ممدوح اسماعيل يكتب: بعد الخنوع للملك والفرنسة والتطبيع.. أطاحوا باخوان المغرب

0 568

سقط حزب العدالة والتنمية المحسوب على اخوان المغرب سقوطا مدويا فى انتخابات البرلمان بعد ان كان يحتل125مقعدا لم يفز إلا ب12مقعداََ، وكان على رأس الساقطين رئيسه سعد العثمانى رئيس الوزراء.
لكن لماذا سقطوا؟
فى ظل فساد منظومة حكم ملك المغرب اشتعلت ثورات الربيع العربى فاتجه الملك الى استخدام حزب العدالة والتنمية المحسوب على اخوان المغرب، فلن يجد افضل منهم، فهم براغماتيون إلى أقصى درجة، لذلك سارعوا بالإنحناء له، فركبهم سياسيا لتمرير موجة الربيع العربى ونجح فى ذلك وصعد بهم لواجهة الحكم فى الوزارة التى يديرها، وظنوا بسذاجة أنهم الأوعى والأذكى، وزاد غرورهم بعد انقلاب مصر، والإطاحة بإخوان مصر. وكان لقيادتهم (بن كيران والعثمانى) لقاءات بصفاتهم الوزارية مع السيسى،

واتوقف مع أهم نقاط فى عملهم السياسى:
1_اختفى من اجندتهم فى العمل، المحافظة على المرجعية الإسلامية وتطبيقها. وفى ذلك يقول العثمانى فى حوار مع مؤسسة كارنيجى :
(س :ماذا لو تعارضت القوانين المدنية مع ما هو متعارف عليه في الشريعة… كيف سيتعامل الحزب مع هذه المشكلة؟
ج: الإيمان الديني بشيء معين لا يجعله واجب التطبيق في المجتمع إن لم يحز على رضا وقبول المواطنين ، فالمسيحيون يؤمنون بعدم جواز الإجهاض مثلا أو زواج المثليين ويقاومون هذه التشريعات بآليات وقوانين مدنية وليس من خلال نصوص دينية وأحيانا ينتصرون وأحيانا ينهزمون وهذه هي المعركة الديموقراطية).
وعلى ذلك كان عملهم فى رياسة الوزارة لعشر سنوات وفكرهم المريض (وفى ذلك تفصيل لن يسعه المقال)
2_عندما تم طرح قانون الأحوال الشخصية استفز الشعب بما فيه من مخالفات للشريعة، فكان حزب العدالة والتنمية يعتبر أنه نجح لمجرد تغيير الإسم الى قانون الأسرة !!!
3_بينما يضج المجتمع المغربى من التغريب والفرنسة ويجاهد المغاربة فى التعريب، وافق حزب العدالة والتنمية على( قانون الفرنسة) ليتم تدريس الفرنسية كلغة رسمية فى المغرب العربى ويزداد طمس الهوية العربية.

4_فى ظل الأزمة الاقتصادية والفقر وهجرة الشباب وافق حزب العدالة والتنمية على قانون (القنب الهندى) ويسمونه فى المغرب الكيف ليتم تقنين زراعته رسميا تحت غطاء الأغراض الطبية.
وهل يعقل أن الدولة ستقوم بمراجعة كل عود زرع قنب هندى رسميا؟!! هذا المستحيل المعروف.. إنما القرار جاء لتمرير زراعته رسميا وهو الذى يستخرج منه الحشيش حتى يعيش الناس فى الكيف والمخدرات بدون رقيب !
ولم تقدم حكومة بن كيران ولا العثمانى اى تفاعل اسلامى لأى قضية حياتية أو مشكلة سياسية خلال وجودهم فى الحكم.
5_حتى كان السقوط المدوى فى توقيع العثمانى للتطبيع مع المحتل الصهيونى، فأسقط بيديه ورقة التوت التى كانت تستر كل عوارته الفكرية والمنهجية والعملية أمام الشعب، وانفضح حزب العدالة والتنمية فضيحة لامثيل لها حاول سترها بدعوة هنية للمغرب والاحتفال به، لكن هيهات هيهات !! فالدولة مع التطبيع قوة وسلطاناََ وتنفيذاََ.. وانت ياعثمانى بصفتك رئيسا للوزراء وقعت على الإتفاق!! فلاينفع الطبل والزمر مع طلقات الرصاص !


الشاهد
1_ ان الشعب المغربى صبر على حكومة العدالةوالتنمية ولكنها لم تتمسك بالإسلام ولا بالمبادئ .. ولم تقدم اقل شئ مرجو منها سياسيا واقتصاديا.
2_الملك المغربى نجح فى استخدامهم كيفما شاء فعبر بهم موجة الربيع العربى وركبهم فى تحقيق مايشاء من قوانين وفى مظلومية حقوق الإنسان البشعة فى المغرب، وجعلهم مطية للتطبيع مع المحتل الصهيونى.
3_كان أولى و أجدر بهم أن ينسحبوا من الحكومة، ويرفضوا التطبيع، ولكن آلية فكرهم فى التماهى مع الباطل، ترفض أن تكون لها موقف وهى مصيبة فاضحة للفكر المقاصدى البراغماتى الذى يحمله العثمانى.
4_ رغم السخط الشعبى ضدهم لم يفيقوا وينتبهوا، بل دخلوا الانتخابات لتكون كاشفة لهم، مهما قال وبرر المبررون من قوانين انتخابية او تزوير، فهم سقطوا سياسيا، ولم يكن لهم مواقف سياسية مشهودة، وسقطوا إسلاميا عندما رفضوا التمسك به فى عملهم السياسى، فابتعد عنهم التعاطف الشعبى الإسلامى المحافظ، وأيضا انعزلوا بحالة كبر سياسى عن الجماعات الإسلامية فزاد رفضهم من قوى المجتمع المؤثرة.

ويبقى: من اللافت انهم يسقطون سقوطا مدويا فى وقت نجاح حركة طالبان وانتصارها بعد 20 عاما وهم كانوا يصفونها بالتطرف والتشدد ، ويتفاخرون بألمعيتهم السياسية وغباء طالبان السياسى، وهكذا قال كثير من الإخوان، فسقطوا ولن يعودوا إلا أن يحتاجهم الملك كديكور، أو يفيقوا من غفلتهم وكبرهم ويعلموا أن التمسك بالإسلام والثبات على المبادئ هو الطريق الصحيح مهما كانت المعوقات.

وأخيرا، فإن سقوطهم مع النهضة يدل على فشل تجربتهم، وأنه مهما تماديت فى التقرب للعلمانية والغرب، لن تنال القبول، وعلى جميع الساسة الإسلاميين المراجعة.

ممدوح اسماعيل

محامي ونائب برلماني مصري فى برلمان الثورة 2012

أحد أبرز وجوه التيار الاسلامي في مصر

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

المقالات الواردة فى باب الرأي تعبر عن أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن الموقع وسياساته التحريرية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.