بيان فلسطيني: إسرائيل تسعى لتضليل العالم بتصوير عدوانها بأنه “حرب دينية”

0 712

حذرت الخارجية الفلسطينية اليوم الأحد من محاولات إسرائيل تضليل الرأي العام العالمي وتسويق ما تتعرض له القدس حاليا كصراع بين أتباع ديانات مختلفة، فيما تباينت آراء الصحف ووسائل الاعلام العبرية فيما يخص التطورات فى المدينة المقدسة.

وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان لها إن سلطات إسرائيل وبشكل رسمي توفر كافة أشكال الدعم والإسناد والحماية والرعاية لنشاطات الجمعيات الاستيطانية التي تعمل من أجل “تكريس أسرلة وتهويد المدينة عامة وتكريس التقسيم الزماني للمسجد الاقصى المبارك ريثما يتم تقسيمه مكانيا”.

وفي هذا الصدد، خص البيان بالذكر ما تقوم به “جمعية عطيرت كوهانيم” المعروفة بأنشطتها الاستيطانية لسرقة المزيد من الأرض الفلسطينية وشراء منازل المواطنين الفلسطينيين، والتي أطلقت في الأيام الأخيرة حملة لجمع التبرعات لصالح أنشطتها الاستيطانية.

وأضاف البيان أن الحكومة لإسرائيلية تهدف “لإضفاء وتعميق الصبغة الدينية لاحتلال القدس وإخفاء الطابع السياسي للصراع، وهو ما يعكس رغبة اسرائيلية تدفع بالصراع الى مربعات الحرب الدينية”.

وحسب البيان، فقد لجأت اسرائيل إلى “توسيع مشاركة المستوطنين وجمعياتهم ومنظماتهم الإرهابية وعناصرها بقوة في الاعتداءات المستمرة ضد القدس ومقدساتها ومواطنيها بهدف إخفاء دور مؤسسات ووزارة دولة الاحتلال الرسمية خلف “زعرنات” المستوطنين وعصاباتهم”.

وأشار البيان إلى أن إسرائيل تحاول ضليل الرأي العام العالمي بأن ما يحدث في القدس هو “طوشة” بين سكان المدينة المقدسة ولا يعدو كونه نزاعا بين أتباع ديانات مختلفة أو نزاع بين سكان على عقارات مختلف عليها، وذلك “لإخفاء حقيقة احتلالها للقدس”.

وحملت الوزارة السلطات الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تداعيات حربها المفتوحة على القدس ومواطنيها الفلسطينيين”، مشددة على أهمية الحراك السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي الذي دعت إليه السلطة الفلسطينية.

من ناحيتها، حذرت صحف عبرية، من التداعيات الخطيرة لسلوك قوات الاحتلال العدواني بحق المسجد الأقصى والمصلين، مؤكدة أنه سيجر “إسرائيل” إلى تصعيد دموي سريع.

وأكدت صحيفة “هآرتس” ذات التوجهات اليسارية  في افتتاحيتها، أن قوات الاحتلال التي اقتحمت المسجد الأقصى تعاملت “بعدوانية كبيرة، وقامت بإخلاء المسجد الأقصى من المصلين بالقوة يوم الجمعة الماضي”.

ونوهت إلى أن “المواجهات في منطقة الحرم والبلدة القديمة وفي حي الشيخ جراح، تواصلت لساعات طويلة، وفي نهايتها أحصي أكثر من 200 إصابة في صفوف المواطنين الفلسطينيين، جراء إلقاء الجيش الإسرائيلي قنابل الصوت على الأطفال، مهاجمة الصحافيين؛ لقد كانت هذه الليلة؛ هي الأكثر عنفا في القدس في السنوات الأخيرة”.

ونبهت إلى أن “قادة الشرطة الإسرائيلية، لم يراعوا الحساسية الكبيرة للمجتمع الفلسطيني في القدس في هذا الوقت، وتلقوا ريح إسناد من نتنياهو، الذي أصبح بسبب سنوات حكمه الطويلة على وعي جيد بحساسية الفلسطينيين العالية لما يجري في القدس والأقصى”.

ورجحت “هآرتس”، أنه في حال “تواصل هذا السلوك العدواني في الأيام القادمة، بما في ذلك في “يوم القدس” وفي عيد الفطر، فإنه سيجر القدس وإسرائيل إلى جولة دموية أخرى”.

وأفادت بأن مثل هذا التصعيد الدموي، يتطلب من نتنياهو أن “يأمر الشرطة والسياسيين، بأن يتصرفوا بحذر، وينبغي محاولة إجراء حوار مع قادة الجمهور الفلسطيني في القدس والنواب العرب، بهدف إحلال الهدوء، كما أنه ينبغي النظر في هذا الوقت في تقييد الأحداث الاستفزازية ليوم القدس، بما فيها مسيرة الأعلام التي تجتاز الحي الإسلامي باستفزاز بارز بمشاركة نشطاء الهيكل”، من أجل اقتحام المسجد الأقصى.

“معاريف”

بدورها، أكدت صحيفة “معاريف” ذات التوجهات اليمينية في خبرها الرئيس الذي أعده “تل ليف-رام”، أن انتقال المواجهات إلى داخل المسجد الأقصى المبارك، يشير إلى أن “التوتر الأمني الحالي ارتفع درجة، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد سريع في القدس”.

وشددت على أهمية تواجد القوات الإسرائيلية في هذه الأوقات في القدس بـ”كثرة في الميدان” من أجل قمع الفلسطينيين، و”عدم فقدان السيطرة والحفاظ على ضبط النفس في وضعية يمكنها بسهولة أن تنتقل لتصبح هدفا أخطر بكثير”.

ونبهت إلى أنه “باستخدام قوات الشرطة للسلاح، يكون الطريق لتصعيد آخر أقصر”، منوهة إلى أن جيش الاحتلال يعمل على “إبعاد القدس عن التصعيد الأمني، الذي ينتقل لأماكن أخرى في الضفة والقطاع”.

واستنكرت “معاريف” أداء حكومة نتنياهو “المتحجرة”، موضحة أن “حالة التوتر في القدس، تجسد انعدام الأداء التام لهذه الحكومة الانتقالية، التي حافظت على حق الصمت”.

وأكدت أنه “منذ اندلاع المواجهات في باب العامود، لم يعد التوتر في القدس يعالج على المستوى الاستراتيجي، حيث تأخرت إسرائيل في فهم آثار التصعيد على قطاع غزة، والآن تضيع مرة أخرى في الشيخ جراح”، مشيرة إلى أن “التصعيد في نهاية المطاف سيصل إلى جنودنا”.

المصدر: الشادوف+مواقع اخبارية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.