حكومة الكيان تقرر تأجيل”مسيرة الأعلام” بالقدس حتى الثلاثاء المقبل

0 373

قرر مجلس الوزراء المصغر لحكومة الاحتلال الإسرائيلية مساء اليوم، الثلاثاء، تأجيل “مسيرة الأعلام” الاستفزازية في مدينة القدس المحتلة، حتى يوم الثلاثاء 15 حزيران/ يونيو الجاري، على أن تقام بموجب مخطط يتوافق عليه المستوطنون مع قيادة الشرطة.

جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، الذي انعقد في ظل إصرار رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على إقامة مسيرة المستوطنين، يوم الخميس المقبل، رغم تحذيرات الأجهزة الأمنية من أن تؤدي المسيرة إلى “تأجيج الأوضاع الأمنية”.

ولفت الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى ما وصفه بـ”مناقشات حادة” بين نتنياهو، وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، خلال جلسة الكابينيت، لتعلق الجلسة، ويعقد نتنياهو وغانتس اجتماعا ثنائيا توصلا خلاله إلى تسوية بتأجيل المسيرة.

وجاء في بيان صدر عن الكابينيت أن “رئيس الحكومة، نتنياهو، يرى أهمية التوصل لإجماع واسع النطاق حول إجراء ‘مسيرة الأعلام‘ ولذا أوقف جلسة الكابينيت للقيام باستراحة قصيرة وتوجه إلى وزير الأمن، غانتس، من أجل التوصل إلى هذا الإجماع”.

وأضاف البيان “ثم طرح نتنياهو وغانتس على الكابينيت القرار التالي الذي تمت المصادقة عليه: سيتم إجراء ‘مسيرة الأعلام‘ يوم الثلاثاء الموافق 15 حزيران/ يونيو، بموجب مخطط سيتم الاتفاق عليه بين الشرطة ومنظمي المسيرة”.

وخلال جلسة الكابينيت، أوصى كل من رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، نداف أرغمان، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شفتاي، بعدم إقامة المسيرة وفقا للمخطط الأصلي الذي يقضي بالدخول إلى البلدة القديمة من باب العامود والمرور من الحي الإسلامي وصولا إلى باحة حائط البراق.

وبحسب “يديعوت أحرونوت” فإن نتنياهو وافق على تأجيل المسيرة بعد أبدى ووزارء الليكود إصرارا على إقامة المسيرة يوم الخميس من الأسبوع الجاري في ساحة باب العامود؛ “لكنه أدرك أنه لن يتمكن من حسم المسألة في الكابينيت إذ لا يحظى بأغلبية داخل المجلس، لذلك فضل حلاً توافقيا مع ‘كاحول لافان‘”.

ونقلت القناة العامة الإسرائيلية (“كان 11”) عن مصادر مطلعة، أن نتنياهو شدد في محادثات مغلقة على ضرورة إقامة مسيرة المستوطنين في القدس بمسارها المقترح من قبل المنظمات الاستيطانية. وقال نتنياهو: “نحن لا نستسلم لحركة حماس. أعتقد أن المسيرة يجب أن تُقام كما هو مخطط لها، وليس المقصود من هذا القرار إحباط إقامة الحكومة الجديدة على عكس ما يقال”.

من ناحيته، اعتبر وزير الأمن الداخلي، أمير أوحانا، أن “الهدف المعلن من عملية ‘حارس الأسوار‘ (الحرب الأخيرة على قطاع غزة) هو تعزيز الردع؛ ما الرسالة التي نرسلها لحماس بإلغاء مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس؟ نحن نمنح بذلك حركة حماس صورة نصر”. وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين : “لن نستسلم، يجب إقامة المسيرة بأي ثمن”.

وفي هذا الإطار، شن حزبان دينيان (حريديم) في إسرائيل، الثلاثاء، هجوما غير مسبوق على زعيم حزب “يمينا” (يمين)، نفتالي بينيت، الرئيس المحتمل للحكومة المقبلة، على خلفية تحالفه مع أحزاب من الوسط واليسار، وفق إعلام عبري.

جاء ذلك خلال اجتماع طارئ عقدته قيادة حزبي “شاس” و”يهدوت هتوراه” (يهودية التوراة)، عقب إعلان ياريف ليفين، رئيس “الكنيست” (البرلمان- 120 نائبا)، عن تحديد الأحد المقبل موعدا للتصويت على منح الثقة للحكومة. وهذان الحزبان هما جزء من الائتلاف الحكومي، بقيادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو.

وقال الحزبان إنهما سيبذلان كل ما بوسعهما داخل وخارج إسرائيل للتحذير من “حكومة اليسار العلماني”، بقيادة بينيت، بحسب ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.

وتضم الحكومة المرتقبة 8 أحزاب من اليمين والوسط واليسار، بينها حزب عربي، للمرة الأولى منذ قيام دولة إسرائيل، عام 1948، على أراضٍ عربية محتلة. وهذه الأحزاب هي: “هناك مستقبل” (17 نائبا)، و”أزرق- أبيض” (وسط- 8) و”يمينا” (7) و”العمل” (يسار-7)، و”إسرائيل بيتنا” (يمين- 7)، و”أمل جديد” (يمين- 6)، و”ميرتس”(يسار-6)، والقائمة العربية الموحدة (4).

واعتبر رئيس حزب “شاس”، آريه درعي، أن الحكومة المرتقبة تشكل خطرا على “شكل وهوية الدولة اليهودية”.

وقال وزير البناء والإسكان، أحد قيادي “يهدوت هتوراه”، يعقوب ليتسمان، إن الحديث يدور عن “حكومة يسار متطرفة ضلت طريقها وضميرها”. ودعا بينيت إلى خلع “الكيبا” (طاقية يعترمها المتدينون اليهود)، معتبرا أنه “عار عليها”.

وفي حال ترأس الحكومة، فسيصبح بينيت أول رئيس وزراء إسرائيلي متدين يعتمر “الكيبا” بشكل دائم، إذ اعتمرها بعضهم، مثل نتنياهو، في مناسبات دينية. واعتبر موشيه غافني، رئيس “يهدوت هتوراه”، أن بينيت يمثل “الشر”، داعيا ناخبي اليمين إلى مقاطعة حكومته.

ومعلقا على هذا الهجوم، قال بينيت: “منذ عام واحد فقط، عندما تم تشكيل حكومة الوحدة الحالية، بقي “يمينا” في الخارج وجلس الحريديم في الداخل. لم تروني أدعو غافني إلى خلع الكيبا”.

وتابع: “لن يعلمنا أعضاء الكنيست الحريديم ما هي اليهودية وبالتأكيد ما هي الصهيونية. كرئيس للوزراء، سأعتني بالجمهور الحريدي وعالم التوراة”. ويتسم “الحريديم” بلباسهم الأسود وإطالة خصال من شعر الرأس، ويمثلون نحو 10 بالمئة من سكان إسرائيل، البالغ عددهم حوالي 9 ملايين نسمة، ويعرفون بأنهم طائفة “متشددة دينيا”.

وسيحدث تناوب على رئاسة الحكومة المحتملة، بحيث يترأسها بينيت حتى 27 أغسطس/شباط 2023، ثم يائير لابيد، زعيم “هناك مستقبل”، حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2025، بحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.

وفي حال منح “الكنيست” الثقة لهذه الحكومة (بأغلبية 61 نائبا)، فستنهي 12 عاما من حكم نتنياهو، كأكثر رئيس وزراء إسرائيلي بقاءً في السلطة.

المصدر: الشادوف+وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.