السنوار يحذر إسرائيل وسط تعثر مفاوضات إعادة إعمار غزة

0 388

وصف يحيى السنوار، زعيم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في غزة، الإثنين، اجتماعه، بالمنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، بالسيئ؛ ووجّه تحذيرات لإسرائيل من مغبة مواصلة فرض الحصار على القطاع، فيما تتزايد مؤشرات الجمود فى الموقف تجاه مطالب الحركة ببدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة.

وقال السنوار، عقب لقاء جمعه مع وينسلاند، في مقر مكتبه بمدينة غزة، إن اللقاء “لم يكن إيجابيا بالمطلق”، مؤكدا ان إسرائيل ما زالت تستمر في سياساتها ضد الشعب، والأسرى، ولا يوجد بوادر تُشير إلى حل الأزمة الإنسانية بغزة، كما أنها تبتز المقاومة في موضوع التخفيف عن غزة”. وقال إن حركته أبلغت “وينسلاند”، رفضها لما وصفه بـ”الابتزاز الإسرائيلي”.

وتابع “أبلغنا وفد الأمم المتحدة، عزمنا عقد لقاء مع قادة الفصائل الوطنية والإسلامية بغزة، لدراسة الخطوة التالية”، موضحا أن “الوضع الحالي يتطلب ممارسة المقاومة الشعبية بشكل واضح، للضغط على الاحتلال من جديد”.

وقال مصدر فلسطيني مُطّلع (فضل عدم الكشف عن هويته)، لـ” الأناضول”، إن “وينسلاند وصل إلى غزة، لاستكمال جهود تثبيت وقف إطلاق النار وتخفيف الحصار عن غزة”.

رئيس حركة حماس يحيي السنوار يستقبل المبعوث الأممي تور وينسلاند والوفد المرافق له بمكتبه فى غزة- موقع حركة حماس على الانترنت

وأمس الأحد، كشف مصدر فلسطيني مطلع، لوكالة الأناضول أن قيادة “المقاومة الفلسطينية”، قررت منح جهود عربية ودولية، فرصة لـ”تحقيق إنجازات في موضوع الحصار المفروض على غزة، وإنهاء معاناة سكانه”. وقال المصدر إن الأيام القريبة القادمة تشهد “مزيداً من الحراكات والجهود الدبلوماسية لتحقيق ذلك”.

وبدأ في 22 مايو/أيار الماضي، وقف إطلاق نار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية، أنهى مواجهة عسكرية استمرت 11 يوما. وطالبت الفصائل الفلسطينية برفع الحصار كاملا عن غزة، والسماح بعملية إعادة الإعمار، لكن إسرائيل ربطت بين السماح بإعادة الإعمار، وإعادة 4 أسرى تحتجزهم حركة حماس في غزة، وهو ما رفضته الأخيرة، حيث تطالب بإبرام صفقة تبادل للمعتقلين.

وشنت إسرائيل نهاية الأسبوع الماضي، غارات على مواقع تتبع لحركة حماس، ردا على ما قالت إنه إطلاق “بالونات حارقة” من القطاع.

وفي سياق متصل، توغلت آليات عسكرية إسرائيلية صباح اليوم الاثنين لمسافة محدودة قرب السياج الأمني بمنطقة الفخاري شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأفاد شهود عيان أن الجرافات الإسرائيلية شرعت في تجريف وتمشيط الأراضي الزراعية المتاخمة للسياج، بالتزامن مع تحليق طائرات الاستطلاع في سماء المنطقة.

وتقوم آليات جيش الاحتلال بالتوغل بشكل دوري قرب السياج الأمني شرقي وشمالي القطاع للقيام بعمليات تجريف، وتمشيط للأراضي الزراعية في المناطق الحدودية.

من جانب آخر، سمحت سلطات الاحتلال اليوم بتصدير منتجات زراعية وألبسة من قطاع غزة لأول مرة منذ أكثر من شهر، وذلك عبر معبر كرم أبو سالم التجاري جنوبي القطاع، وقالت هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية إن سلطات الاحتلال قررت أيضا إعادة إدخال وإخراج الطرود البريدية من وإلى القطاع، كما ستسمح بعودة الفلسطينيين العالقين في الخارج عبر معبر بيت حانون.

بالمقابل، تواصل سلطات الاحتلال فرض قيود مشددة على دخول المواد الخام والأولية التي تستخدم في صناعات مختلفة، كما تفرض قيودا أخرى على المساحة المسموح للصيادين العمل فيها ببحر غزة.

من ناحيته، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الإثنين، بعدم السماح بإعمار قطاع غزة اقتصاديا ما لم تقم حركة “حماس بإعادة ” أسرى ومفقودين إسرائيليين لديها. تصريحات غانتس جاءت خلال اجتماع لكتلة حزب “أزرق- أبيض” البرلمانية بقيادته، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.

وقال غانتس: “في موضوع غزة أعود وأكرر، ما حدث في الماضي لن يحدث مجددا. إذا لم يستوعبوا في حماس ذلك حتى الآن فسنحرص على أن يفعلوا. بدون عودة الأبناء والاستقرار الأمني لن يتم إعمار غزة اقتصاديا”. وترفض “حماس” الشرط الإسرائيلي لإعادة الإعمار، وتطالب بإبرام صفقة تبادل للأسرى من الجانبين.

وتحتفظ حركة “حماس” بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014، أما الآخران، فدخلا غزة في ظروف غير واضحة. ولا تفصح الحركة عن مصير كامل المحتجزين الأربعة أو وضعهم الصحي، فيما سمحت، قبل نحو أسبوعين، ببث تسجيل صوتي لأحدهم.

بينما تعتقل إسرائيل حاليا نحو 4650 فلسطيني، بينهم 39 سيدة، ونحو 180 قاصرا، حسب نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي).

الى ذلك، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الإثنين، الفصائل إلى العودة لـ”حوار جاد”؛ بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة.

جاء ذلك في كلمة له، خلال افتتاح أعمال الدورة الثامنة للمجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”. ويتواصل الاجتماع على مدار 3 أيام.

محمود عباس- أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية

والمجلس الثوري لـ”فتح” هو هيئة قيادية منتخبة، يتمثل دورها في مراقبة عمل اللجنة “المركزية” للحركة، ويتفرع منه عدة لجان.

وكان من المقرر أن ينطلق حوار وطني بين الفصائل في 12يونيو/حزيران الجاري، في القاهرة، قبل أن تُعلن مصر عن تأجيله إلى أجل غير مسمى، دون أن تكشف عن الأسباب، لكن مصدرا فلسطينيا قال للأناضول، آنذاك، إن التأجيل يعود لاختلاف الرؤى بين “فتح” و”حماس”، حول ملفات الحوار.

وقال عباس في كلمته، إن “الشعب الفلسطيني لن يكل ولن يلين في مسيرته العظيمة حتى إنهاء الاحتلال عن أرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية”. وأضاف: “نقول بصوت عال ليرحل هذا الاحتلال عن صدورنا وأرضنا وشعبنا”.

وعن إعادة إعمار قطاع غزة، قال الرئيس الفلسطيني: “إننا على تواصل تام مع أشقائنا في مصر والأردن وقطر وباقي الدول الشقيقة، والمجتمع الدولي، لإعادة إعمار قطاع غزة”.

وأضاف: “قلنا ونقول إن دولة فلسطين هي العنوان الشرعي لإعادة الإعمار، وذلك يتطلب وقفا كاملا وشاملا للعدوان في كل مكان على أرض دولة فلسطين”.

المصدر: الشادوف+وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.