المعارضة التشادية تتهم الجيش بالاستيلاء على السلطة بعد مصرع ديبي

0 364

اتهمت المعارضة السياسية في تشاد، اليوم الخميس، الجيش، بـ”الانقلاب”، بعد تسليم السلطة لمحمد إدريس ديبي، معتبرة أن الجيش لم يتبع القواعد الدستورية للخلافة بعد وفاة إدريس ديبي بعد أكثر من ثلاثة عقود في السلطة.
وجاءت المعارضة المتصاعدة للحكومة الانتقالية في تشاد، اليوم، في الوقت الذي ضغط فيه المجتمع الدولي أيضاً من أجل انتقال ديمقراطي للسلطة بعد مقتل ديبي.
وقال الجيش إن ديبي توفي أثناء زيارة للخطوط الأمامية للمعركة ضد المتمردين الذين يهددون الآن بالتقدم نحو العاصمة.

وقال أحد زعماء المعارضة، ساكسيس مارسا، في رسالة عبر فيديو نُشرت على الإنترنت: “يقول لنا الشعب التشادي إنه لا يريد انتقال السلطة إلى سلالة حاكمة. لا يريد الشعب التشادي الاستمرار مع نفس المؤسسات التي أوجدت الوضع الحالي”.
وأعلن متحدث عسكري وفاة إدريس ديبي، الثلاثاء الماضي، وقال في الإعلان ذاته إن نجله البالغ من العمر 37 عاماً سيكون رئيساً لحكومة انتقالية مدتها 18 شهراً.
مع ذلك، يدعو الدستور إلى أن يصبح رئيس البرلمان زعيماً للبلاد في حالة وفاة الرئيس.
وقال رئيس البرلمان، مساء الأربعاء، إنه يؤيد القرار.
انقلاب مؤسساتي
وأمس الأربعاء، أصدرت أحزاب المعارضة التشادية الرئيسية، بياناً، تندد فيه بما أطلقت عليه “انقلاباً مؤسساتياً” بعد اعتلاء الجنرال محمد إدريس ديبي رئاسة البلاد.
ودعا ثلاثون حزباً معارضاً، في البيان، إلى وضع مرحلة انتقالية في البلاد بحكومة يقودها مدنيون تأتي “عبر حوار شامل”.

ويتولى محمد إدريس ديبي “مهام رئيس الجمهورية” ومنصب “القائد الأعلى للقوات المسلحة” على رأس مجلس عسكري انتقالي، ممسكاً بكامل مقاليد الحكم تقريباً.
وأورد البيان أن المعارضة “تدعو سكان تشاد إلى عدم الانصياع للقرارات غير القانونية وغير الشرعية والمخالفة للتنظيمات التي اتخذها المجلس العسكري الانتقالي، ولا سيما ميثاق الانتقال وحظر التجول وإغلاق الحدود”.
وبين الموقعين حزب صالح كبزابو خصم إدريس ديبي “التاريخي”، وحزب سوكسيه ماسرا أحد أشد معارضي نظام الرئيس السابق.
كما وجهت هذه الأحزاب “تحذيراً” إلى فرنسا، القوة المستعمرة السابقة والتي دعمت ديبي منذ وصوله إلى السلطة عام 1990 على رأس حركة تمرد، طالبة منها “عدم التدخل في شؤون تشاد الداخلية”.
ودعت أخيراً الأسرة الدولية إلى “مؤازرة الشعب التشادي لإعادة دولة القانون والديمقراطية”.
رد الفعل الأميركي
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين في واشنطن “التطورات في الأيام والساعات الماضية تثير قلقنا”.

وأضاف “نريد أن نرى انتقالاً سلمياً وديمقراطياً للسلطة إلى حكومة يقودها مدنيون. سنكون قلقين من أي شيء قد يقف في طريق ذلك”.
وتعهد المتمردون الذين يُتهمون بقتل الرئيس بالسيطرة على العاصمة في أعقاب وفاة ديبي، على الرغم من عدم وجود تأكيد مستقل عن مدى قربهم من انجامينا.
مع ذلك، أدت تهديدات المتمردين بالفعل إلى نشر الخوف في العاصمة- التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة – قبل جنازة ديبي المخطط لها يوم الجمعة.
ومن بين رؤساء الدول المتوقع حضورهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وخلال حكم ديبي، أنشأت فرنسا قاعدتها العسكرية الإقليمية في تشاد لمكافحة عنف المسلحين في أفريقيا.
كما ساهم ديبي بقوات في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في شمال مالي، التي سعت لتحقيق الاستقرار في البلاد بعد التدخل العسكري الفرنسي عام 2013 لطرد المسلحين من السلطة في الشمال.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن هذه المساهمات ساعدت في حماية ديبي من الانتقادات الدولية حيث أصبحت حكومته استبدادية بشكل متزايد.
ودعم اللاعبون الدوليون حكومة ديبي لدعمها لعمليات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد والمشاركة في مبادرات إقليمية أخرى، بينما غضوا الطرف إلى حد كبير عن إرثه من القمع وانتهاكات الحقوق الاجتماعية والاقتصادية”، حسبما قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في بيان، أمس الأربعاء.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.