قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في تعقيب له على موجة ارتفاع الأسعار غير المسبوقة في بلاده منذ بدء الحرب في أوكرانيا، إن “النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه حوصروا في شِعب أبي طالب (حصار أهل مكة الجائر للنبي ومن معه) لمدة ثلاث سنوات، ومنع تزويدهم بالطعام والشراب، إلى درجة أنهم كانوا يأكلون من أوراق الشجر”.
وأضاف السيسي، في كلمته بمناسبة افتتاح مشروع للصوب الزراعية، السبت، “رغم ذلك، ماحدش اعترض من الصحابة، وقال للنبي محمد أن يقول للملائكة أن تحضر لهم الطعام، أو أن تفجر المياه من تحت أرجلهم. ربنا وحده القادر على أن يقول للشيء كن فيكون، لكن إحنا كبشر مش كده”، على حد تعبيره.
ووجّه السيسي حديثه للمصريين، قائلاً “ما نفعله من إنجازات فضل كبير علينا من الله تعالى، وخائف من أن يسلط ربنا علينا أنفسنا فندمرها، كما قال في كتابه (أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا)”، متابعاً “خائف من تخريب كل ذلك بسبب كثرة الجهل المنتشر في المجتمع، وعدم الوعي أو الفهم!”.
وكان السيسي قد هاجم رئيس حزب “الكرامة” المعارض، أحمد الطنطاوي، من دون أن يذكر اسمه صراحة، بقوله “من فضلكم لا أريد أن أرى أحد الأشخاص، وهو يضع قدماً على قدم، ويتحدث للرأي العام عن موضوعات تحتاج إلى دراسة وعلم. فالحديث يجب أن يكون في سياق فكري وعلمي وتخطيطي، لأن الكلام قد يكون مرتباً، وتعتقد الناس أنه حقيقي”.
وفي أول ظهور له منذ خسارته مقعده النيابي في الانتخابات التي جرت أواخر عام 2020، حمّل الطنطاوي نظام السيسي “المسؤولية عن الفشل الاقتصادي مكتمل الأركان الذي تعيشه مصر حالياً”، مؤكداً أن “رئيس الجمهورية ليس مصدر إلهام، أو خبيراً في العشرات من الملفات، وعليه أن يستعين بالخبراء -كل في تخصصه- في ظل مواجهة مصر خيارات صعبة، يجب أن ينتصر فيها لصالح الوطن”.
وقال الطنطاوي، في مقابلة مع قناة “بي بي سي عربي” مؤخراً، إنه “كان من المفترض أن تنتهي ولاية السيسي هذا العام بمرور ثماني سنوات على توليه الحكم عام 2014، مثلما قال الدستور، ومثلما وعد هو نفسه”، مضيفاً “نرى أن أفضل شيء ممكن أن تقدمه السلطة الحالية هو أن تتحول إلى سلطة سابقة بانتخابات ديمقراطية ونزيهة، ويا حبذا لو كان هذا في أقرب وقت ممكن عبر إجراء (انتخابات رئاسية مبكرة)”.
المصدر: الشادوف+العربي الجديد