عبد المجيد حزين يكتب لـ”الشادوف”:الجنرال الفيتنامى والمشير الشاذلى (1)

0 484

قبل أول أيام رمضان المبارك بيوم من العام 2018 من الميلاد، تقابلت وأنا فى طريقى لأحد مساجد لندن لأداء صلاة العصر ، مع رجل طاعن فى السن من فيتنام ، ومعه رجل آخر أقل سنا علمت لاحقا أنه إبنه ، سألني الرجل عن الطريق إلى المسجد ؟ فقلت أنا ذاهب إلى هناك فلنذهب سويا ففرح وقال على بركة الله .

بعد الصلاة أخذنا نتبادل أطراف الحديث وأخبرته أننى مصرى الجنسية ، فاخبرني أنه جاء من فيتنام وإسمه الحاج محمد ، فقلت محمد الشافعى – تيمنا بالإمام الشافعى – فضحك وقال ومن لا يحب أن ينتسب إلى إمامنا العظيم محمد بن إدريس الشافعى ، قلت نعم إن ماليزيا وإندونيسيا وجنوب شرق أسيا من الشوافع ، قال وبلادكم مصر أيضا كانت على مذهب الإمام الشافعى ، لكن الخلافة العثمانية المباركة حولتكم رسميا إلى مذهب سيدنا الإمام ابو حنيفة النعمان رحمه الله .

المهم قلت له سيدى الحاج محمد الشافعى إنك تتكلم العربية بطلاقة فما قصتك ؟ قال أنا تعلمت العربية على يد والدى الإمام رحمه الله والذى كان يكره المستعمر الفرنسي بشدة ، لكنه كان كثيرا ما يحذرنى وأخوتى من الإستعمار الصينى الذى إستعمر بلادنا فيتنام لمدة ألف عام ، لذلك شجعنى على الالتحاق بقوات المقاومة الفيتنامية التى كانت تحارب القوات الفرنسية وانتصرت عليها فى معركة ” ديان بيان فو الشهيرة عام 1954 وكان لى شرف المشاركة فى هذه المعركة ” بقيادة أستاذى الجنرال الفيتنامى الأسطورى ” جنرال جياب ” والذى قادنا أيضا إلى الإنتصار على الإستعمار الأمريكى البغيض أيضا مع القائد هوشى منه . وإلى الحلقة الثانية غدا إن شاء الله .
فى حوارى الطويل مع الجنرال الفيتنامى الحاج محمد الشافعى – تلميذ الجنرال الأسطورى جنرال جياب – تطرق الحديث عن الفريق سعد الدين الشاذلى رحمه الله رحمة واسعة تملأ ما بين السماوات والأرض ، إعترض الجنرال الفيتنامى على آخر لقب ” فريق ” الذى حصل عليه ” سعد الدين الشاذلى من المؤسسة العسكرية المصرية ، فقلت له لماذا كل هذا الإعتراض سيدى ؟ قال يا إبنى إن لقب لواء أو فريق يحصل عليه العديد من الضباط فى العالم الثالث بالأقدمية أو بالفهلوة ، أما البطل سعد الدين الشاذلى يطلق عليه لقب ” الفيلد مارشال سعد الدين الشاذلى ” لأنه قاد معارك شرسة تؤثر فى حاضر ومستقبل الأوطان ، ثم قال إن هذا البطل الشجاع سعد الدين الشاذلى يستحق أكثر من لقب ” الفيلد مارشال ” لو كان هناك لقب أعلى من ذلك للأسباب التالية :
1 – الجيش المصرى هزم هزيمة ساحقة ماحقة فى العام 1967 من قبل جيش الدفاع الإسرائيلى ، كان من نتيجتها إحتلال سيناء وقطاع غزة ، بل كل فلسطين وجزء من لبنان ومرتفعات الجولان .
2 – فى هذه الفترة الحالكة السواد بعد هزيمة يونيو عام 1967 تبين لنا نحن العسكريين فى جميع العالم أن المنتصر الوحيد بين القادة العسكريين العرب هو ” اللواء ” الشاذلى الذى حافظ على قواته بعمليات نوعية دخل بها صحراء النقب ، ثم عاد فى جنح الظلام إلى الضفة الغربية للقناة بأغلب قواته ، وهذا كفيل أن يجعله من كبار رجالات ” الفيلد مارشال ” فى الجيش المصرى المنهزم .
3 – عندما عاد إلى مصر تولى قيادة ” رئاسة أركان الجيش المصرى المنهزم ” فلملم جراحه وأعاد كيانه وخطط للمعركة وانتصر على قوات الصهاينة الذين يكررهم شعبنا الفيتنامى بقوة فى حرب أكتوبر المجيدة . قلت له جزاكم الله خيرا على هذا الشرح الجميل عن الفرق بين الألقاب العسكرية ، وأن اللقب الحقيقى الذى يستحقه اللواء سعد الدين الشاذلى هو ” الفيلد مارشال سعد الدين الشاذلى ” ، ثم إستطردت قائلا ( فى زيارة الفيلد مارشال جوزيف بروز تيتو الثانية للقاهرة عام 1960 قدم عبدالناصر صديقه عبدالحكيم عامر بصفة ” المشير ” أى ” الفيلد مارشال ” فقال تيتو لعبدالناصر فى أى المعارك الكبرى أخذ مستر عامر لقب فيلد مارشال فسكت الذى كفر ” العبد الخاسر جمال عبدالناصر . إبتسم الجنرال الفيتنامى الحاج محمد الشافعى وقال ( كان يجب أن يعامل الشعب المصرى جمال عبدالناصر وقيادته العسكرية مثل ما فعل الطليان مع موسيلينى فيقوموا بإعدامهم على أعمدة الكهرباء فى أكبر شوارع القاهرة بعد هذه الهزيمة المروعة ، ثم حولق فى سقف المسجد وتنهد قائلا ليس القيادة العسكرية المصرية فقط التى كان يجب أن تعاقب مثل هؤلاء الخونة ، بل كان يجب على الشعب السورى معاقبة القيادة العسكرية الخائنة فى سوريا بقيادة وزير الدفاع حافظ الأسد ورفاقه – والذى تبين بعد الهزيمة أنهم باعوا الجولان وأعلنوا عن سقوطها قبل سقوطها بثلاثة أيام – ثم قال لو كان عند عبدالناصر وحافظ الأسد والقيادات العسكرية التى كانت معهم ذرة من كرامة ورجولة لقاموا بعملية إنتحار جماعى ، مثل ما فعلت القيادة النازية عندما عرضت عليهم قوات الحلفاء وتسليم برلين ، فصاح جنرالات الفهرر هتلر ” من أجل شرف العسكرية الألمانية لن يحدث هذا أبدا ونحن على قيد الحياة وفضلوا الإنتحار الجماعى وقتل الفهرر عشيقته أيفا براون برصاصة فى الرأس وقتلته فى نفس الوقت برصاصة أيضا فى الرأس ” ) . قلت له سيدى هذا الكلام فى عالم الرجولة والشرف لا عالم الإنقلابات العسكرية الوقحة . إلى لقاء فى الحلقة الثالثة إن شاء الله من مذكرات الجنرال محمد الشافعى الفيتنامى تلميذ الجنرال الأسطورى جنرال جياب .

عبد المجيد حزين

داعية اسلامي مصري مقيم فى لندن

@@@@@@@@@@@@@@@@@

مقالات الرأي تعبر عن آراء أصحابها، ولا تعبر بالضرورة عن الموقع أو سياساته التحريرية

المشاركات الاخيرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.