ممدوح اسماعيل يكتب : تشكيك (عبيد أمريكا) في انتصار طالبان

البعض يحاول أن يبخس ويشكك فى نصر طالبان الذى جاهدت وصبرت واستشهد من أجله عشرات الآلاف من أبنائها خلال 20 عاما، ويقول إنه اتفاق امريكى ولعبة أمريكية.. أمريكا أرادت وفعلت وهى التى خططت!!
إذا كنت تؤمن أن امريكا على كل شئ قدير، وانها تملك كل شئ فأنت تعبدها واعطيتها حق الإله.. لكن امريكا مجرد بشر يأكلون ويشربون ويمرضون وهم مهما ملكوا من قوة عبيد أمرهم بيد الملك الواحد الأحد رب السموات والأرض وما بينهما.
إنما ابتلانا الله بقوة أسبابهم لما تخلفنا عن شريعته و عن الأخذ بالأسباب من قوة وعلم واعداد، أما من يأخذ بالأسباب من المسلمين فإن الله يؤيده وينصره، وليقرأ المسلم ويتدبر سور الأنفال ومحمد والتوبة، ويراجع سيرة الرسول وتاريخ المسلمين سيجد أن معظم انتصارات المسلمين كانت وهم أقل قوة، لكنهم كانوا ثابتين على الإيمان بالله وشريعته و متخذين كل الأسباب من قوة واعداد وتخطيط.. قال تعالى (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ) (آل عمران 123). قال المفسرون: “أذلة” يعني: قلة
وعندما اجتمعت أحزاب الكفر قال القرآن عنهم سبحانه وتعالى: ( إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا)
ولما ثبتت الفئة المؤمنة على الإيمان بالله ورسوله وأخذت بالأسباب كانت النتيجة الربانية: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزً) (الأحزاب 24)
مؤامرات الأعداء حق لاشك فى ذلك، وقد قال الله تعالى في محكم آياته : (وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا) والتعبير بقوله «ولا يزالون» المفيد للدوام والاستمرار للإشعار بأن عداوة المشركين للمسلمين لا تنقطع، .
ولكن لماذا ينتصر الباطل والكفر؟
لأن اهل الحق كانوا ضعفاء لم يقوموا بواجب الحق كما جاءت به الشريعة من حماية الحق والدفاع عنه باتخاذ أسباب القوة والاعداد والتخطيط فكان لابد أن ينهزموا كما حدث فى كل هزائم بلاد المسلمين، تلك سنة الله فى الحياة.
اما عندما يقومون بالالتزام بالشريعة ويأخذون بأسباب القوة والعلم، فمهما كان هناك من فارق فى العدد والسلاح، فإن الله ينصرهم على عدوهم. قال تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ)
إنما عندما سيطرت أفكار الماسونية على عقول المسلمين فى الجماعات والأفراد والأحزاب فأصبحوا يعادون الحق ويعادون القوة للحق ويتعبدون للغرب وقوته و يظهر قيح أفكارهم فى التشكيك فى كل نصر للمسلمين فهؤلاء المحزونون لنصر المسلمين ليسوا منا لأنهم يريدون من ذلك تثبيط المسلمين عن الأخذ بأسباب القوة والعزة ليعيشوا أذلة وعبيداََ للغرب وامريكا ، أما نحن المسلمون، فإننا نؤمن بالله، ونؤمن بأن الله ينصر عباده المؤمنين، فنفرح لنصر طالبان فهو واجب شعورى إسلامى، ونتمنى لهم الثبات وان يفطنوا لمخططات الأعداء التى لن تتوقف أبداََ.

ممدوح اسماعيل- المحامي

سياسي ونائب برلماني مصري

نائب سابق في برلمان الثورة 2012

أحد أبرز وجوه التيار الاسلامي المصري

@@@@@@@@@@@@@@@@@

مقالات الرأي تعبر عن آراء أصحابها، ولا تعبر بالضرورة عن الموقع أو سياساته التحريرية

المشاركات الاخيرة

أفغانستانالتشكيك فى الانتصارطالبانمصرمقال رأيممدوح اسماعيل
Comments (0)
Add Comment