صحف عبرية تسأل: لماذا غاب وزير الدفاع المصري عن لقاء السيسي وبينيت في شرم الشيخ؟!

0 667

تساءل محللون وصحفيون اسرائيليون عن أسباب انضمام آفيف كوخافي، رئيس أركان جيش الاحتلال الاسرائيلي الى الوفد المرافق لرئيس الوزراء نفتالي بينيت خلال زيارته لمصر قبل يومين، فيما لم يشارك وزير الدفاع بيني غانتس، كما غاب عن تلك المباحثات أيضا نظيره المصري محمد زكي بينما شارك مدير المخابرات العامة اللواء عباس كامل.

ورغم ذلك، اتفقت صحف ووسائل إعلام عبرية على أن اللقاء الذي جمع الجنرال المصري عبد الفتاح السيسي برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في شرم الشيخ الاثنين الماضي كان لقاء”دافئاََ “، غير ان العديد من تلك الصحف ووسائل الاعلام قالت إن هذا “الدفء” يخبيء خلفه مواقف متباينة، حيث أن بعض المواقف منسجمة، بينما هناك خلاف حول ملفات عديدة.

وكما أشار موقع الشادوف فى أكثر من مناسبة، أكد خبراء ومحللون سياسيون واستراتيجيون اسرائيليون : “توجد للقاهرة مصلحة خاصة بتحسين العلاقات مع إسرائيل لكي تتوسط الأخيرة بين مصر والولايات المتحدة”.

ووفقا لصحيفة “هآرتس” فقد طالب بينيت الرئيس المصري بأن تقوم مصر بكبح جماح حركة “حماس” ووقف تعاظم قوتها، وزيادة المراقبة وتشديدها في معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة لمنع “تهريب الأسلحة والأدوات القتالية لحركة حماس”.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن “مصر ترى في العلاقة مع إسرائيل وحجة إعادة إعمار قطاع غزة مساراً وطريقاً إلى البيت الأبيض، لأنها بحاجة لهذه العلاقة لتخفيف ورفع الضغوط الموجهة ضد مصر في مسألة انتهاك حقوق الإنسان”.

وأكدت “هآرتس” مطالبة بينيت للسيسي بتشديد المراقبة على معبر رفح “لمنع تهريب الأسلحة لصالح حماس”. ونقلت عن مصدر سياسي قوله إن “تهريب السلاح إلى قطاع غزة يقلّص مفاعيل الإنجازات الإسرائيلية في العدوان الأخير على غزة في أيار/مايو، ويضر بقوة الردع الإسرائيلية”.

من ناحيتها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن السيسي استخدم كل مهاراته منذ كان ضابطاً في الاستخبارات لجمع كل معلومة ممكنة عن بينيت.

ووفقاً لمحللة الشؤون العربية في الصحيفة سمدار بيري فإن الرواية الإسرائيلية حول اللقاء تحدثت حول مطلب بينيت بأن “تعيد حركة حماس جثتي الجنديين الإسرائيليين والمواطنين الإسرائيليين، وأن إسرائيل تستعد لنقل مساعدات إلى قطاع غزة”.

وتساءلت بيري “ماذا قالا ( السيسي وبينيت في لقائهما المنفرد) عن إيران مثلا؟!! وعن نقل الغاز الإسرائيلي من إسرائيل إلى لبنان عن طريق مصر؟! وماذا يعتقدان حيال الوضع في سوريا؟! وحول مصادر مياه النيل التي تصب في سد أسوان وما وصفته ب” تقاسم مياه الشرب مع مصر؟!! وحول مشاكل الإرهاب؟! وحول باقي المواضيع المعقدة التي تشغل كل من الزعيمين، أو كلاهما؟ لن نعلم”.

وتابعت بيري أن مواقف مصر وإسرائيل حيال “الخطر الإيراني والوضع المعقد حيال تركيا، ليست متباعدة”. فقد كرر السيسي أمام بينيت الحديث عن الدور التركي في ليبيا.

وأفادت بأن السيسي طلب من بينيت استغلال علاقات إسرائيل الجيدة مع اثيوبيا “وإقناع أديس أبابا بعدم المس بضخ مياه النيل الأبيض والأزرق إلى مصر”.

ولفتت بيري إلى أن اللقاء كان مليئاً بالرموز. فقد مارس بينيت ضغوطاً على مصر بهدف عقد اللقاء في العاصمة المصرية القاهرة، التي يعقد فيها السيسي لقاءاته مع زعماء الدول، والتقى فيها مؤخراً مع ملك الأردن والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وليس في منتجع شرم الشيخ غير الرسمي.

لقاء سلام دولي في مصر
وتابعت بيري أن السيسي ألمح لبينيت أنه يعتزم عقد “لقاء سلام دولي”، وقال إن “مصر ستجمع كافة الأطراف وتقود العملية، لكن ليس واضحاً متى سيحدث ذلك”. ورأت أن هذه الأقوال كانت رسالة السيسي إلى الإدارة الأميركية.

وأضافت بيري أن لقاء السيسي وبينيت على انفراد بحضور مترجمين اثنين فقط، “لم يشعر السيسي بأنه آمن مع الشريك الإسرائيلي الجديد” من الناحية السياسية. والدليل هو أنه لو كان هذا لقاء عادي وليس اختباراً، لسمح بحضور وسائل إعلام. لكن مستشاري السيسي قرروا عدم المراهنة، وأن يتفق السيسي مع بينيت حول التصريحات للصحافيين في نهاية اللقاء، والباقي يبقى سرياً”.

ووفقاً للمحلل السياسي في موقع “واللا” باراك رافيد فإن لقاء السيسي وبينيت دام ثلاث ساعات، “تحدثا خلالها حول التوتر في غزة، والعلاقات مع السلطة الفلسطينية، والملف الإيراني، والتعاون الأمني الإسرائيلي-المصري. وكما في لقائه الأول مع الرئيس الأميركي جو بايدن خصص بينيت قسماً كبيراً من الوقت للتعارف الشخصي مع السيسي”.

وأشار رافيد إلى أن السيسي “صان علاقات شخصية جيدة مع بنيامين نتنياهو”، لكن الأخير لم ينجح في جعل السيسي يدعوه إلى لقاء معلن في القاهرة، “بسبب رفض نتنياهو طلباً مصرياً بأن ترافق زيارة كهذه مبادرات حسن نية إسرائيلية في المجال الفلسطيني”.

وقال رافيد إن “الوضع معاكس في حالة بينيت. فالمصريون هم الذين بادروا إلى دعوته إلى زيارة علنية ولم يطلبوا مقابلاً في الموضوع الفلسطيني. حيث بذلت مصر جهوداً غير مسبوقة من أجل الإعلان عن زيارة بينيت. ونفذوا سلسلة طويلة من مبادرات إبداء حسن النوايا التي لم تظهر في العلاقات بين إسرائيل ومصر خلال السنوات الماضية. وبدا السلام البارد بين إسرائيل ومصر أدفئ أكثر من أي وقت مضى على مدار ساعات معدودة”.

وتابع: “رغم أن إسرائيل طلبت الحفاظ على سرية اللقاء إلى حين عودة بينيت إلى إسرائيل، فقد أعلنت الرئاسة المصرية عن اللقاء فور إقلاع طائرة بينيت من تل أبيب متوجهة إلى شرم الشيخ. وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس المخابرات عباس كامل، باستقبال بينيت في المطار ورافقاه إلى الجناح الرئاسي”.

كذلك نشر المصريون صوراً ومقاطع فيديو من اللقاء إلى وسائل الإعلام المحلية. “وهذا ليس أمراً مفهوما تلقائياً في مصر التي توجد فيها حركة مدنية قوية ضد التطبيع مع إسرائيل”.

ورأى رافيد أن “الدفء المصري وعلنية الزيارة ليسا مرتبطين ببينيت والسيسي. فالرئيس المصري بحاجة إلى إسرائيل أكثر من أي وقت مضى. ولذلك فإن علاقات جيدة مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة بالنسبة له هي أمر بالغ الأهمية من الناحيتين السياسية والأمنية. حيث يحتاج المصريون إلى مساعدة إسرائيلية للتوسط مع الجانب الأميركي في عدد من القضايا.

واعتبر أن “اللقاء بتوقيته الحالي يخدم مصالح السيسي. فمصر تريد ترسيخ مكانتها كوسيط في تحقيق تهدئة طويلة المدى بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة”.

أفاد المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، إلى أن السيسي ونتنياهو التقيا “مرات كثيرة”، وقسم من هذه اللقاءات عقدت في الاراضي المصرية في السر، بناء على طلب السيسي. “وقد توثقت العلاقات في العقد الأخير، رغم أن القليل من ذلك خرج إلى العلن. وقدّر السيسي ونتنياهو بعضهما كحليفين ووسعا التعاون الأمني والاستخباراتي بين الدولتين”.

وأضاف هرئيل أن “مصر قدرت مساعدة إسرائيل لها، في العام 2013، عندما اقنعت إدارة أوباما بعدم فرض عقوبات واسعة على القاهرة، على الرغم من أن السيسي وجنرالاته نفذوا انقلابا ضد حكومة محمد مرسي المنتخبة”.

ورأى هرئيل أن “اللقاء بتوقيته الحالي يخدم مصالح السيسي. فمصر تريد ترسيخ مكانتها كوسيط في تحقيق تهدئة طويلة المدى بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، وربما أيضا كمن تطلق مبادرة سياسية في القناة الإسرائيلية – الفلسطينية. وفي الخلفية، هناك العلاقات المشحونة بين مصر والولايات المتحدة، إثر عدم ارتياح إدارة بايدن حيال انتهاك النظام في القاهرة لحقوق الإنسان. وحكومة بينيت – لبيد موجودة في الجانب الإيجابي من المعادلة بنظر الأميركيين. وإظهار علاقات جيدة مع إسرائيل من شأنه مساعدة الرئيس المصري في واشنطن”.

واعتبر هرئيل أن “رد الفعل الإسرائيلي على إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة كان مدروسا ومنضبطا نسبيا، كما أن الحكومة (الإسرائيلية) تراجعت تدريجيا عن سياستها المعلنة التي بموجبها سيكون هناك رد فعل عسكري على اي بالون حارق يطلق من القطاع. وضبط النفس مرتبط بالاتصالات مع مصر. ويتعين على إسرائيل ان تثبت في البداية للسيسي أنها تمنح فرصة لجهوده في الوساطة. وحتى لو تم استنفادها ولم تسفر عن وقف إطلاق نا أكثر استقرارا، فإن تصعيد آخر محتمل”.

ويتزايد التوتر في القطاع على خلفية الإجراء الذي فرضته إسرائيل على المنحة المالية القطرية، بحيث لا تدفع رواتب موظفي حماس، بمبلغ 10 ملايين دولار شهريا. وأشار هرئيل إلى أنه “طالما لا يتم الاتفاق حول ذلك، يتوقع استمرار تقطير القذائف الصاروخية. كما أن حماس تطلب تسريع خطوات إعادة الإعمار في القطاع، من خلال الالتفاف على مطلب إسرائيل بالاتفاق حول تبادل أسرى. والفجوات بين الجانبين حول صفقة كهذه تبدو كبيرة الآن”.

المصدر: الشادوف+إعلام عبري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.