محمد عماد صابر يكتب : الإخوان واستعادة نقاط القوة

0 533

هكذا يطلق السيسي قنابل دخانه الإرتجالية هنا وهناك ليزداد المشهد إرتباكاََ واشتباكاََ وضبابية، وربما الإفادة الوحيدة لتصريحاته وتلميحاته هي فتح المجال المغلق أمام مربع المعارضة لإصدار البيانات والمبادرات وكتابة الآراء والمقالات وفي الأخير لا جديد ويبقى الوضع على ما هو عليه من انسداد وانتهاكات وسجن واعتقالات بل وقتل وإعدامات، فلا إنسان ولا حقوق ولكن شقاق وعقوق.


من الموضوعات التي طرحت على خلفية تلميحات السيسي عن الإخوان بعض التساؤلات منها : هل يملك الإخوان أوراق للضغط على النظام ؟!

طرح البعض موضوع ” الإستقرار ” وما يترتب عليه من مصالح في السياسة والاقتصاد، وقد فات هذا الفريق أن العقلية الحاكمة والمتحكمة هي عقلية أمنية مخابراتية عنيفة ودموية لا تفهم هذه اللغة بل تعتبرها ضعفاََ وتنازلاََ مرفوضاََ، الإستقرار لدى هؤلاء تحققه القوى الغاشمة والقضاء الفاسد والإعلام الفاجر بالتخلص من أسباب التوتر والقلق بالحذف من المشهد وربما من الحياة وهو حادث بالفعل، كما فاتهم أن الاستقرار المرتبط بسلطة الحاكم إستقرار هش يتغير وفقا لحالته النفسية والمزاجية والمصلحية.

الإستقرار الآمن هو طرف سلطة شعب حارس ومؤسسات حامية ودستور حاكم وقانون نافذ وهي حالة لن تصلها مصر والمنطقة إلا بعد سنوات، وربما لا تصل إليها، الأساس في هذا التناول هو الأوراق التي تمتلكها الجماعة و هي ورقة رئيسية ينبثق عنها فروع وأوراق وثمار.
الورقة الأهم على الإطلاق أن يكون الإخوان جماعة بمعنى الكلمة، وليس ما هم عليه الآن، من بقايا فكر غير مستقر بعد ما أصاب منهج التغيير الكثير من التشكيك سواء من أبناء الجماعة أنفسهم أو غيرهم نتيجة لقسوة التجربة ودموية الأحداث، فقد هدم العسكر ما شيدته الحركة الإسلامية في 70 عاما في بناء المجتمعات على الولاء والوفاء والقيم والعمل والأمل والخدمة.

أيضا كان لحرمان الإسلاميين من حقوقهم المشروعة هو تكوين قناعات عامة لدى عدد غير قليل من شعوب هذه المنطقة خاصة الشباب بأن الديمقراطية ليست هي الخيار الأمثل للتغيير خاصة بعد نجاح نموذج طالبان مع الفارق، لكن الشعور بالظلم يذيب الفوارق، فضلا عن بقايا تنظيم أصابه التمزق والإنشقاق بعدما غابت الوحدة والوفاق.

أن تكون جماعة تمتلك أدوات إعادة التوازن لمعادلة الصراع، من وفرة المعلومات الكافية لاتخاذ القرارات ومن كفاية الكفاءات المؤهلة لإدارة الكوارث والأزمات ومن تمدد العلاقات بالآخر الداعم للحقوق والواجبات، ومن تماسك التحالفات لأن الجماعة وحدها لا تستطيع المواجهة السياسية أو الشعبية.. وقد أثبتت التجربة القريبة ذلك بوضوح. قد لا يكون بعض هذا متاحاََ، الآن لكن هناك المتاح والممكن والذي لا تقوم به الجماعة لمشكلات داخلية قائمة.
نعم الجماعة الآن تحتاج الكثير من إعادة النظر كأي كيان بشري يعيش الأزمات والمحن.. تحتاج إحداث تماسك التنظيم ومتانته وتقويم الفكر ونقائه، ومراجعة الأهداف ومدى واقعيتها في ظل ضخامة التحديات التي كانت غائبة وانكشفت .


ورقة الضغط الأساسية هي قوة الجماعة كإحدى القوى الحية في المجتمع، وليست كونها القوة الوحيدة كما يرى أغلب أبناء الجماعة من القيادات والقواعد الذين فرضتهم طبيعة المرحلة.. الجماعة ثروة قومية.. والمحافظة عليها هي محافظة على إحدى مكونات القوى الحية والثروات الاستراتيجية للوطن .

الدكتور محمد عماد صابر

سياسي وبرلماني مصري

من نواب برلمان الثورة 2012 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الآراء الواردة فى المقال تعبر عن صاحبها، ولا تعبر بالضرورة عن موقع الشادوف أو تمثل سياساته التحريرية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.