من هو.. وما سر الشعار الذي هتف به المهاجم قبل صفع ماكرون ؟!

0 861

تعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لصفعة قاسية من مواطن فرنسي أثناء جولة داخلية قام بها اليوم الثلاثاء في منطقة لادروم الفرنسية، لكن هذا الموقف المحرج ليس الأول الذي يتعرض له ماكرون.

ففي عام 2016، تعرض ماكرون الذي كان وزيرا للاقتصاد في الحكومة الفرنسية للرشق بالبيض من قبل نقابيين يساريين خلال إضراب ضد إصلاحات العمل، وأكد ماكرون حينها أن هذه الحادثة لن تحد من تصميمه. وخلال حملته الانتخابية في عام 2017، تلقى ماكرون بيضة أصابته في الرأس مباشرة خلال معرض زراعي !!

وفي عام 2017 أيضا، استهدف أحد المواطنين ماكرون ببيضة أيضا أصابته في رأسه، وكانت المرة الأولى التي يتعرض فيها لهجوم جسدي مباشر أثناء توليه الرئاسة. ويعد الهجوم بالصفع على الوجه هو الثاني من نوعه منذ توليه الرئاسة والرابع خلال مسيرة حياته السياسية.

واعتقلت السّلطات الفرنسيّة الشاب الذي يبلغ من العمر 28 عاماً، على الفور، كما أوقفت الشخص الذي قام بتوثيق اللحظة عبر مقطع فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأظهر شريط فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل ماكرون ومعه حراسه وهم يركضون صوب حشد من الجمهور. وحيا ماكرون الحاضرين الذين لم يفصله عنه سوى حاجز حديدي قصير لا يزيد عن متر، وعندما اقترب الرئيس ماكرون من الحشد أمسك شاب ساعده الأيمن وصرخ “تسقط الماكرونية”، ثم وجه صفعة قوية على خده الأيسر، وهو يردد شعارا مجهولا باللغة الفرنسية يقول: مون جوا سانت دونيس ( Mon joie Saint-Denis) .

بدوره أكدّ المدّعي العام في بلدية فالانس، أنّه تمّ وضع كلّ من الشاب والمصوّر في الحجز بتهمة الاعتداء على شخص يتولّى سلطة عامّة، وهما يخضعان حالياً للتحقيق. يُشار إلى أنّ هويّة الشخصين لا تزال مجهولة، إلاّ أنّ وسائل إعلام فرنسية أشارت إلى أنّهما من منطقة دروم، وينتميان إلى “اليمين المتطرّف”.

وحاول قصر الإليزيه ( مقر رئاسة الجمهورية الفرنسية) ضبط الموقف في بيان، بعدما انتشر الفيديو على نطاق واسع، مؤكداً أنّ ذلك لم يؤثّر على جولة الرئيس، الذي أراد التواصل مع الفرنسيين ضمن جولة له تستهدف “جسّ نبض البلاد” وفقا للبيان، لافتاً إلى أنّه “لا يمكنهم منع رجل مجنون من ملاحقة الرئيس”.
وأفادت وسائل الإعلام بأنه بعد ساعات من الصفعة التي تلقاها ماكرون، كشفت السلطات القضائية الفرنسية عن هوية الجناة.

ووفقا للمعلومات التي أبلغ عنها أليكس بيرين، المدعي العام في فالنسيا للصحف المحلية الفرنسية، فإن ما تعرض له الرئيس الفرنسي ارتكب من قبل رجل يدعى “داميان ت.” وساعده في ذلك “آرثر سي.” من سان فالييه جنوب شرق فرنسا.

وصرح المدعي العام في فالنسيا بأن جميعهم يبلغون من العمر 28 عاما، مشيرا إلى أن “دوافعهم غير معروفة في هذه المرحلة”.

وحسب المعلومات الواردة من الصحافة الفرنسية المحلية، فإن الشخص الذي وضع يده على إيمانويل ماكرون من المرجح أنه يمارس فنون الدفاع عن النفس الأوروبية التاريخية، وبالإضافة إلى هذه الرياضة الأكثر حداثة، فهي أيضا من أتباع kendo، وهو فن قتالي ياباني يستخدم السيف.

وأشارت الصحافة المحلية الفرنسية إلى أنهما قريبين جدا من إيديولوجية السترات الصفراء، علما أن مظاهرة لهذه الحركة برزت على هامش رحلة الرئيس الفرنسي.

دلالة الشعار

وقد أثارت الصرخة التي أطلقها المعتدي الذي صفع ماكرون على وجهه اليوم ، تساؤلات حول المعنى والدلالات التي تحملها، والتي قد “تفسر” فعلته، في وقت ندد كثيرون بما قام به. وبينما تدل عبارة “تسقط الماكرونية” على رفض سياسات الرئيس الفرنسي تبقى عبارة “مون جوا سانت دونيس” غامضة بالنسبة لكثيرين.

قبل صفع ماكرون، أمسك المعتدي بيد الرئيس وصرخ في وجهه قائلا “مون جوا سانت دونيس” (Mon joie Saint-Denis) وهي في الحقيقة عبارة من كلمتين، الأولى “مون جوا ” والتي ترمز إلى راية حرب تاريخية، و”سانت دونيس” وهي مرادف لوصف القديس دونيس. وتحمل عديد المناطق والكنائس في فرنسا اسم هذا القديس وعلى رأسها بلدية “سانت دونيس” في العاصمة باريس.

وشعار “مون جوا سانت دونيس” هو تعبير يستخدمه بعض أنصار اليمين المتطرف الفرنسي وخاصة أنصار الملكيين، بحسب موقع “أكتي سانت دونيس”، ويقول مؤرخون فرنسيون إن هذه الصرخة ترمز لمعركة قديمة حدثت بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر، في عهد الكابتيين. والكابيتيون، سلالة تضم كل من ينسب إلى ( هوغو كابيه) ملك فرنسا القديم، وفق موقع قناة “أر تي أل” الفرنسية.

وينتمي ملك إسبانيا خوان كارلوس، ودوق لوكسمبورغ الأكبر لعائلة الملك الفرنسي هوغو كابيه، من خلال فرع سلالة بوربون، وفق ما يوضحه بول كوينتل، في كتابه “موسوعة يونيفيرساليس” (Encyclopedia Universalis). وأوضح بول كوينتل أنه “من الصعب تحديد أصل العبارة، لكنها، على ما يبدو استخدمت بالفعل في معركة “بوفين” (Bouvines) في عهد الملك فيليب الثاني”. وبالنسبة لملوك الكابيتيين، أتاحت هذه الصرخة استدعاء القديس دينيس والاستفادة من حمايته لهم أثناء المعركة !! أي الاستعانة بالقديس خلال خوض معركة حربية!!

ووفقا لقناة (الحرة ) الأمريكية فإن هذه الصرخة، التي قد تبدو قديمة، ظهرت عدة مرات في التاريخ السياسي الفرنسي. وفي الآونة الأخيرة، أدانت محكمة نانتير ثلاثة طلاب، أعضاء في “الحركة الفرنسية” (Action Française) وهي مجموعة ملكية يمينية صغيرة تدعو إلى مناهضة البروتستانتية ومعاداة الماسونية وكراهية الأجانب ومعاداة السامية.

وأدين الطلاب الثلاثة، في 2018، إثر مشادات مع نائب بالبرلمان الفرنسي اسمه إريك كوكريل، وقد ردد ثلاثتهم نفس الشعار أثناء المحكمة والذي يقول:( Mon joie Saint-Denis)

وفي تعليقه على ما حدث اليوم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غرد كوكريل قائلا “هل تأخذون الآن عنف اليمين المتطرف في فرنسا على محمل الجد ؟”.

المصدر: الشادوف+وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.