أعلن نفتالي بينيت رئيس حزب ” يمينا “، مساء الأحد، انه يعمل حاليا على الانضمام رسميًّا إلى ما وصفه بحكومة وحدة وطنيّة، مع رئيس حزب “ييش عتيد”، يائير لبيد، وقال: “سأبذل قصارى جهدي لتشكيل حكومة مع لبيد”، فيما ردّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سريعا على ذلك، قائلا، إن بينيت يهرول نحو حكومة يساريّة لأنه يعلم أنه “سيُباد (سيخسر خسارة فادحة)” في حال أُجريت انتخابات.
وتشير معطيات الساحة السياسية الإسرائيلية الى توجه السياسي اليميني، نفتالي بينيت، مع المذيع التلفزيوني، يائير لبيد، نحو تشكيل ائتلاف حكومي أطلقت عليه وسائل الإعلام العبرية اسم ” ائتلاف التغيير”. ومن شأن هذا الائتلاف الإطاحة بنتانياهو وسط اقتراب الموعد النهائي لمفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة، الأربعاء.
وأخفق نتانياهو (71 عاما) بعيد انتخابات مارس في تشكيل ائتلاف حكومي قبل أن يعهد الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، في مايو الجاري بالمهمة إلى الزعيم الوسطي، يائير لبيد.
وقال بينيت إنه على الرغم من اختلافه مع لبيد حول عدد من القضايا، إلا أنهما يشتركان في “الاستعداد للعمل من أجل الدولة” على حدّ قوله، مضيفا: “لن ننجح إلا إذا عملنا معًا، كمجموعة؛ ليس ’أنا’ ولكن ’نحن’ سنعيد هذا (تشكيل حكومة)”.
ورحّب بينيت بجميع الأحزاب التي تريد الانضمام إلى الحكومة، وقال: “لكي تنجح الحكومة، سنحتاج جميعًا؛ جميع الشركاء، إلى ضبط النفس”.
وأضاف: “لن يُطلب من أي شخص التخلي عن أيديولوجيته، لكن سيتعين على الجميع تأجيل تحقيق بعض الأحلام. سنركز على ما يمكن فعله، بدلا من الجدل حول ما هو مستحيل”. وتابع: “إنها حكومة لن تكون ضدّ أي قطاع وأي جماعة. سوف تكون حكومة لصالح الوزراء المهتمين، الذين يديرون البلد بكل بساطة، كلّ رجل في مجاله”.
بدوره، قال نتنياهو، في كلمة ألقاها بعيد التصريحات التي أدلى بها بينيت: “سمعت بينيت، للأسف إنه يضلل الجمهور مرة أخرى. إنه يرتكب خدعة القرن”. وذكر أنه “يجب عدم تشكيل حكومة يسار لأنها ستكون خطرا على مستقبل إسرائيل”، على حدّ قوله.
وأضاف: “في اليوم السابق للانتخابات، وقّع بينيت وثيقة في بث مباشر… وقال: ’لن أسمح للبيد أن يكون رئيسا للحكومة، حتى بالتناوب، ولديّ قيَم”. وتابع نتنياهو: “قيمكَ ليس لها وزن ريشٍ حتّى، ولا يوجد شخص واحد كان سيصوت لك إذا كان يعلم ما ستفعله”.
وقال: “أثناء القتال (العدوان) في غزة، أعلن بينيت أن الحكومة اليسارية”، لم تعد أمرًا ضمن الحسبان، “والآن يركض مرة أخرى في اتجاه الحكومة اليسارية”. وتساءل نتنياهو: “ما الذي تغير عن قبل أسبوع؟ كانت (إمكانية تشكيل حكومة مع لبيد) متاحة في ذلك الوقت بنفس القدر. لم يتغير شيء”.
وخلال كلمته، كرّر نتنياهو عرضه، الذي سيكون بموجبه رئيس حزب “تيكفا حداشا”، غدعون ساعر، رئيسا لحكومة يتناوب على رئاستها مع نتنياهو وبينيت، وأضاف: “على الرغم من أننا نعتقد أنه أمر غير مقبول للغاية وغير تقليدي للغاية (تناوب بين 3 على رئاسة الحكومة)، إلا أن مصلحة الدولة أمام أعيننا”.
وتابع: “نحن نعلم أن احتمال تشكيل حكومة يسارية أسوأ. وبدلاً من قبول عرضنا المذهل، يواصل بينيت وساعر الهرولة نحو حكومة يسارية”. وقال نتنياهو: “نحن نتحدث إلى أعضاء كنيست يمكن أن يكملوا 61 عضوا (غالبية لتشكيل حكومة)، من مؤيدينا في الائتلاف اليميني، وهم يقولون لنا: ’إذا انضم إليكم بينيت، فسننضم إليكم’”.
وتأتي مساعي تشكيل الحكومة الإسرائيلية في الوقت الذي تعقَد في كل من القاهرة وإسرائيل والأراضي الفلسطينية محادثات حول آليات التهدئة مع قطاع غزة وإعادة إعماره بعد تصعيد بين الجانبين استمر 11 يوما وتسبب في إيقاف محادثات الائتلاف الحكومي قبل أن يتم استئناف الجهود الأحد.
وفي حال نجح لبيد وبينيت (49 عاما) والذي سبق أن شغل حقيبة وزارية في عهد نتانياهو، في تشكيل ائتلاف “التغيير”، فسيؤدي ذلك إلى الإطاحة برئيس الوزراء بينيامين نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم تتعلق بالفساد لكنه ينفيها، ويشغل المنصب منذ العام 2009 من دون انقطاع وسبقتها فترة امتدت لثلاث سنوات.
ومن المتوقع أن يعتمد ائتلاف لبيد-بينيت الذي عليه أن يجمع 61 نائبا من أصل 120، على التناوب، إذ سيشغل الزعيم اليميني المتشدد رئاسة الوزراء قبل أن يترك المنصب للبيد.
وسيضم الائتلاف الحكومي أيضا وزير الدفاع زعيم (حزب أزرق أبيض) الوسطي، بيني غانتس، الذي واجه نتانياهو في ثلاث انتخابات سابقة غير حاسمة، بالإضافة إلى زعيم حزب الأمل الجديد، جدعون ساعر.
وسينضم إلى الائتلاف الحكومي كل من حزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة، أفيغدور ليبرمان، وحزبي العمل وميرتس. لكن يبقى الائتلاف المتوقع بحاجة إلى دعم أحزاب يمينية متشددة تدعم الاستيطان إلى جانب دعم النواب العرب في الكنيست، وهي أمور تجعل عملية تشكيل هذا الائتلاف أمرا صعباََ.
وقال المحلل السياسي، غايل تليشر، من الجامعة العبرية لوكالة فرانس برس إن إسرائيل “أقرب من أي وقت مضى” إلى “تحالف التغيير”، معتبراً أن “نتانياهو في وضع يائس”.
وكان نتانياهو دعا كلا من ساعر وبينيت إلى الانضمام لحكومة تناوب ثلاثية. وقال “نحن في لحظة حاسمة بالنسبة لأمن دولة إسرائيل وصورتها ومستقبلها”. وحذر نتانياهو من أن أي سيناريو آخر سيؤدي إلى حكم إسرائيل من قبل تحالف “يساري” خطير، حسب قوله.
المصدر: الشادوف+وكالات