اعتماد خورشيد..”صندوق جرائم العسكر” الذي كشف “بعض” أسرارهم لا كلها !

0 1٬892

في واحد من حواراتها التليفزيونية المثيرة للجدل، روت الراحلة اعتماد خورشيد، المنتجة السينمائية المصرية قصة ضابط المخابرات المصري الذي قام بدس السم فى طعام الملك فاروق الأول في إيطاليا، وكشفت النقاب عن اعتراض الجيش المصري عام 2013 على مشهد في فيلم ومسلسل تليفزيوني قامت بإعداده ومطالبتهم لها بحذف هذا المشهد أو تعديله بزعم عدم وجود أدلة على ما جاء فيه.

وقالت خورشيد في حوارها مع المذيع اللبناني نيشان أنها قالت لمن أبلغها بهذا الاعتراض أن الدليل والاثبات هي نفسها، حيث كان صلاح نصر زوجها في ذلك الوقت وكان مديرا للمخابرات العامة المصرية، وأنه تلقى مكالمة هاتفية من إيطاليا خلال وجوده في بيتها تبلغه بأنه تم التخلص من الملك فاروق الأول بدس سم فى الطعام المقدم له فى أحد المطاعم في إيطاليا، وأنها تعرف اسم الضابط المصري الذي قام بالمهمة، غير أنها لم تفصح عن اسمه !!

كما روت اعتماد خورشيد فى نفس المقابلة مع نيشان قصة الفنانتين المصريتين الكبيرتين اللتين كانتا تتنافسان على حب صلاح نصر المدير السابق للمخابرات المصرية، ولم تكشف سوى عن الحروف الأولى من أسمائهما وهما ( راء ) و (شين).

وقالت خورشيد إن الفنانتين حصدتا الملايين وثروات طائلة جراء علاقتهما بصلاح نصر ، وأن إحداهن اعتزلت العمل الفني (ش ) بينما لا تزال الثانية ( راء ) تعمل في الأفلام والمسلسلات بشكل كبير.

وروت خورشيد أن إحداهن التقت بها مصادفة في القطار السريع بين القاهرة والاسكندرية وانها عاتبتها على قيامها بالشهادة ضد صلاح نصر فى القضية المعروفة باسم قضية “انحراف المخابرات” بعد هزيمة 1967، وقالت لها بالحرف الواحد:” شهادتك ممكن تودي صلاح نصر فى داهية”، وهو ما استنكرته منها خورشيد .

وربط مصريون بين تلك التلميحات، وبين الفنانتين المصريتين: (رجاء الجداوي) و(شويكار) بينما اقترح آخرون أسماء أخرى ، وهو ما أحجمت خورشيد عن الخوض فيه مجددا حتى وفاتها قبل ساعات، لتحمل معها هذا السر الى جانب الكثير من الأسرار الأخرى التي لم تكشف عنها خلال حياتها لاعتبارات كثيرة، معظمها شخصية.

هذه الحلقة كشفت فيها النقاب عن سر اغتيال الملك فاروق، وسر الفنانتين المصريتين (ر ) و ( ش ) .. فمن هما ؟!!

وقد رحلت اعتماد خورشيد الأربعاء عن عمر ناهز 82 عاما أمضت آخر 30 عاما منها مهتمة برواية علاقات الفنانات برجال السلطة في عهد ناصر وطوال فترة حكم العسكر المصريين خصوصا الوزير السابق صفوت، الشهير في أروقة أجهزة الاستخبارات المصرية باسم ” الضابط موافي”!!

ولم تتوقف الراحلة خلال 3 عقود عن سرد قصص تبدو خارجة من حقب أسطورية حول وحشية من كانوا يتحكمون في أمور البلاد خلال النصف الثاني من القرن الماضي، وفق رواياتها وآخرين.

“من حق الشعب أن يعرف كل شيء” بهذه الجملة استهلت خورشيد كتابها “شاهدة على انحرافات صلاح نصر” الذي أثار، وقت صدوره أواخر الثمانينيات، جدلا واسعا لما احتواه من قصص عن تعذيب المعارضين وإرغام الفنانات على إقامة علاقات جنسية بزعم خدمة البلاد.

تناول الكتاب -الذي صدرت منه 6 طبعات خلال 3 أشهر فقط- بداية التعارف بين نصر والمنتجة السينمائية التي كانت وقتئذ متزوجة من المصور السينمائي أحمد خورشيد.

وقالت المؤلفة إن مدير المخابرات حاول اغتصابها ثم أرغم زوجها -مستغلا سلطات منصبه- على تطليقها، وعندما رفض الأخير أدخله مستشفى للأمراض العقلية ثم خرج منها ليشهد بعد ذلك على عقد الزواج الذي كان عرفيا.

وأكدت أن نصر اعتمد الجنس كأقصر الطرق للوصول إلى المعلومة، وذكرت عديدا من التفاصيل حول تسجيل أشرطة فيديو جنسية لسياسيين ورجال أعمال وفنانات وفتيات صغيرات وسيدات مجتمع، مشيرة إلى أسمائهم بذكر الحرف الأول من الاسم الأول واللقب.

وخصصت خورشيد في كتابها -الذي صدر بعد 6 سنوات من رحيل نصر – بابا بعنوان “التعذيب حتى الموت” يتناول طرق التعذيب التي انتهجها مدير المخابرات بحق المعارضين للسلطة خاصة من جماعة الإخوان المسلمين. وأكدت أن قضية قلب نظام الحكم التي أعدم بسببها المفكر سيد قطب، عام 1966، كانت من تدبير نصر وشمس بدران الذي كان يشغل منصب وزير الحربية حينئذ.

كذلك تضمن الكتاب اتهاما صريحا لمدير المخابرات بإشرافه على عملية قتل الملك فاروق في منفاه بإيطاليا، وذلك من خلال وضع مادة سامة في طعامه.

وكان عبد الناصر أمر باعتقال نصر وقٌدم للمحاكمة، في مايو/أيار 1968، وتمت إدانته في القضية، المعروفة إعلاميا باسم انحراف المخابرات، بالسجن لمدة 15 سنة، وكانت خورشيد أحد شهود هذه القضية.

في أكثر من لقاء إعلامي، أجري بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك بعد 3 عقود في السلطة، تحدثت خورشيد عن دور صفوت الشريف، رجل المخابرات في عهد عبد الناصر الذي أصبح لاحقا وزيرا للإعلام، في عهد مبارك، وقيامه بإجبار فنانات مصريات على التعاون مع جهاز المخابرات وتصوير أشرطة جنسية لهن مع شخصيات هامة.

وقالت خورشيد إن كثيرا من الفنانات تعرضن لابتزاز “الشريف” من بينهن الفنانة الراحلة سعاد حسني التي تم تجنيدها لمراقبة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حسب زعمها.

كما اتهمت رجل المخابرات السابق بتورطه في مقتل ابن زوجها، الفنان عمر خورشيد الذي كان صديقا لسعاد حسني ودفعته واجبات الصداقة لتهديد “الشريف” بفضح ممارسته المنحرفة، مؤكدة أن عمر توفي في حادث سير مدبر من وزير الإعلام السابق عام 1981.

بل واتهمت المنتجة السينمائية الراحلة “الشريف” بأنه من وقف وراء مقتل سعاد حسني في لندن عام 2011، وتم الترويج حينها لكون حادث وفاتها انتحارا، واصفة إياه بالتلميذ المتفوق في مدرسة نصر.

وعقب وفاة “الشريف” في يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن إيهاب خورشيد عن تلقيه العزاء في وفاة شقيقه عمر بعد أكثر من 40 عاما على رحيله، وقال، في تصريحات صحفية لموقع مصراوي، إنه رفض إقامة العزاء قبل 40 عاما بعد الحادث الذي دُبر لقتل شقيقه، حسب تعبيره.

وأردف إيهاب إن “صفوت الشريف عذبنا 50 سنة، وأمي السيدة اعتماد خورشيد شهدت ضده في محكمة الثورة سنة 1968، ونتيجة الشهادة دي بعد ما بقى وزير انتقم منها ومن أولادها، ما حدث شيء أغرب من الخيال”.

واستطرد “أمي دخلت المستشفى 3 مرات وهي العضوة رقم 113 في غرفة صناعة السينما ونقابة السينمائيين، وزوجة أشهر مدير تصوير في مصر أحمد خورشيد، ومفيش حد فكر يرفع سماعة التلفون عليها، إحنا اللي أسسنا ستوديو مصر، وأمي اللي عملت أكبر ستوديو طبع وتحميض أفلام سينمائية، مدينة الإنتاج الإعلامي فكرة أمي وأبويا، والرسومات إحنا اللي مقدمينها، وفي الآخر جه حد وخد الفكرة”.

أواخر الثمانينيات، تعرضت الفنانة شيريهان لحادث مروع اضطرها لإجراء عدة عمليات جراحية مما أدى لتعطل مسيرتها الفنية عدة سنوات.

وحسب الأوراق الرسمية فإن ما جرى كان حادث سير عاديا، أما على الألسنة فتنامى الهمس بأن الحادث مدبر، وأن المدبرين يقطنون القصر الرئاسي ويرفضون العلاقة العاطفية التي ربطت الفنانة بعلاء نجل مبارك.

لم يرض الرئيس وحرمه بعلاقة نجلهم بفنانة، فكان السبيل هو التخلص من الطرف منعدم السلطة في تلك العلاقة، هكذا كانت الأقاويل التي جددتها المنتجة السينمائية خورشيد عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني.

وقالت خورشيد -التي تربطها صلة قرابة بشيريهان- إنها نصحت الأخيرة بالابتعاد عن الحكام حتى لا تتعرض للإيذاء من جانبهم، مؤكدة أنها لم تأخذ بنصيحتها. اسمها الحقيقي اعتماد محمد علي حافظ رشدي، لكن بعد زواجها من المصور أحمد خورشيد، أوائل خمسينيات القرن الماضي، اختارت لقبه ليجاور اسمها الأول.

عملت في مجال السينما، وكانت تطمح في البداية لأن تكون ممثلة لكن زواجها، في وقت مبكر من عمرها وهي لا تتجاوز 14 عاما، أبعدها عن العمل أمام الشاشة واتجهت إلى الإنتاج السينمائي.

أسست شركة إنتاج وشاركت في إنتاج عدد من الأفلام، منها “غرام الأسياد، أولاد الملجأ، جمعية قتل الزوجات الهزلية” وأسست معامل للطبع والتحميض، شاركت في مونتاج عدد من الأعمال منها “العزاب الثلاثة، المغامرة الكبرى، الحسناء والطلبة”.

صدر لها عدة كتب “شاهدة على انحرافات صلاح نصر، دخلت القصر، حكايتي مع عبد الناصر، شاهدة على انحرافات صفوت الشريف” والأخير تمت مصادرته قبل طرحه بالمكتبات حسب تصريحات مؤلفته الراحلة اعتماد خورشيد التي بقدر ما كشفت من جرائم الحكم العسكر، إلا أنها لم تستطع البوح بكل الأسرار التي تعرفها !!

المصدر: الشادوف+الجزيرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.