بايدن واردوغان وراء إلغاء مشاركة السيسي في اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك

0 1٬811

أعلنت مصادر عربية وتركية فشل الجهود التي بذلت مؤخرا لعقد لقاء ثنائي بين السيسي و الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، على هامش اجتماعات الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك التي تفتح أعمالها الأربعاء الموافق 14 سبتمبر/ أيلول الحالي، وكذلك رفض الجانب الأمريكي عقد لقاء مماثل بين السيسي والرئيس الأمريكي جو بايدن، وإبلاغ البعثة الدبلوماسية المصرية لدى الأمم المتحدة بتعذر إجراء تلك الاجتماعات بشكل نهائي.

وقالت المصادر التي تحدث معها موقع الشادوف الإخباري شريطة عدم الكشف عن هويتها كونها غير مخولة بالحديث لوسائل الاعلام إن هذه الإلغاءات هي التي دفعت السيسي لإلغاء زيارته المرتقبة لنيويورك واستبدالها بزيارة قطر التي تبدأ الثلاثاء وتستمر لمدة يومين يلتقي خلالها أمير قطر تميم بن حمد آل ثان وكبار المسؤولين القطريين،

وأشارت المصادر أن زيارة قطر تأتي في إطار ما وصفته بمحاولات حفظ ماء الوجه لدى القيادة المصرية بعد أن تم خلال الساعات القليلة الماضية إبلاغ البعثة المصرية بردود نهائية من أنقرة وواشنطن تتضمن تعذر عقد اجتماعات بين السيسي وكل من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وبين السيسي والرئيس الأمريكي جو بايدن.

وأوضحت المصادر الى انه فيما تذرع الجانب الأميركي بأجندة الرئيس بايدن المتخمة بجدول مزدحم تم الترتيب له منذ فترة طويلة، فإن الجانب التركي عرض على المصريين صيغ تتضمن تفاهمات بين الجانبين المصري والتركي تتعلق بالموقف في ليبيا والعلاقات الثنائية يتم الاعلان عنها عقب الاجتماع غير المسبوق بين السيسي واردوغان، غير ان الرئاسة المصرية اعتبرت تلك التفاهمات تضر بالمصالح المصرية في ليبيا.

وأكدت المصادر ان القناة الاستخباراتية التي تضم مسؤولين رفيعي المستوى من البلدين والتي دشنت التواصل بين الجانبين المصري والتركي، اقترحت الاكتفاء بلقاء بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره التركي مولود شاووش أوغلو على هامش تلك الاجتماعات، في محاولة لانقاذ الجهود التي بذلتها على مدار الشهور الماضية لتذليل العقبات أمام استعادة العلاقات بين القاهرة وأنقرة.

يذكر أن مصادر مصرية كانت قد كشفت مؤخرا لـصحيفة “العربي الجديد” عن مقترح تركي لترتيب لقاء بين السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلة إن المقترح “قوبل بعدم ترحيب مصري”، إذ “فضلت القاهرة إرجاء مثل تلك الخطوات حتى يتم التوصل لتفاهمات بشأن الخلافات الكبرى بين البلدين”.

غير أن المصادر التي تحدثت الى الشادوف أكدت ان مزاعم الجانب المصري بخصوص رفض اللقاء بين السيسي واردوغان غير صحيحة، بل أن العكس هو الصحيح حيث كان الجانب المصري يلح كثيرا في ضرورة اتمام الاتفاق على كافة تفاصيل اللقاء، وأن الجانب التركي، “عرض ثمنا سياسيا باهظا على المصريين مقابل عقد لقاء غير مسبوق بين السيسي واردوغان.”

ووفقاً للمصادر، وفي ذات السياق، فإن “عدداً من القادة الأوروبيين الذين كان مقرراً حضورهم اجتماعات الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذين كان من المقرر أيضاً أن يلتقيهم السيسي في اجتماعات عمل ثنائية، قرروا في اللحظات الأخيرة عدم حضور القمة لارتباطات داخلية في بلادهم”.

ونقلت صحيفة العربي الجديد عمن وصفته بدبلوماسي مصري سابق قوله: “من المتوقع أن تخفض معظم الدول الأعضاء بالأمم المتحدة مستوى تمثيلها في اجتماعات الجمعية العامة، لا سيما الدول الكبرى، بسبب الأزمات الكبيرة التي تواجهها القارة الأوروبية مع اقتراب فصل الشتاء، في ظل نقص حاد في إمدادات الغاز الطبيعي، وذلك على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، مما يؤثر بشدة على إنتاج الكهرباء. ولذلك فإن الحكومات مشغولة كثيراً بهذا الأمر، ومن المرجح أن تخفض من تمثيلها”.

وأضاف الدبلوماسي أن “من الممكن أن يكون هذا الوضع تسبب في تفكير مصر والدول العربية أيضاً في تخفيض مستوى تمثيل بعثاتها في اجتماعات الجمعية العامة”.

ومن المتوقع أن تشهد اجتماعات الجمعية العامة، حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لتكون أول زيارة خارجية له منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي، إذ يستعد الدبلوماسيون الأوكرانيون في الأمم المتحدة لزيارة محتملة للرئيس.

ولفتت المصادر إلى أن “معظم الدعوات التي وصلت إلى مصر لترتيب لقاءات ثنائية على مستوى الزعماء، كانت من أطراف موالية للمعسكر الروسي”. وستصبح هذه المرة الأولى التي يغيب فيها الرئيس المصري عن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، منذ توليه الرئاسة في عام 2014.

مباحثات عسكرية صرفة.. لماذا؟!

على صعيد متصل، التقى وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكي، الأحد، قائد القيادة المركزية الأميركية الفريق أول مايكل كوريلا، والوفد المرافق له الذي يزور مصر حالياً. وبحسب بيان للمتحدث باسم الجيش المصري، تناول اللقاء “عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وكذا القضايا التي تمس المصالح المشتركة، في ضوء مجالات التعاون العسكري وسبل دعمها بين الجانبين”.

وقال البيان إنّ وزير الدفاع المصري “أعرب عن اعتزازه بعلاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة الأميركية”، مؤكداً “حرص القوات المسلحة على زيادة أواصر التعاون في مختلف المجالات العسكرية والأمنية”.

وأضاف البيان أنّ قائد القيادة المركزية الأميركية “أشاد بالدور المحوري الذي تقوم به الدولة المصرية في تحقيق الأمن والاستقرار والتوازن بالمنطقة”، مؤكداً “عمق العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة الأميركية”.

وأشار البيان العسكري المصري إلى أنّ رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق أسامة عسكر التقى أيضاً بالفريق أول مايكل كوريلا والوفد المرافق له، وتناول اللقاء “سبل تعزيز التعاون المشترك فى مجالات التدريب وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين”. وأضاف أنّ اللقاء حضره عدد من قادة القوات المسلحة.

المصدر: الشادوف+خاص+وكالات+صحف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.