في انفراد لموقع صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، أرسل سبعة من أعضاء مجلس الشيوخ التقدميين من الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة رسالة إلى وزير الخارجية أنطوني بلينكين يحثونه فيها على تجميد مبلغ 300 مليون دولار تقدمها واشنطن سنويا لمصر في شكل مساعدات عسكرية لنظام السيسي.
وحصل موقع بوليتيكو على نسخة من تلك الرسالة التي لم يتم الاعلان عنها من قبل، والتي وقع عليها عضوي مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي إليزابيث وارين من ولاية ماساتشوستس، وشيرود براون من ولاية أوهايو.
وذكر أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في رسالتهم لبلينكن ان هناك ما يتراوح بين 20 ألفا الى 60 ألف معتقل سياسي في مصر، مؤكدين: “نحن قلقون بشكل خاص بشأن ظروف الصحة والسلامة التي يُحتجز فيها سجناء الرأي، والتي تفاقمت بسبب جائحة كورونا”.
ووفقا للموقع، فقد طالب مسؤولون في مكتب وزارة الخارجية الأمريكية المعني بالتركيز على حقوق الإنسان بحجب أموال المساعدات المقدمة لمصر ، مشيرين إلى أن السيسي يدير بوضوح نظامًا قمعيًا للغاية لا يتسامح مع أية معارضة.
وأضاف أن هذا الموقف يعارضه مكتب وزارة الخارجية الأمريكية الذي يتعامل مع الشرق الأوسط ، والذي يرغب مسؤولوه – كما هو الحال عادة – في الحفاظ على العلاقة مع القاهرة قوية ومستقرة.
ونقل ” بوليتيكو” عمن وصفهم بمحللين وأشخاص آخرين على دراية بالموضوع إن الشيء غير المعتاد إلى حد ما هو أن المسؤولين في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية الأمريكية يشيرون إلى أنهم هذه المرة ربما يقفون إلى جانب مكتب حقوق الإنسان، وهذا المكتب، بقيادة تيموثي آلان بيتس القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية، والذي يتمتع بدور رئيسي في الإشراف على المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن للدول الأخرى.
وأوضحت الصحيفة أن أحد الخيارات المطروحة هو تقسيم الفارق – بمعنى حجب جزء من مبلغ الـ 300 مليون دولار – للإشارة إلى استياء واشنطن من القاهرة. وهناك خيار آخر وهو تسليم كل الأموال أو بعضها ولكن اشتراط إنفاقها بطرق محددة،” على سبيل المثال ، يمكن للولايات المتحدة أن تطلب من مصر إنفاق بعض تلك الأموال على الأمن البحري في المنطقة ، مما سيساعد المصالح الأمريكية”، حسبما قال.
وردا على طلب رسمي من الصحيفة الأمريكية للتعليق على المناقشات الداخلية في إدارة بايدن بشأن حجب أو تقليص المساعدات العسكرية لمصر، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها “ليست في وضع يمكنها من التعليق على (القرارات المستقبلية)”. ولم يدل متحدث باسم مجلس الأمن القومي ومقره البيت الأبيض بأي تعليق.
وأشارت الصحيفة الى أن موقف وزير الخارجية أنطوني بلينكين من قضية المساعدات الأمريكية لمصر لا يزال غير واضح في هذه المرحلة، مشيرة فى الوقت نفسه الى أن موقف بلينكن في العام 2011 تميز عن موقف جوزيف بايدن الذي كان وقتها نائبا للرئيس باراك أوباما عندما تعلق الأمر بدعم انتفاضة شعبية مصرية ضد الديكتاتور المصري آنذاك حسني مبارك.
وأوضحت أن نائب الرئيس جوزيف بايدن آنذاك أراد أن تدعم الولايات المتحدة حسني مبارك، بالنظر إلى مساعدته الطويلة للولايات المتحدة، لكن بلينكين ،الذي كان يشغل منصب مستشار الأمن القومي في إدارة أوباما في ذلك الوقت، انضم إلى مساعدي الرئيس الآخرين في حث أوباما على دعم تطلعات الشباب المصري الساعي إلى الديمقراطية.
ونقلت الصحيفة عمن وصفتهم بأشخاص مطلعين على الموضوع داخل إدارة بايدن، إن الجدل حول حجب المساعدات (العسكرية لمصر) لا يتماشى تمامًا مع الخطوط المعتادة. وشدد الجميع على أن “النقاش لم ينته بعد وأن المواقف يمكن أن تتغير”.
المصدر: الشادوف+بوليتيكو+ترجمات