قلقهما العميق” إزاء الأنشطة النووية الإيرانية، نقلا عن مصدر مطلع على الأمر.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لرويترز إن الاجتماع الذي عقد في واشنطن جاء بعد محادثات هذا الأسبوع بين مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي شدد فيها الوفد الإسرائيلي على حرية إسرائيل في العمل ضد إيران على النحو الذي تراه مناسبا.
وكان البيت الأبيض قال الأربعاء إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين عبروا خلال اجتماع لهم في واشنطن يوم الثلاثاء عن قلقهم البالغ إزاء التقدم الذي تحرزه إيران في برنامجها النووي، واتفقوا على أن السلوك الذي تنتهجه طهران في منطقة الشرق الأوسط يمثل “خطرا كبيرا”.
وتبحث إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تخفيف بعض العقوبات الصارمة التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على إيران لحث إيران على العودة للامتثال للاتفاق النووي المبرم في 2015، وفق مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين مطلعين على المداولات.
وتوافقت الأطراف المنضوية في الاتفاق النووي مع إيران الثلاثاء على “تسريع” المفاوضات في فيينا لاحياء الاتفاق المهدد، وفق ما أفادت طهران.
وتنخرط الأطراف في اتفاق عام 2015 في مفاوضات منذ بداية الشهر في محاولة لإعادة الولايات المتحدة اليه. والتقى ممثلون لبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وإيران وروسيا في أحد فنادق فيينا الفاخرة لأقل من ساعتين لإطلاق الجولة الثالثة من المفاوضات التي يترأسها الاتحاد الأوروبي.
المصدر: (الشادوف)+ وكالات