توفيت زوجة رجل الأعمال صفوان ثابت صاحب شركة ( جهينة) للألبان والأغذية بعد تعرضها لأزمة صحية نقلت على أثرها للمستشفي خلال الأيام الماضية، فيما لا يزال زوجها ونجلها يقبعان في السجن دون محاكمة منذ شهور طويلة.
وكتبت مريم نجلة صفوان ثابت على موقع فيس بوك “أمي بهيرة الشاوي في ذمة الله.. اللهم لا اعتراض على قضاءك.. يا رب ارزقها منزلة الشهداء والصابرين فلقد صبرت صبرًا جميلًا والبلاء عظيم.. رحمك الله يا أمي.. يا رب ارفع الظلم عنا ورد لنا ابويا واخويا سالمين..”
رجل الأعمال صفوان ثابت، 75 عاماً، وهو مؤسس شركة “جُهينة”، أكبر شركة لمنتجات الألبان والعصائر في مصر، ويمتلك أغلب أسهمها وكان رئيسها التنفيذي، حيث يُحتجز رهن الحبس الانفرادي المطوَّل منذ القبض عليه تعسفياً في ديسمبر 2020، أي قبل 14 شهراََ. وقد قُبض على ابنه سيف، 40 عاماً، بعد شهرين من القبض على والده، في فبراير/شباط 2021.
ولا يزال سيف ثابت مُحتجزاً أيضاً رهن الحبس الانفرادي في ظروف ترقى إلى التعذيب. وقبل القبض على رجل الأعمال صفوان ثابت وابنه، كان مسؤولون أمنيون مصريون قد طلبوا منهما التخلي عن أصول شركة “جُهينة”.
وأفادت وسائل إعلام مصرية رسمية أنه قُبض على صفوان ثابت بسبب ادعاءات عن تمويله لجماعة “الإخوان المسلمين”، التي تعتبرها السلطات المصرية جماعةً إرهابية. ولم تقدّم السلطات أي أدلة تؤيد ادعاءها بانتماء صفوان ثابت إلى الجماعة، كما نفى خبراء مستقلون هذا الادعاء.
وكان المحامي المصري المثير للجدل والمقرب من دوائر السلطة سمير صبري قد تقدم ببلاغ للنائب العام في أكتوبر الماضي طالب فيه بضم بهيرة الشاوي الى قضية زوجها ونجلها المتهمان بتمويل منظمات ارهابية حسب زعمه. وتعود بداية “الغضب على صفوان ثابت” عندما رفض مقترحا تقدم به إليه أحد الوزراء المعنيين لشراء شركتي “قها” و”ادفينا” المملوكتين للدولة، وتعانيان من عثرات اقتصادية كبيرة
وبحسب موقع “مدى مصر”، فإن عدم إقبال ثابت على الفكرة لم يكن فقط نابعا من عدم اهتمامه بالمشروع، ولكن أيضا بسبب المقابل المالي الكبير والمبالغ فيه الذي كان سيكون على الشركة تقديمه ثمنا للشركتين الخاسرتين، كما نقل نفس الموضوع عن النائب السابق محمد أنور السادات ان الدولة ليس لديها اتهامات محددة بأدلة في وجه صفوان ثابت ونجله، وهو ما جعل الموقع يقوم بحذف تصريحات السادات بعد دقائق من نشرها !
وبعد القبض على ثابت، طُلب منه ومن أبنائه التنازل عن أصول شركة فرعون للاستثمارات المحدودة التي تمتلكها الأسرة، وأن الوضع يتجاوز دفع مبلغ من المال. “الأصول هي المطلوبة وليست الأموال”.
وفي 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 قررت النيابة العامة المصرية ضم بهيرة الشاوي، زوجة صفوان ثابت إلى قضية جديدة بدعوى اتهامها بنشر أخبار وبيانات كاذبة من شأنها إثارة الرأي العام، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، وخضعت الشاوي لتحقيق مطوّل أمام نيابة أمن الدولة العليا، التي أصدرت قرارا بإخلاء سبيلها على ذمة تلك الاتهامات، بعد أكثر من ثماني ساعات من التحقيقات، مقابل كفالة مالية قيمتها خمسة آلاف جنيه مصري.
كما فشلت مساعي الوسطاء لحل أزمة “ثابت” مع السلطة، رغم أن المقترحات التي تقدم بها وسطاء للسعي لإنهاء هذه الأزمة كانت معقولة، إلا أنها رُفضت جميعا، لرغبة النظام في الاستحواذ على أصول ثابت، وليس مجرد جزء من أمواله.
ووفق موقع “مدى مصر”، فإنه رغم أن استمرار هذا الوضع ليس في صالح أحد، فليس من المعقول أن تكرم الدولة رجال أعمال (صفوان ونجله) متورطين بتمويل الإرهاب، وليس من مصلحة الدولة رسم صورة سلبية عن تدخلها في الاقتصاد، أو أن يكون هناك حديث عن مصادرة أموال رجال الأعمال تحت عناوين مختلفة، إلا أن النظام وحشوده الإعلامية لايزالون يسيئون لثابت وأسرته بتهم جديدة كل فترة، وليس معروفا متى قد تنتهي تلك الأزمة.
ولم يكن صفوان ثابت معارضا للنظام، بل حضر اجتماعا في العام 2014 مع السيسي ضمن عدد من رجال الأعمال لبحث آلية دعم الاقتصاد القومي المصري، وتبرع بمبلغ 50 مليون جنيه لصندوق تحيا مصر. لكن بعد فترة تم رفع اسمه من قائمة (رجال الأعمال الوطنيين الشرفاء) والحاقه بقائمة ( رجال الأعمال الإرهابيين )، في تحول جذري غير مفهوم حتى هذه اللحظة.
وفي حزيران/ يونيو 2018، وقَّع سيف نجل صفوان ثابت قرار تبرع «جهينة» بـ15 مليون جنيه لصندوق تحيا مصر، لدعم حملة القضاء على فيروس سي، وهي المساهمة التي حصلت الشركة بعدها على درع تكريم تسلمه سيف بنفسه من هيئة الشؤون المالية للقوات المسلحة، بحسب بيان إعلامي لجهينة.
كما ساهمت جهينة بالعمل في مبادرات وفعاليات بالتعاون مع عدد من الوزارات، كان من بينها الإسهام في توفير الواقيات للأطقم الطبية في بداية جائحة كورونا، بالتعاون مع وزارة الصحة، وأيضا المشاركة المستمرة لسنوات في معارض ترعاها وتنظمها وزارة التموين لتوفير مستلزمات الأسرة بأسعار مخفضة، بما في ذلك معارض “أهلا مدارس وأهلا رمضان”.
ورغم كل ذلك، يقبع اليوم صفوان ثابت وسيف ثابت الأب والابن على التوالي بحبس انفرادي في ملحق المزرعة، وحبس انفرادي مشدد في سجن طرة.
وفي 20 آب/ أغسطس 2015، قررت لجنة التحفظ وإدارة أموال الإخوان للتحفظ على الأموال السائلة والمنقولة والعقارية الخاصة بصفوان ثابت، لم يكن هناك أي تلميح، في أي من السنوات الثلاثين التي عمل فيها صفوان ثابت في مصر، يشير إلى أنه مرتبط بأي شكل من الأشكال بجماعة الإخوان المسلمين.
وفي شباط/ فبراير 2016، أعلنت لجنة التحفظ على أموال جماعة الإخوان بمصر التحفظ على 7.2% من أسهم «جهينة» التي يمتلكها ثابت، بطريقة غير مباشرة، كانت 40% من أسهم الشركة قد طُرحت في البورصة للمرة الأولى في 2010.
وقبل الطرح، كانت أسرة ثابت (الأب والأم وثلاثة أبناء) تمتلك 51.2% من «جهينة»، وبعد الطرح، أًصبحت 50.8% من الأسهم لشركة فرعون للاستثمارات المحدودة، التي تمتلك أسرة ثابت أكثر من 72% من أسهمها، مقابل باقي الأسهم في يد مساهمين قدامى وجدد.
وفي كانون الثاني/ يناير 2017 استمرت السلطة في إجراءاتها تجاه ثابت، فأدرجته على قائمة الإرهابيين إلى جانب قيادات الجماعة لمدة 3 سنوات بحكم قضائي من محكمة الجنايات، أيدت خلاله المحكمة اتهامه و1533 آخرين بعدة اتهامات، منها تمويل الجماعات الإرهابية واحتكار الشركات والمؤسسات للبضائع بهدف الإضرار بالاقتصاد الوطني.
وفي كانون الأول/ ديسمبر 2021 اعتُقل صفوان ثابت ولحقه في شباط/ فبراير 2021 نجله سيف ثابت الذي تولى بعد والده رئاسة مجلس إدارة جهينة، كان سيف ثابت هو الوحيد بين المتهمين في القضية الذي لم يتم احتجازه بسجن ملحق المزرعة، ولم يُسمح لمحاميه أو أقاربه بمعرفة مكان احتجازه، بحسب والدته بهيرة الشاوي التي اشتكت من عدم تمكنها من زيارة ثابت الأب سوى مرة واحدة، ومن عدم معرفة مكان ثابت الابن منذ القبض عليه في أول شباط/فبراير 2021 وحتى 23 نيسان/ أبريل الجاري.
تجدر الإشارة الى ان بهيرة الشاوي زوجة رجل الأعمال المصري صفوان ثابت كانت تعاني من مرض السرطان وتم السماح لزوجها ونجلها بزيارتها مرة واحدة لعدة دقائق خلال وجودها في المستشفي بعد تدهور حالتها الصحية بحيث أنها لم تشعر بوجودهما نظرا لدخولها في غيبوبة، وفقا لنجلتها التي كتبت عن الزيارة على حسابها على فيسبوك.
المصدر: الشادوف+مواقع التواصل