محمد عماد صابر يكتب: 30 يونيو “انتحار نخبة واغتيال وطن “

0 425

“30 يونيو” أكبر عملية انتحار جماعية في التاريخ المصري الحديث عندما قامت النخبة المصرية الليبرالية وبعض القطاعات الإسلامية ، بتوجيه مخابراتي مصري واقليمي ودعم مالي ملياري خليجي ، بحشد قطاعات من المصريين لإجهاض ثورة يناير ، وقتل المسار الديمقراطي الوليد فاغتالوا إرادة شعب انتخب رئيسه المدني لأول مرة في التاريخ المصري قديما وحديثا ثم كانوا الغطاء المبرر للقتل المادي والعمد علنا وعلى شاشات التلفاز لآلاف المصريين بداية من مذبحة الحرس الجمهوري إلى تأييد إعدام الدكتور محمد البلتاجي ورفاقه مرورا بمذبحة رابعة وأخواتها ،

نعم انتحار نخبة ، عمدا بالانقلاب على المسار السياسي السلمي والانحياز للانقلاب العسكري الدموي بوعي وغير وعي ، واغتيال شعب بإهدار إرادته وخطف رئيسه المنتخب ثم القتل العمد بدم بارد لكل معارض أو بسيف القضاء الفاسد ،

انتحار نخبة ، لأنها بالفعل ماتت ولفظت أنفاسها الأخيرة ولم تعد موجودة إما بالانحياز للثورة المضادة أو بالاعتقال والسجن بعدما استفاق بعضهم من غيبوبتة و إما بالخرس والسكوت خوفا من مصير من شارك في اغتياله وقتله ،

انتحار نخبة ، ودعك منهم فدورات الحياة في مصر كفيلة بإنتاج وميلاد خير منهم لأن مصر بلد ولود ، لكن الكارثة في اغتيال الشعب بالإنقسام والتشرذم والبغض والكراهية ليس في الكيانات والجماعة والأحزاب بل على مستوى الأسرة الواحدة ،

انتحار نخبة ، توغلت وأوغلت في بحور الدماء ولم تستطع الخروج ولن يسمح لها بالعودة وإلا الثمن معلوم وواقع ، واغتيال شعب بعشرات الآلاف من السجناء والقتلى و مصادرة ممتلكاتهم على غرار غنائم الحروب في العصور البدائية الأولى ،

اغتيال شعب ، بغياب قانون الشعب وفرض قانون العسكر في هدم البيوت والمدارس والمساجد والتهجير القسري للشعب في سيناء وبعض مناطق قلب القاهرة بزعم تطوير العشوائيات أو أم المباني مخالفة وبدون رخص ” كما هو حال وفعل صهاينة اليهود مع شعب فلسطين المجاهد “

اغتيال شعب ، بالتفريط في أرضه ” تيران وصنافير” وموارده وثرواته ” أبار غاز شرق المتوسط والمياه الإقليمية ” ثم كارثة الكوارث بالتفريط في حقوق مصر المائية والتاريخية في مياه النيل بالتوقيع على إعلان مبادئ سد النهضة بضغط إماراتي وحوافز مليارية ،

اغتيال شعب ، بعسكرة مؤسسات الدولة وهيمنة جنرالات العسكر على غالبية المناصب والمواقع والقيادات والمشروعات ، وكذلك باختزال هذه المؤسسات في شخص الحاكم ، ففسد القضاء والبرلمان والإعلام وانهارت الخدمات خاصة التعليم والصحة ،

اغتيال شعب ، بالتغول العسكري في مجال الاقتصاد فاستولت المؤسسة العسكرية والشركات الوهمية التابعة للجنرالات على ميدان العقارات والبناء وتوابعه من صناعات الحديد والأسمنت وغير ذلك ، ولم يقف العسكر عند هذا الحد بل زاحموا الشعب ” الذي يعاني البطالة والفقر” في بيع الخضار والفواكه والأسماك وغير ذلك ،

اغتيال شعب ، بإلقائه عن عمد وجهل وسوء إدارة وحكم ، في مستنقع الديون التي زادت من 48 مليار دولار في العام 2013 إلى 160 مليار دولار في العام 2020 ما جعل مصر رهينة لأصحاب الديون التي تلتهم فوائدها موارد الميزانية بالكامل وفقا لأرقام وإحصاءات الحكومة نفسها ،

لكن ،، وبرغم كل ما سبق وفوقه امتلاك وسيطرة المؤسسة العسكرية على كل وسائل الإعلام بألوانها المختلفة وحرمان الشعب من حقه في التعبير والمقاومة إلا أن شعبية السيسي وجنرالاته في الحضيض بعدما انكشف الغطاء وظهرت الخديعة بل والفساد في المليارات المهدرة لغياب الرقابة والحساب وبناء الأبراج والقصور في الوقت الذي يعيش فيه الملايين في الشوارع والقبور ، ومن هنا تكون البداية لاسترداد وطن مخطوف وتحرير عشرات الآلاف من الأسرى في سجون السيسي وإنقاذ ما تبقى من مصر الكبيرة .

محمد عماد صابر

سياسي وبرلماني مصري

من نواب برلمان الثورة 2012 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الآراء الواردة فى المقال تعبر عن صاحبها، ولا تعبر بالضرورة عن موقع الشادوف أو تمثل سياساته التحريرية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.