أقر جيش الاحتلال الاسرائيلي بإخفاقه في استهداف عدد من القيادات الكبيرة في فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وفي تحديد مواقع إطلاق القذائف الصاروخية طويلة المدى، فيما أكد تحقيق عدد من الإنجازات التي تمثلت فى إضعاف قدرة الفصائل الفلسطينية على إطلاق الصواريخ وأن تلك الفصائل ستحتاج لوقت طويل لإعادة تأهيل ما تم تدميره.
ووفقا لما ذكرته صحيفة ” يديعوت أحرونوت” العبرية على موقعها الأليكتروني، زعم جيش الاحتلال في إحاطة للصحافيين الإسرائيليين عصر أمس الجمعة،أنه منذ بداية العدوان الأخير الذي أطلق عليه “حراس الأسوار”، قتل جيش الإحتلال عشرة من قيادات فصائل المقاومة على الأقل، وأنه حاول عدة مرات اغتيال قيادات رفيعة في حركة حماس، وأقر بأنهم لم يتعرضوا لأي أذى رغم محاولات اغتيالهم.
وقال إن من بين المصابين في محاولات الاغتيال، من وصفه بقائد هيئة العمليات في حماس، عز الدين حداد، بالإضافة إلى المشرفين عن مقرات التدريبات العسكرية، حكم يوسف ورائد صلاح، بحسب مزاعمه. كما قال إنه استهدف قائد كتيبة خان يونس (لم يذكر بأي فصيل)، رفعت سلامة، وآخرين.
وكشفت الصحيفة ان زعيم حماس في غزة يحيي السنوار وقائد كتائب القسام محمد الضيف واسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس على رأس قائمة الاغتيالات التي يطالب بها نتنياهو، مؤكدة ان الضيف هو الشخصية الأخطر بينهم جميعا حيث نجا من العديد من محاولات الاغتيال وأن محاولتين منهما أصيب فيهما بإصابات خطيرة.
وأوضحت الصحيفة أنه لا يعرف عن القائد العسكري لكتائب القسام محمد الضيف سوى معلومات قليلة للغاية فهو نادرا ما يدلي بتصريحات علنية كما انه لا يظهر فى العلن تماما، وبالتالي من الصعب على وكالات الاستخبارات الاسرائيلية رصد تحركاته ومكان إقامته، وأن الصورة الوحيدة الموجودة له هي صورة تخيلية وليست حقيقية.
ونقلت ( يديعوت أحرونوت) عن محللين عسكريين إسرائيليين قولهم انه مع بداية العدوان على غزة ” أخفق الجيش في تقدير نوايا وخطط حماس الخاصة بالتصعيد العسكري”.
في المقابل، نقلت”يديعوت أحرونوت” عن مصادر عسكرية قولها إن شعبة الاستخبارات العسكرية علمت يوم الإثنين الماضي بنوايا حماس لإطلاق رشقة قذائف صاروخية نحو القدس ردًا على مسيرة المستوطنين في المدينة في اليوم ذاته، وأن الإنذار الذي تلقته شعبة الاستخبارات شمل تقديرات بعدد القذائف التي ستُطلق على القدس، وأنه جرى نشر بطاريات “القبة الحديدية” في اليوم ذاته بناء على هذه المعلومات”.
ونقلت الصحيفة أن “المعلومات عن نوايا حماس باستهداف منطقة القدس بقذائف نُقلت إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مرفقة بتوصية بـ”تقليص الحدث القابل للانفجار”، أي مسيرة المستوطنين في ذكرى ما يسمى “يوم القدس”، وهي ذكرى احتلال الجزء الشرقي من المدينة في العام 1967”.
وأوضحت المصادر العسكرية التي تحدثت لوسائل الإعلام الإسرائيلية أن مسيرة المستوطنين تزامنت مع المواجهات في المسجد الأقصى وباب العامود والشيخ جراح.
ولفتت هذه المصادر إلى أن الشرطة أصرت طيلة يوم الإثنين على أنه بالإمكان تنظيم المسيرة السنوية في البلدة القديمة، وبعد ضغوط من الجيش وجهاز “الشاباك” جرى تعديل مسار المسيرة فقط، وفي النهاية تم تنفيذها.
وفيما بدا كمحاولة لتجنيب جيش الاحتلال والاستخبارات العسكرية للانتقادات في أعقاب التصعيد الأخير، وإخفاقه في توقع خطط حماس بالتصعيد، نقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش، قولهم إنه خلال الشهر الماضي طرحت شعبة الاستخبارات العسكرية مخاطر تفجر الأوضاع في غزة نتيجة أحداث حي الشيخ جراح، ونشر حواجز حديدية في باب العامود، واقتحام الشرطة للمسجد الأقصى، والتي تزامنت مع قرار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلغاء الانتخابات في السلطة الفلسطينية.
وذكرت المصادر العسكرية أن “الجيش يستصعب حتى الآن ترجمة الإنجازات التي تحققت فى عملية ( حراس الأسوار) ضد الفصائل الفلسطينية وخصوصا حركة حماس، للجمهور الإسرائيلي”.
وزعمت المصادر أن الجيش تمكن من الإضرار بشكل جدي بمنظومة تصنيع القذائف والوسائل القتالية في القطاع، وأن إعادة ترميمها سيستغرق عدة أشهر أو سنوات، خصوصًا انه استهدف مهندسين وخبراء في تطوير القذائف، وأن 5 من أصل 19 ألوية عسكرية في حماس فقدت كليًا قدراتها القتالية في الأنفاق، وأن الجيش دمر شبكة أنفاق تمتد عدة كيلومترات في شمالي القطاع.
وبحسب تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، فإن “العقيدة القتالية لحماس وثقتها في الأنفاق قد اهتزت”، بحسب ما نقل موقع “يديعوت” عن مصادره، وأن لدى الجيش القدرة على تدمير شبكة الأنفاق إذا استمر القتال في الأيام المقبلة.
في المقابل، ذكر الموقع أن “شعبة الاستخبارات العسكرية لم تنجح في تحديد مواقع إطلاق القذائف الصاروخية طويلة المدى.
ووفقا لتقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فإن العدد الإجمالي للقذائف في القطاع مع بدء العدوان بلغ 14 ألف قذيفة، جرى إطلاق نحو ألفي قذيفة منها حتى الآن، فيما تم تدمير 700 قذيفة أخرى بغارات الاحتلال”.
وذكر الموقع نقلا عن المصادر العسكرية أن “خطط حماس كانت إطلاق ما بين 100 إلى 150 قذيفة طويلة المدى في كل رشقة صاروخية تستهدف منطقة “غوش دان” (وسط البلاد)، وأنه نفذ خططه هذه مرتين في الأسبوع المنصرم، لكن وتيرة هذه القذائف تراجعت في الأيام الأخيرة”؛ بحسب المصادر العسكرية الاستخبارية لموقع “يديعوت أحرونوت”.
وبحسب تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، فإن مخزون القذائف في القطاع يمكن الفصائل الفلسطينية من خوض مواجهة مع اسرائيل لمدة لا تقل عن ستين يومًا أو شهرين كاملين.
ونقل موقع “يديعوت” عن مصادر أن الجيش يستغل بشكل جيد جدا الفرصة التي أتاحها المستوى السياسي خلال التصعيد الحالي، لكن هذه المصادر أوضحت أنه بالإمكان إنهاء العملية ضد قطاع غزة مع “هذه الإنجازات العسكرية العديدة حتى الآن”، و”قبل أن يؤدي حدث واحد يقع فيه قتلى إسرائيليون لتوسيع نطاق المعركة واستمرارها لأسابيع طويلة”.
وخلصت هذه المصادر إلى أن “الاستخبارات العسكرية سوف توصي أمام المستوى السياسي في نهاية المواجهة باستغلالها للتوصل لتسوية جدية في القطاع، وبخطوات مدنية في القطاع من شأنها زيادة حجم الخسائر في غزة في حال حدوث تصعيد جديد في المستقبل”.
وخلال تفقده لبطارية تابعة للقبة الحديدية في جنوب البلاد، اعتبر رئيس أركان جيش العدوان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أن “حماس ارتكبت خطأ فادحا عندما قامت بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وأن الجيش رد بفعل يرتكز على خطط أعددناها مسبقًا ولا يزال أمامنا عدد من المراحل المحضر لها”.
وأضاف “ردة فعلنا تتم بقوة كبيرة والتي حققت العديد من الإنجازات التي أدت إلى إلحاق ضرر كبير في نظام الإنتاج الصاروخي لحماس والجهاد الإسلامي وبوسائل قتالية سيستغرق زمنًا طويلا لإعادة تأهيلها. في الوقت نفسه، نسعى إلى تعزيز جهود الدفاع جوًا برًا وبحرًا ولعل الأهم من بينها هي الجهود المبذولة لتعزيز الدفاع في وجه الصواريخ والقذائف”.
وللتعليق على تلك التقارير، قالت مصادر عسكرية عربية لموقع ( الشادوف ) إن نتنياهو بحاجة ماسة الى انجاز عسكري بعد وصول الحرب على غزة الى نفق مسدود، حسب قولهم، نتيجة فشل إسرائيل في اخضاع فصائل المقاومة الفلسطينية فى غزة وخصوصا حركة “حماس”. وقد اضطر فى مجلس الوزراء المصغر ( الكابينيت) على التراجع عن القيام بعملية برية جديدة.
وأضافت المصادر: “من هنا فاغتيال قادة “حماس” يمكن أن يقدم له الانجاز الذي يريده، فهو يستطيع بواسطته إلحاق ضرر معنوي وعسكري واضح بحركة حماس وبقية الفصائل المقاومة الأخرى، ويستطيع أن يقدمه كانجاز أمام الجمهور الإسرائيلي الذي يشتكي من استمرار قصف الصواريخ على المدن الاسرائيلية، وينظر بقلق الى معاناة سكان المستوطنات اليهودية المتاخمة لقطاع غزة.
واختتمت المصادر بالتأكيد على أن مضمون ما يثيره الاعلام العبري هذه الأيام هو أن”نتنياهو يراهن على اغتيال أحد الرؤوس الكبيرة فى الفصائل الفلسطينيةللحصول على “صورة نصر” أو ” لقطة” بالتعبير المصري الدارج، يمكن من خلالها تحسين موقفه أمام الناخبين”.
وحذروا بالقول: “ربما يستغل نتنياهو المسؤولين العرب والأجانب الذين يشاركون فى مفاوضات الوساطة والتهدئة والذين سيتواجدون في قطاع غزة لتسهيل عمليات الرصد والمتابعة لقيادات الفصائل الفلسطينية في القطاع، ولذلك يتعين علي القيادات الفلسطينية الانتباه لهذا الأمر”.
المصدر: الشادوف+إعلام عبري