المسكوت عنه في عملية تل أبيب.. وكيفية استشهاد منفذ العملية في يافا؟!

0 1٬771

ارتفع عدد قتلى الهجوم الفدائي الذي وقع الخميس في شارع ديزنغوف، وسط تل أبيب، إلى ثلاثة أشخاص وفق وسائل إعلام إسرائيلية، وكشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن شخصا ثالثا توفي، في وقت سابق من اليوم الجمعة، متأثرا بجروحه.

وكانت ذات الصحيفة أفادت الخميس بمقتل اثنين خلال الهجوم الذي تسبب في ذعر وسط المواطنين، وأوقع عدة جرحى. عند التاسعة من مساء الخميس، وقف شاب عشريني أمام مقهى ومحال تجارية في شارع ديزنغوف في وسط تل أبيب متأملا المشهد أمامه، قبل أن يفتح نيران سلاحه على الموجودين هناك.

هكذا بدأ الشاب الفلسطيني رعد حازم ليلة الرعب في تل أبيب الإسرائيلية، ليترك خلفه قبل أن ينسحب اثنين من القتلى و14 جريحا جراح بعضهم خطيرة، ومدينة يدب الرعب فيها.


بهدوء تام، انسحب رعد وجلس على كرسي قبل أن يختفي عن الأنظار، لتبدأ قوات الاحتلال الإسرائيلي البحث عن منفذ تلك العملية التي وقعت في أحد أكثر الشوارع حساسية وأهمية في إسرائيل.

تسلل استراتيجي الى يافا

وبينما كانت تل أبيب -التي يطلق عليها سكانها المدينة التي لا تنام- تغلق حاناتها ومطاعهما ومراقصها بعد العملية؛ تنفيذا لتعليمات الأمن وتحسبا لظهور المسلح الشبح مرة أخرى، كان رعد حازم يتخطى كافة الإجراءات الأمنية متجها إلى مدينة يافا.

8 ساعات استغرقتها علمية البحث عن (المسلح الشبح)، بحثت خلالها قوات الاحتلال في أزقة تل أبيب، وحتى لحظة استشهاده في مدينة يافا قرابة السادسة من فجر اليوم، الجمعة الأولى من شهر رمضان، سجَّل منفذ عملية ديزنغوف أنه مجهول.

لا أحد يعرف حتى اللحظة كيف خرج رعد (29 عاما) من منزله بمخيم جنين شمال الضفة الغربية حتى وصل إلى شارع ديزنغوف، المسمى على اسم مؤسس تل أبيب مائير ديزنغوف، والموسوم تاريخيا بأشهر العمليات الفدائية والتي قتل فيها ما لا يقل عن 40 إسرائيليا.

بين الزقاق والنضال

هناك بين أزقة المخيم وبيوته المتزاحمة، ولد الشهيد “السايبر” -كما يلقبه أهل المخيم- رعد حازم عام 1993 لأسرة عرفت بتاريخها النضالي. فوالده أحد قادة الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وقد أصيب أثناء مشاركته فيها واعتقل بعد ذلك، وشغل مع مجيء السلطة منصبا عسكرية برتبة عقيد في الأمن الوطني، وكان نائب قائد منطقة قبل أن يتقاعد مبكرا.

أما عمّه أمين زيدان فقد كان مطاردا ومعتقلا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وابنه عمه نضال أحد المقاومين في مخيم جنين ومطلوب لسلطات الاحتلال، ومن أخواله: عثمان السعدي -الملقب بأبي العواصف- الذي كان أحد قادة الثورة الفلسطينية في جنوب لبنان، واستشهد هناك.

كما كان خاله الثاني محمد السعدي أحد قادة “الفهد الأسود”، أحد الأجنحة المسلحة لحركة فتح، واستشهد عام 1992 بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في مدينة جنين، وزوج خالته هو القائد في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ بسام السعدي الذي أمضى حياته متنقلا بين سجون الاحتلال.

ولد الشهيد رعد لأسرة مكونة من 5 ذكور و3 إناث، وعرف “بأخلاقه الحميدة وحنانه على أهله وذكائه الخارق وصمته الذي لم يجد أحد تفسيرا له”، حسبما يقول أهله وجيرانه.

اكتسب رعد لقبه “السايبر” من عمله في مجال الإلكترونيات والكهربائيات، ومعرفته المميزة بالشبكة العنكبوتية ومعاملات العملات المشفرة بشكل مميز.

ويؤكد ذووه وأصدقاؤه أنه لم ينتمِ لأي تنظيم سياسي، ولم يكن له توجه سياسي معين سوى قناعته بأنه لا بد من مقاومة المحتل. ويقول والده إنه لم يظهر عليه أنه كان يتحضر لعملية كالتي قام بها، فقد تناول مع عائلته طعام الإفطار وكان طبيعيا جدا في تصرفاته وسلوكه.

لم تعرف العائلة -وهي تتابع أخبار العملية في شارع ديزنغوف- أن المنفذ هو ابنها رعد. وعند الساعة السادسة من صباح الجمعة اتصل ضابط المخابرات الإسرائيلي بوالده، وأخبره أن منفذ العملية هو نجله رعد، وأنه قتل بعد اشتباك مسلح مع وحدة اليمام الإسرائيلية الخاصة قرب مسجد مدينة يافا، وأن عليه هو بقية أبنائه تسليم أنفسهم.

وما هي إلا دقائق حتى انتشر الخبر وبدأ أهالي المخيم والمناطق المحيطة يتوافدون إلى منزل والد الشهيد الذي وقف صامدا أمام الجماهير المحتشدة، وخاطبها: “لا نتهاون ولا نتخاذل بنصرة ديننا ونصرة وطننا، جاهدتم وقدمتم وصببتم دماءكم صبا حتى رويتم تراب هذا المخيم بالدماء وخضبتم أرضنا بالشهداء”، مضيفا “سترون النصر في أيامكم المقبلة”.

القتلى الاسرائيليون

وفقا لوسائل الاعلام العبرية، توفي المواطن الإسرائيلي باراك لوفان (35 عاما) متأثرا بجروحه الجمعة، بحسب ما أعلن مستشفى إيخيلوف في تل أبيب الذي يعالج نحو عشرة آخرين من المصابين في تلك العملية الفدائية، وبعضهم إصاباته خطيرة.

ويعد هذا هو رابع هجوم داخل حدود الكيان الصهيوني منذ 22 مارس، قضى خلالها ما مجموعه 14 شخصا.

واعتبرت تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي اليوم، الجمعة، أن منفذ عملية إطلاق النار في تل أبيب، (رعد فتحي حازم) من مخيم جنين، وصل إلى موقع العملية في شارع ديزنغوف في وسط تل أبيب، مساء الخميس، بعد أن مكث في مسجد في يافا قبل ذلك، ثم عاد إليه بعد العملية، حسبما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية.

وفي هذه المرحلة لا توجد شبهات بأن المسؤولين في المسجد علموا بعزمه تنفيذ العملية. وبحسب التقديرات الأولية إثر التحقيق في ملابسات العملية، فإن حازم كان يعرف المنطقة التي نفذ فيها العملية، ويرجح أن ذلك نابع من تواجده في تلك المنطقة في الماضي ومن دون تصريح، إذ كان ممنوعا من العمل في إسرائيل بموجب قرار من جهاز الأمن الداخلي الشاباك.

وترجح التقديرات أن حازم وصل إلى المسجد خلال نهار الخميس، وليس واضحا متى دخل إلى إسرائيل. وتشتبه أجهزة الأمن الإسرائيلية أنه تلقى مساعدة من قريب له. وبحوزة جهاز الأمن معلومات حول المسار الذي اتبعه منذ دخوله إلى إسرائيل، وأن السلاح (مسدس) الذي استخدمه كان وفق المواصفات الإسرائيلية.

تجدر الإشارة الى أن حازم يعاني من إصابة في ساقه نتيجة حادث داخل مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، وظهر وهو يعرج في أشرطة التصوير التي التقطها الكاميرات قبل العملية. وهو معروف لجهاز الأمن الإسرائيلي أنه هاكر (قرصان) يعمل في مجال الحواسيب.

وبدأ حازم إطلاق النار قرابة الساعة التاسعة من مساء الخميس، باتجاه حانة في شارع ديزنغوف، مما أسفر عن مقتل إسرائيليين اثنين، وبعدها تمكن من الفرار، فيما أجرت قوات الأمن عمليات بحث عنه، وعُثر عليه قرابة الساعة 05:30 فجرا، بعد مطاردة استمرت ثماني ساعات ونصف الساعة تقريبا، طالبت خلالها الشرطة السكان بالتزام بيوتهم.

وأعلنت إسرائيل صباح الجمعة اسمي المواطنين الإسرائيليين اللذين أعلن مقتلهما بداية في الهجوم وهما تومير مراد (28 عاما) وإيتام ماغيني (27 عاما) من مدينة كفار سابا، ونعاهما المسؤولون الإسرائيليون وسيتم تشييعهما يوم غد الأحد.

وأعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الجمعة، تفويضا مطلقا لقوات الأمن الإسرائيلية “للقضاء” على موجة جديدة من “الإرهاب”، غداة الهجوم الذي نفذه شاب فلسطيني من مخيم جنين يدعى رعد فتحي حازم (29 عاما).

وأكد بينيت في مؤتمر صحافي خاطب فيه المواطنين وبجانبه وزير الدفاع بيني غانتس “لا حدود لهذه الحرب”.

وأضاف “نعطي الجيش الاسرائيلي وجهاز الأمن العام وجميع القوى الأمنية الحرية الكاملة للعمل من أجل القضاء على الإرهاب”.

شهدت الأيام الأخيرة سلسلة من عمليات الطعن وإطلاق نار أدت إلى مقتل مستوطنين إسرائيليين، سواء في الضفة الغربية المحتلة أو داخل أراضي 48.

22 مارس/آذار
أسفرت عملية طعن ودعس نفذها فلسطيني في بئر السبع عن مقتل 4 إسرائيليين، وقد قتل منفذ العملية عقب إطلاق سائق حافلة النار عليه وسط المدينة.

27 مارس/آذار
وقع إطلاق نار في مدينة الخضيرة جنوب حيفا، وقد نفذه فلسطينيان من داخل الخط الأخضر، وقتل فيه جنديان إسرائيليان والمنفذان وأصيب 12 شخصا آخرون.

30 مارس/آذار
وفي أواخر الشهر الماضي تم إطلاق نار في مدينة بني براك شرق تل أبيب، إذ أطلق شاب فلسطيني النار وقتل 5 إسرائيليين وسط حي للمتدينين اليهود. وقد قتل المنفذ على يد الشرطة.

31 مارس/آذار
وبعدها يوم واحد، نفذ فلسطيني عملية طعن على متن حافلة قرب مفترق غوش عتصيون، أسفرت عن إصابة إسرائيلي بجروح خطيرة، وقتل المنفذ على يد قوات الحتلال جنوب مدينة بيت لحم.

2 أبريل/نيسان
وفي مطلع الشهر الجاري قتلت قوات الاحتلال 3 شبان فلسطينيين قرب بلدة عرابة جنوب مدينة جنين، كما احتجزت جثثهم بدعوى نيتهم تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.

7 أبريل/نيسان
وأمس الخميس، قتل 3 أشخاص وأصيب 14 على الأقل في إطلاق نار في شارع ديزينغوف التجاري بوسط تل أبيب.

المصدر: الشادوف+الجزيرة نت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.