لا تقدم ملموسا في جولة المباحثات الاستكشافية الثانية بين تركيا ومصر في أنقرة

0 520

قالت وزارة الخارجية التركية، الأربعاء، إن الجولة الثانية من المشاورات الاستكشافية بين القاهرة وأنقرة، أكدت رغبة البلدين في إحراز تقدم في قضايا محل نقاش، وتطبيع العلاقات، غير أن مصادر سياسية مصرية كشفت النقاب عن فشل الجانبين فى تحقيق تقدم ملموس في القضايا محل الخلاف مما أصاب الجانب المصري بالإحباط.


وأوضحت الخارجية التركية في بيانها أن الجولة الثانية من المحادثات عقدت في أنقرة الثلاثاء والأربعاء، برئاسة السفير سادات أونال، نائب وزير الخارجية التركي، ونظيره المصري حمدي لوزا، وأن “اللقاءات تناولت القضايا الثنائية وعددا من القضايا الإقليمية، بما في ذلك التطورات في ليبيا وسوريا وفلسطين و(منطقة) شرق (البحر) المتوسط” .


وتابعت: “أكد الجانبان رغبتهما في اتخاذ مزيد من الخطوات من أجل إحراز تقدم في القضايا التي تمت مناقشتها، وتطبيع العلاقات بين البلدين، واتفقا على مواصلة المشاورات”، فيما قالت وزارة الخارجية المصرية، الأربعاء، إن الجولة الثانية صدر عنها بيان مشترك أفاد بأن الوفدين تناولا “قضايا ثنائية، وعددا من الموضوعات الإقليمية، مثل الوضع في ليبيا وسوريا والعراق وفلسطين وشرق المتوسط” .


ووفق البيان المشترك “اتفق الطرفان على مواصلة تلك المشاورات والتأكيد على رغبتهما في تحقيق تقدم بالموضوعات محل النقاش، والحاجة لاتخاذ خطوات إضافية لتيسير تطبيع العلاقات بين الجانبين”

وكان وزير الخارجية التركي، مولودو تشاووش أوغلو، قد أكد الثلاثاء، أن المحادثات مع السعودية لا تزال جارية عبر قنوات مختلفة وأشار إلى إمكانية عودة السفراء بين تركيا ومصر وتحدث عن وجود مباحثات بين مسؤولين من تركيا والإمارات.

تركيا والإمارات

وقال وزير الخارجية التركي في مقابلة تلفزيونية مع قناة NTV نقلتها قناة TRT الرسمية التركية: “أعتقد أن علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية ستعود إلى طبيعتها الجيدة، إن اتُّخِذت خطوات من الجانبين”، حسب قوله. وكشف أوغلو أن المحادثات مع المسؤولين السعوديين لا تزال جارية عبر قنوات اتصال مختلفة مشيرا إلى أن نتائج هذه المباحثات إيجابية.

وفيما يخص العلاقات مع الإمارات، قال الوزير التركي: “تركيا لم تكن لديها مشكلة مع الإمارات، ولكن الأخيرة لسبب ما تعاملت بفتور وبروح معادية”، وأضاف: “العلاقات الدولية لا تقوم على عداوات دائمة أو صداقات دائمة”. وأكد أوغلو أن هناك مباحثات جارية بين مسؤولين من تركيا والإمارات وأردف: “وفي حال استمرار الزخم الإيجابي الحالي، فإن الأمور ستعود إلى مسارها السليم”، وفقا للقناة التركية.

وكان مستشار الأمن القومي في الإمارات، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، قد زار تركيا والتقى الر ئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما أجرى أردوغان اتصالا هاتفيا بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عقب سنوات من الفتور في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بسبب خلافات حول قضايا إقليمية عدة، أهمها الأزمتين الليبية والسورية بالإضافة إلى قضية الجماعات الإسلامية.

وبشأن مستقبل العلاقات بين أنقرة والقاهرة، قال وزير الخارجية التركي: “المفاوضات مستمرة عبر وفود من البلدين تجري زيارات متبادلة”، حسب قوله.

وأضاف وزير الخارجية التركي: “من الممكن الاتفاق على عودة السفراء، كما يمكننا التفاوض حول مناطق الصلاحية البحرية بما يحقق مكاسب حقيقية للقاهرة”، وأكد أن التعاون التجاري بين البلدين في تزايد مستمر.

من ناحيتها، كشفت مصادر مصرية خاصة لصحيفة ( العربي الجديد) كواليس متعلقة بجولة المباحثات الاستكشافية الثانية بين مصر وتركيا، التي استقبلتها أنقرة على مدار اليومين الماضيين. وأوضحت أن الجانب التركي عرض خلال المباحثات التمهيدية، التي جرت على مستوى استخباري، تبادل السفراء بشكل عاجل، كخطوة أولية، مع تقديم تسهيلات لمصر على صعيد عدد من الملفات التجارية والاقتصادية.

وأضافت المصادر أن هناك عدم ممانعة مصرية لتسريع وتيرة التقارب في العلاقات بين البلدين، ولكن شريطة تنفيذ بعض المطالب من جانب أنقرة، بهدف تحقيق انتصار شعبي من جهة، واختبار النوايا التركية من جهة أخرى.

إحباط مصري

ولفتت إلى أن رئيس الوفد المصري نائب وزير الخارجية السفير حمدي لوزا، حمل معه قائمة مطالب مصرية، قال انه قد تم وضعها بالتنسيق بين ثلاث جهات مصرية، هي مؤسسة الرئاسة المصرية، وجهاز المخابرات العامة، ووزارة الخارجية، ويأتي في مقدمها تسليم عدد من الأشخاص الصادرة بحقهم أحكاما نهائية في قضايا متعلقة بـ”الإرهاب”، بالإضافة إلى الحصول على إيضاحات ومعلومات من الجانب التركي بشأن تحركات ونشاطات معادية.

وكشفت المصادر عن حالة من الإحباط المصري، مؤخراً، بسبب ضغوط أميركية متعلقة بدفع العلاقات مع تركيا، مرجعة هذا الإحباط إلى أن الدفع الأميركي يأتي نحو منح أنقرة دوراً إقليمياً أوسع خلال الفترة المقبلة، وذلك رغبة من جانب واشنطن في الحصول على دعمها في عدد من الملفات الإقليمية التي تجد الإدارة الأميركية صعوبة في التعامل معها في الوقت الراهن.

وأشارت المصادر إلى أن السبب الآخر للإحباط المصري يعود لتفاهمات أميركية تركية، بشأن القوات الأجنبية الموجودة في ليبيا، حيث انتزعت أنقرة عدم ممانعة أميركية للقوات النظامية والخبراء العسكريين الأتراك الموجودين هناك، بعد فصلها التام بينهم وبين المرتزقة التابعين لها، وهو الأمر الذي تعترض عليه القاهرة، حيث تتمسك بمغادرة كافة القوات الأجنبية والمرتزقة.

وألمحت المصادر إلى إمكانية أن تكون عودة المطلب المصري لتسليم أنقرة مطلوبين لديها متعلقة بتعليق المباحثات، أو على الأقل بإبطاء وتيرتها، دون الدخول في أزمة مع الجانب الأميركي، خاصة في ظل العلم المسبق من جانب المسؤولين المصريين بالموقف التركي المتمسك بعدم تسليم أي مطلوبين على ذمة قضايا تحمل شبهة سياسية.

في مقابل ذلك، كشفت المصادر عن مكسب حققته مصر مؤخراً من وراء تلبية الدعوة التركية لجولة مباحثات ثانية، وأن هذا المكسب تمثل في تحريك ملف مشروع خط الأنابيب الذي سيربط حقل “أفروديت” القبرصي بمحطتي الإسالة المصرية في إدكو ودمياط تمهيداً للتصدير للأسواق الأوروبية، بعد أن توقف المشروع لصالح تعاون إسرائيلي قبرصي يوناني إماراتي.

ولفتت إلى أنه تم الاتفاق على البدء الفوري في تنفيذ المشروع خلال اجتماعات اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص التي أجريت في القاهرة على مستوى رئيسي البلدين عبد الفتاح السيسي، ونيكوس أنستاسيادس الأسبوع الماضي.

كذلك أشارت المصادر إلى اتخاذ خطوات عملية على صعيد ملف ربط الكهرباء بين مصر وقبرص، وهو المشروع الذي كانت تحوم حوله الشبهات أيضاً بسبب اتفاق ثنائي بين قبرص واليونان، لافتة إلى أن مصر سعت إلى تعظيم مكاسبها بتوظيف الأوراق المتوافرة لديها، من خلال الحصول على مكتسبات من قبرص قبل الذهاب إلى أنقرة، وفي المقابل تعظيم الضغوط على تركيا قبل انطلاق جولة المفاوضات في خطوة استباقية.

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري رهن استمرار بلاده بالاستمرار في مسار تطبيع العلاقات مع تركيا بإقدامها على تغيير المنهج، ومراعاة آراء القاهرة بشأن سياسات أنقرة المتصلة بالمصالح المصرية. وقال شكري، في يونيو/ حزيران الماضي، إن مصر خلال الحوار الاستكشافي الذي تم على مستوى نواب وزيري الخارجية، أبدت كل ما لديها من آراء متصلة بالسياسات التركية، وما نتوقعه من تغيير في المنهج حتى يتم تطبيع العلاقات مرة أخرى.

المصدر: الشادوف+ وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.