بيسان عدوان تكتب: الربيع العربي وطوفان الأقصى..الصراع بين ثورة وثورات مضادة

0 351

كشف موقع اكسيوس الأميركي عن اجتماع سري عُقد بين قادة الجيوش لكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر والأردن وبين رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي في البحرين تحت رعاية أمريكية، يعكس بوضوح الصورة الأوسع لتحالف هذه الدول مع “إسرائيل” لإخضاع المنطقة وإذلالها، ونزع كل مقومات صمودها أمام طوفان الأقصى.

فهذه الدول التي شاركت في الاجتماع، والتي تُعرف باسم “دول الثورات المضادة”، تسعى بشكل حثيث إلى القضاء على أي انتفاضة أو ثورة شعبية تهدد استقرارها وسيطرتها، وذلك بالتعاون الوثيق مع الكيان الإسرائيلي. فقد أثبتت تجربة الربيع العربي أن هذه الدول لا تتردد في قمع أي حراك شعبي، وتستعين بالمحتل الصهيوني لتحقيق أهدافها الاستبدادية.

وفي هذا الإطار، فإن الاجتماع الذي عُقد في البحرين يهدف إلى تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين هذه الدول وإسرائيل، بما يُمكنهم من مواجهة أي تهديد للنظام القائم، سواء كان ذلك على الصعيد الداخلي أو الإقليمي. فالأهداف المشتركة بين هذه الدول وإسرائيل تتمثل في الحفاظ على السيطرة والهيمنة في المنطقة، والتصدي لأي محاولة لتحرير الشعوب من قبضة الاستبداد والاحتلال.

لقد وضعت حرب الطوفان مخطط هذه الدول على المحك، وهددت مجدداً شرعيتهم. فالانتفاضة الشعبية الفلسطينية التي انطلقت في القدس والضفة الغربية، والتي تحولت إلى ثورة شعبية تجتاح كل أنحاء فلسطين المحتلة، تمثل تهديداً مباشراً لمشروع هذه الدول وشريكها الإسرائيلي. لذلك، كان من الضروري عقد هذا الاجتماع السري لبحث سبل التعاون الأمني والعسكري في مواجهة هذا “طوفان الأقصى”.

إن هذا الاجتماع يؤكد أن دور هذه الدول لا يقتصر على قمع حراكاتها الداخلية فحسب، بل يتعدى ذلك إلى المشاركة في المشروع الاستعماري الصهيوني في المنطقة. فهي تُشكل جزءاً لا يتجزأ من الحلف الاستراتيجي الذي تقوده إسرائيل، بهدف إذلال الشعوب وسلب حقوقها، وفرض الهيمنة والسيطرة الإقليمية. وهذا ما يجعل من مواجهة هذا التحالف الخطير، والوقوف في وجه مخططاته، ضرورة ملحة لإنقاذ المنطقة من براثن الاستبداد والاحتلال.
إن تعاون هؤلاء القادة العسكريين من دول الثورات المضادة مع رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، في ظل الرعاية الأمريكية، يؤكد أن هذه الدول قد باتت شريكة في المشروع الاستعماري الصهيوني في المنطقة. فالهدف المشترك بينهم هو إخضاع الشعوب وإذلالها، والقضاء على أي محاولة لتحرير الأرض والإنسان من براثن الاحتلال والاستبداد.

وفي اليوم التالي لاندلاع حرب الطوفان في فلسطين، فإن هذا الاجتماع السري يأتي ليؤكد أن هذه الدول لن تتردد في المساهمة بشكل مباشر في قمع هذه الانتفاضة الشعبية. فهي تدرك أن انتصار الثورة الفلسطينية سيكون بمثابة ضربة موجعة لمشروعها الاستبدادي، وسيفتح الباب أمام موجات جديدة من الصحوة الشعبية في المنطقة.

لذلك، فإن مواجهة هذا التحالف الخطير بين دول الثورات المضادة وإسرائيل تُعد ضرورة ملحة لحماية المنطقة من الانهيار التام. وهذا يتطلب تنسيقاً عربياً واسعاً، وتوحيد الجهود لإفشال مخططات هذه الدول وشريكها الصهيوني. كما يجب على الشعوب الثائرة في فلسطين والمنطقة أن تدرك أن نضالهم هو جزء لا يتجزأ من نضال الأمة العربية والإسلامية ضد الاحتلال والاستبداد.

في الختام، إن هذا الاجتماع السري يؤكد أن دول الثورات المضادة قد أصبحت شريكة في المخطط الإمبريالي الصهيوني لإخضاع المنطقة. وهذا ما يجعل من مواجهة هذا التحالف الخطير ضرورة ملحة لحماية الشعوب من براثن الاحتلال والاستبداد، وتحقيق آمالهم في الحرية والكرامة.

بيسان عدوان

صحافية وناشرة فلسطينية

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الآراء التي تأتي فى إطار مقالات الرأي تعبر عن صاحبها، ولا تمثل بالضرورة آراء الموقع وسياساته التحريرية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.