بعد فيديو الأسير..حماس تعرض صفقة لتبادل الأسرى على الوسطاء الدوليين

0 789

أكدت مصادر فلسطينية، اليوم الثلاثاء، أنّ حركة المقاومة الاسلامية “حماس” أبلغت الوسطاء أنها مستعدة لتنفيذ صفقة تبادل إنسانية عاجلة للأسرى، وأن المقاومة توافق، بموجب الصفقة، على إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي المريض ( هشام السيد) مقابل الأسرى المقاومين من المرضى من سجون الاحتلال، وترحّب بأي وساطة دولية في هذا الإطار.

ونشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، اليوم، مَشاهد للجندي في “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، الأسير لديها، هشام السيّد، وهو واحد من بين القسام 4 جنود للاحتلال الإسرائيلي قامت كتائب القسام بأسرهم خلال العدوان الاسرائيلي على غزة بين عامي 2012 و 2016.

كما عرضت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء اليوم، الثلاثاء، مشاهد مصورة للأسير هشام السيد (34 عاما)، من بلدة حورة، والذي كان قد وقع بأسرها بعد أن دخل إلى قطاع غزة في نيسان/ أبريل 2015.

وهذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها حركة “حماس” مشاهد مصورة للأسير السيّد. إذ عادة ما تتحفظ الحركة عن الإفصاح عن مصير المحتجزين الإسرائيليين الأربعة لديها أو عن وضعهم الصحي.

ويأتي ذلك بعد أن كان الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، قد أعلن أمس، عن “تدهورٍ طرأ على صحة أحد أسرى العدو” الإسرائيلي لدى حماس، في إعلان أثار ضجة واسعة في إسرائيل، ووصفته الصحافة الإسرائيلية بـ”الاستثنائي”.

وظهر الأسير (هشام السيد) في المشاهد التي عرضها الإعلام العسكري لحركة “حماس”، في مقطع مدته 39 ثانية، مستلقيا على سرير وهو يضع قناع تنفس تم وصله بأنبوبة أكسجين، كما تم ربط ذراعه اليسرى بمصل سائل عبر القسطرة الوريدية. واستعرض المقطع بطاقة الهوية الخاصة بهشام السيّد.

وفي تعقيبه على المقطع المصور، اتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، حركة حماس باحتجاز “مدنيّين مضطربين نفسيًا، مريضين ويعانيان، خلافًا لجميع المواثيق والقوانين الدولية”.

واعتبر بينيت أن بث مقطع فيديو يوثق أسيرا مريضا يعتبر “عملا شنيعا ويائسا”، وحمل حماس المسؤولية عن حالة “المدنيَين الأسيرَين”، مشددا على أن “هشام السيد ليس جنديا، لكنه مواطن إسرائيلي مصاب نفسيا عبر الحدود إلى قطاع غزة عدة مرات من قبل”.

وزعم بينيت أن “حماس تعطل أي فرصة للتوصل إلى اتفاق (حول صفقة تبادل أسرى)”، معتبرا أن “أنشطة حماس دليل على أنها منظمة إرهابية”.

اتهامات لحماس بابتزاز اسرائيل

بدوره، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية الوشيك، وزير الخارجية، يائير لبيد، إن “إسرائيل تعتبر حركة حماس مسؤولة بشكل مباشر عن حالة مواطنيها الذين تعتقلهم في انتهاك للقانون الدولي”.

ودعا لبيد “المجتمع الدولي، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات التي تتعامل مع المرضى النفسيين، إلى إدانة حماس لسلوكها اللاإنساني والمطالبة بالتصرف وفق القانون الدولي والإفراج عن المدنيين والجثتين التي تحتجزهما”.

من جانبه، شكك وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، بـ”مصداقية” الفيديو الذي بثته حركة حماس، وقال إنه يهدف إلى “الابتزاز”، وأضاف في تغريدة على “تويتر”، أنه “حماس مسؤولة عن حالة الأسيرين المدنيين، هي تدفع وستستمر في دفع ثمن الإرهاب الذي تنشره”.

ومساء أمس، الإثنين، قال بينيت إن إسرائيل ستواصل جهودها لاستعادة أسراها لدى حركة حماس في قطاع غزة، وذلك في بيان صدر عن مكتبه عقب إعلان القسام عن “تدهور” طرأ على صحة أحد الأسرى الإسرائيليين لديها.

وبعد صدور إعلان أبو عبيدة حول الحالة الصحية لأحد الأسرى (لم يكشف عن هويته)، أفادت هيئة البث الإسرائيلي (“كان 11”) بأن تعليماتٍ تم توجيهها للوزراء في حكومة بينيت تقضي بعدم التعليق على إعلان حماس في وسائل الإعلام والامتناع عن التصريح في هذا الشأن.

واتّهم بينيت حماس باحتجاز “مدنيّين مضطربين نفسيًا، وجثث جنديّين خلافًا لجميع المواثيق والقوانين الدولية”. وأضاف أن “حماس تتحمّل المسؤولية عن حالة المدنيَين الأسيرَين”. وتابع: “ستواصل إسرائيل بذل جهودها، من خلال الوساطة المصرية، من أجل استعادة الأسرى والمفقودين”.

وبحسب منظمة “مسلك” الإسرائيلية، الخاصة بالدفاع عن حرية الحركة، فقد دخل السيد وهو من بلدة حورة في النقب، إلى قطاع غزة في 20 نيسان/ أبريل 2015، عبر ثغرة في السياج الفاصل بين مناطق الـ48 وشمالي القطاع، دون أن يعرف شيء عن مصيره منذ ذلك الحين.

غير مناسب للخدمة العسكرية

وذكرت مصادر محلية إلى أن السيّد أنهى دراسته الثانوية، وتطوع للخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي في آب/ أغسطس 2008، ولكن تم تسريحه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 لأنه “غير مناسب للخدمة”، وأفادت المصادر بأنه سُرّح بسبب “وضعه النفسي”.

وبحسب الرواية الإسرائيلية فإن الأسرى الأربعة هم جنديان تعتبرهما إسرائيل مقتولين (هدار غولدن وشاؤول آرون) بالإضافة إلى مواطنين مدنيين تعتبرهما السلطات الإسرائيلية على قيد الحياة (أبرا منغستو وهشام السيد).

وأسر مقاتلو كتائب القسام الجندي آرون في عملية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي شرقي حي التفاح شرق غزة، وقعت بتاريخ 20 تموز/ يوليو 2014 أثناء الحرب الإسرائيلية على القطاع؛ فيما أُسر الجندي غولدن، في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة، في الأول من آب/ أغسطس 2014.

وقد أعاد الفيديو المصور الذي بثته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الثلاثاء 28 يونيو/حزيران 2022، للأسير الإسرائيلي هشام السيد (34 عاما)، أعاد إلى الواجهة مجددا قضية الأسرى الذين تحتجزهم حماس وملف صفقة التبادل.

فبعد ساعات من إعلان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، عن “تدهور طرأ على صحة أحد أسرى العدو” الإسرائيلي لدى حماس، عرضت الحركة لأول مرة مشاهد مصورة لهشام السيد الذي دخل قطاع غزة وتم أسره في أبريل/نيسان 2015.

من هو هشام السيد؟

ينحدر السيد من عائلة بدوية، وهو الولد الأكبر بين 8 أخوة وأخوات، حيث ولد وترعرع في قرية السيد مسلوبة الاعتراف، التي تم دمجها لاحقا مع بلدة حورة في النقب المحتل. دخل السيد إلى قطاع غزة يوم 20 أبريل/نيسان 2015، عبر ثغرة في السياج الأمني الفاصل.

وتظهر مستندات من ملفه الطبي -لدى عيادة إسرائيلية- أن السيد يعاني مشاكل في السمع، فأصبح منذ عام 2007 فاقدا السمع، كما يعاني الدوار والطنين، وأوضحت المستندات الطبية التي استعرضتها منظمة هيومن رايتس ووتش أنه يعاني، منذ عام 2009، من “اضطراب في الشخصية واضطرابات سلوكية وعاطفية غير محددة”.

في عام 2010، تم تشخيص حالة هشام السيد بأنه يعاني من “اضطراب ذهني حاد”، في حين أظهر التشخيص النهائي لحالته النفسية عام 2013 أنه يعاني “الانفصام”.

ودائما ما كان يقول السيد للأطباء إن هناك صوتا في رأسه يخبره بما يجب فعله، ولا يمكنه السيطرة عليه؛ إذ أظهرت الملفات أن الشرطة الإسرائيلية ألقت القبض عليه وهو يقفز من على سياج في تل أبيب، من أجل الوصول إلى سيارات الأجرة الفلسطينية لتنقله إلى الأردن، حيث قال في مناسبة أخرى بعد إخضاعه للتحقيق بحادث شبيه أنه “يريد الذهاب إلى الأردن أو تايلند والعيش هناك، من أجل رؤية المسلمين واليهود معا”.

ورغم مرضه النفسي والاضطرابات التي كان يعاني منها، فإنه بين عامي 2008 و2013، فُقدت آثاره عدة مرات في مصر والأردن، حيث سافر هشام السيد أكثر من مرة إلى الأردن وهناك كانت تفقد آثاره، وكان يتم العثور عليه، كما فقدت آثاره مرات عديدة في مصر، حيث كانت تتم إعادته إلى البلاد بعد أن تسلمه السلطات الأردنية والمصرية إلى السلطات الإسرائيلية.

ويوم 20 أبريل/نيسان 2015، غادر السيد منزل عائلته في حورة من دون أن يخبر أي أحد من أفراد عائلته إلى أين وجهته، وغاب لعدة أيام ولم يعد للمنزل، بحثت العائلة عنه في أماكن عدة ومنها وراء الحدود في الأردن لكن من دون جدوى، حتى بُلغت العائلة أنه وقع أسيرا في قبضة حماس، وترقب العائلة صفقة تبادل تمكّن عودة السيد إليها.

المصدر: الشادوف+وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.