ممدوح اسماعيل يكتب: المغفلون و لعبة تغيير الطغاة..هل انتهى الدرس؟

0 423

لم يكن ماحدث فى 23 يوليو عام 1952 ثورة مطلقا.. إنما حركة تغيير فى شكل الحكم تمت فى وقت فاصل فى إدارة القوى التى تحكم العالم من الإنجليز للأمريكان.. وقد عمل الأمريكان على تسليم السلطة للعسكر التابعين لهم فى مصر وانهاء عهد الملكية التابعة للانجليز (راجع كتاب ثورة يوليو الأمريكية وكتاب كلمتى للمغفلين )، وقد أكد ذلك مايلز كوبلاند فى كتابه ( لعبة الأمم) وسرد تفصيليا لقاءات عبد الناصر مع كيرميت روزفلت مدير المخابرات الأمريكية فى الشرق الأوسط قبل عام 52 وقد قام بإعداد هذه اللقاءات هيكل عليه من الله مايستحق.
و يؤكد ذلك ” جون رافيلانج ” فى كتابه إرتفاع وسقوط المخابرات المركزية. قائلا : ( وقد حضرت عدة اجتماعات في منزل الملحق العسكري الأمريكي بالزمالك مع جمال عبدالناصر، وكان الكلام يدور في مسائل خاصة بالتسليح والتدريب والموقف الدولي والخطر الشيوعي، وأن الولايات المتحدة سوف تساند أي نهضة تقوم في مصر.. وهذه الاتصالات بالسفارة الأمريكية كانت في الفترة من 1950-1952م) وهذا معلوم وعشرات الكتب كتبت ذلك.
كانت الفترة عقب الحرب العالمية الثانية هى فترة تبديل وتغيير للقوى التى تعادى الإسلام..وقد استوقفنى فى تلك الفترة ان جماعة الإخوان شاركت العسكر فى الانقلاب بل وحماية ظهر العسكر فى الشوارع عن طريق كشافة الإخوان، واتوقف واقول هل كانوا فى غفلة عن دور الولايات المتحدة الأمريكية؟
ام كانوا يعرفون وشاركوا؟
اسئلة كثيرة تجاهلها كثير من الاخوان الذين كتبوا المذكرات عن تلك الفترة، ولكن السؤال المحزن لماذا تجاهلوا الكتابة ؟
والأخطر لماذا لم يكتبوا ويحللوا ويوضحوا أسباب سكوت الجيش البريطانى عن التصدي لانقلاب العسكر ولديهم الآلاف من الجنود البريطانيين فى منطقة القناة !!!!!!؟؟؟؟؟
وماذا فعلوا حيال ذلك؟
ويزداد العجب فى تلك الذكرى السوداء لحكم العسكر لمصر أن الإخوان رغم ان مالديهم وقتها من ضباط فى الجيش والشرطة اكتفوا بدور كومبارس؟!!!
وتزداد المرارة مع صور ارشيفية توضح حالة انسجام الاخوان مع عسكر 52 ، ثم افتراس العسكر للإخوان بدون ذرة رحمة
وينفطر القلب ألما عندما أجد أن تغافل دروس أحداث 52 جعل الكارثة أكبر ومتوحشة ورهيبة فى 2013
والمصيبة عدم الاعتراف بالأخطاء وتكرارها بصورة دامية يدفع ثمنها الآلاف من المخلصين من أرواحهم وحرياتهم بل وأسرهم
ولكن الأنكى من كل ذلك ان الحالة الإسلامية كلما اقتربت من حالة تمكين للإسلام والحق والعدل يتم بترها بكل وحشية فتضيع مجهودات وتضحيات لا تقدر بثمن
ويضيع الأمل فى غد أفضل
مما يستوجب ان نتوقف ونفهم وندرس ونعى: أين مكمن الخلل؟
هل فى العقيدة؟
ام فى خبرة السياسة؟
أم فى الإمكانيات والقدرات؟
أم فى صناعة الرجال أصحاب الوعى؟
أم فى كل ذلك؟!!!
لأنه يكفى 69 عاما تعيشها الحالة الإسلامية فى السجون.. ولاتخرج للحرية إلا كزيارة ثم تعود للسجن مجددا !!
يكفى للحركة الإسلامية كأنهم راكبين فى قطار سائقه لايبصر يسيرون على قضبان سكك حديدية لا محطة عليها للتوقف إلا فى السجون، ثم يعودون لركوب القطار ذاته؟؟؟؟
لا اريد اجترار الأحزان من التاريخ والواقع المحزن..ولكننى أريد أن اقفز من مرارة الأحداث والتجربة الى الوعى بالواقع.. وماهو قادم
لأن الإسلام أمانة.. وأرواحنا أمانة.. وحريتنا أمانة.. ويجب ان نكون جديرين بحمل الأمانة.. ولايسرقها أعداء الإسلام تحت اى مسمى بغفلة وتقصير او خلل عقدى من جانبنا.

ممدوح اسماعيل- المحامي

سياسي ونائب برلماني مصري

نائب في برلمان الثورة 2012

أحد أبرز وجوه التيار الاسلامي المصري

@@@@@@@@@@@@@@@@@

مقالات الرأي تعبر عن آراء أصحابها، ولا تعبر بالضرورة عن الموقع أو سياساته التحريرية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.