توفي نقيب المحامين المصريين، رجائي عطية، اليوم السبت، عن عمر يناهز 83 عاماً، إثر تعرّضه لأزمة صحية في أثناء مرافعة في قضية منظورة أمام المحكمة. وقد سقط رجائي عطية على الأرض في خلال مرافعته عن عدد من المحامين، أمام محكمة جنايات الجيزة التي عُقدت جلستها اليوم، وهي أولى جلسات محاكمة تسعة محامين بتهم إهانة القضاء وسبّ وقذف هيئة قضائية وتعطيل العمل بمجمع محاكم شمال الجيزة. والمتّهمون فيها هم الأمين العام المساعد لنقابة المحامين المصرية وثمانية محامين آخرين.
وبحسب رواية محامين، تعرّض عطية لأزمة قلبية في أثناء مرافعته عن المحامين المتهمين في القضية، ثم وافته المنية بعد دقائق قليلة نتيجة عدم توفّر الإسعافات الأولية في مبنى المحكمة، ليلحق بابنته الكبرى هالة التي رحلت عن الدنيا قبل شهرَين في يناير/ كانون الثاني 2022، علماً أنّه تأثّر كثيراً بوفاتها في الفترة الأخيرة.
وتعود أزمة المحامين التسعة إلى فبراير/ شباط 2022، عندما أصدر المستشار أحمد شورب المحامي العام لنيابات شمال الجيزة قراراً بإحالة تسعة محامين من محامي الجيزة إلى محكمة الجنايات بتهمة سبّ هيئة قضائية وتعطيل العمل بمجمع محاكم شمال الجيزة بشارع السودان بإمبابة، وذلك بشأن اتهام المستشار حسام رشدي، رئيس دائرة الجنح المستأنفة لقسم مركز إمبابة وأوسيم، للمحامين التسعة بالسبّ والقذف وإهانة القضاء. وقد وجّهت نيابة شمال الجيزة الكلية للمحامين التسعة اتهامات باستعمال القوة ضدّ موظفين عموميين، مع منعهم من آداء عملهم الأمر الذي أدّى إلى تأجيل الجلسات إلى موعد لاحق.
ولد عطية في السادس من أغسطس/ آب من عام 1938 في شبين الكوم بمحافظة المنوفية. وحاز ليسانس (إجازة) في الحقوق من جامعة القاهرة في عام 1959، ودبلوماً في العلوم العسكرية من الكلية الحربية في عام 1961. وعمل في المحاماة (1959 – 1961) ثمّ في القضاء العسكري، في وظائفه المختلفة وفي المحاكم العسكرية (1961 – 1976)، قبل أن يعود إلى العمل في المحاماة مرّة أخرى من عام 1976 وحتى تاريخه.
وشارك عطية في لجان دفاع عن الحريات في نقابة المحامين ومنظمات دولية وإقليمية، وكذلك في مؤتمرات قانونية عديدة في مصر والخارج. وله اهتمامات أدبية وثقافية، علماً أنّه كتب برامج دورية للإذاعة منذ أوائل ستينيات القرن الماضي (من هدي القرآن، من التراث العربي، في مثل هذا اليوم، الموسوعة الإسلامية، أضواء على الفكر العربي، معركة المصير). كذلك كتب عدداً من السيناريوهات لأعمال درامية قُدّمت في التلفزيون، مثل “قصة رجل المال” لتوفيق الحكيم و”قصة امرأة مسكينة” ليحيى حقي. بالإضافة إلى ذلك، كتب مقالات مختلفة نُشرت في مجلات وصحف يومية مصرية.
واشترك قاضياً أو باحثاً في القضاء العسكري في أشهر القضايا، واضطلع في المحاماة بالدفاع في أشهر قضايا العصر مثل قضية التكفير والهجرة (1977) وخالد الإسلامبولي (1981 – 1982) وقضية الجهاد (1982 – 1983) ووزارة الصناعة (1986 – 1987) وغيرها.
وفاز عطية بمنصب نقيب المحامين في 15 مارس/ آذار 2020، بعد حصوله على 35 ألفاً و665 صوتاً، بأكثر من تسعة آلاف صوت على منافسه الأقرب سامح عاشور الذي كان قد تولّى المنصب لمدّة 12 عاماً، وكان يُحظى بدعم واسع من أجهزة الدولة. وقد وجرت الانتخابات الأخيرة للنقابة وسط حالة سخط عامة بين المحامين المعارضين لعاشور والذين نجحوا في إقناع عطية بالترشّح للانتخابات، بعدما نجح الأوّل في تمرير تعديلات قانون نقابة المحامين من قبل مجلس النواب، بما يسمح له بخوض الانتخابات النقابية للمرّة الثالثة على التوالي بعد أن كان القانون لا يسمح للنقيب بالترشّح لأكثر من دورتَين متتاليتَين.
تجدر الإشارة إلى أنّ رجائي عطية شخصية مثيرة للجدال، إذ كان محامياً للمرشّح الرئاسي السابق أحمد شفيق، وواحد من أشدّ المؤيّدين لتسليم جزيرتَي “تيران” و”صنافير” للسعودية.
المصدر: الشادوف+مواقع التواصل