في نبرة تحد واضحة ربما تساهم فى تفاقم الأوضواع السياسية والاقتصادية فى البلاد، قال الرئيس التونسي، قيس سعيد، مساء الاثنين، إن الإجراءات الاستثنائية، التي أقرها قبل حوالي شهرين، ستتواصل، معلنا عن عزمه سن قانون جديد للانتخابات، فيما تتزايد التحركات والانتقادات الداخلية لسياسات سعيد فى الاستحواذ على السلطة منفردا..
ومن مدينة سيدي بوزيد، قال قيس سعيد، في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي التونسي، إن “التدابير الاستثنائية ستتواصل”، وإنه سيضع “قانونا انتخابيا جديدا”. وعاد قيس سعيد للحديث عما يطلق عليه “الصواريخ القانونية”، مؤكدا مجددا أنها “جاهزة للإطلاق”.
كما اتهم جهات لم يذكرها بالاسم بـ”دفع المليارات في الخارج للتشويه وحتى للاغتيال”، وجدد انتقاداته للبرلمان الذي أقدم على حله قبل نحو شهرين، معتبرا أنه تحول إلى “حلبة للصراع والعنف”، حسب وصفه.
وأضاف أنه “لا مجال للتراجع أو الارتباك كما يقول البعض”، مشيرا إلى أنه سيرد على “التحدي بتحد أكبر ولن يترك الدولة دمية تحرك من وراء الستار”، على حد قوله.
وكان مئات التونسيين قد تظاهروا يوم السبت الماضي في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، ودعوا إلى إعادة العمل بدستور البلاد وتفعيل المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها البرلمان الذي تم تعليقه إثر التدابير الاستثنائية التي أعلنها سعيّد يوم 25 يوليو/تموز الماضي.
ورفع المحتجون شعارات تطالب بالحفاظ على مكتسبات الثورة التونسية، ولا سيما الحريات التي يقولون إنها باتت مهددة في ظل الملاحقات الأمنية والقضائية العسكرية لعدد من معارضي الرئيس.
وجاءت هذه الاحتجاجات -وهي الأكبر حجما منذ الإجراءات التي اتخذها سعيّد قبل نحو شهرين- عقب دعوات من نشطاء تونسيين من بينهم الرئيس التونسي الأسبق الدكتور منصف المرزوقي إلى الاحتجاج؛ رفضا لما يسمونه بالانقلاب على المؤسسات الشرعية وعلى دستور البلاد.
الى ذلك المرزوقي انتقادات كبيرة للرئيس الحالي قيس سعيد الذي قال إنه ضيّع على بلاده فرصة لتشغيل آلاف العاطلين عن العمل في ليبيا بعدما تعرض لـ”خديعة” من النظام المصري وخصوصا عبد الفتاح السيسي الذي قال إنه جره لافتعال خصومة مع ليبيا قبل أن “يستولي” على فرص عمل التونسيين في هذا البلد.
وتحت عنوان “عندما يضيّع الغباء المبادئ والمصالح معا”، كتب المرزوقي “إبان عهد الثورة كانت القضية الليبية شأنا داخليا وأول نقطة في جدول أعمال مجلس الأمن القومي والزيارات على أعلى مستوى لا تتوقف. وأضاف:” أذكر ليلة طرق على باب بيتي رئيس الوزراء علي زيدان في زيارة لم تكن مبرمجة. كنا أوفياء لمبادئنا في الدفاع عن الثورة التوأم وأيضا لمصالحنا الوطنية في ظل التعاون الأخوي والمودة المتبادلة”.
وأوضح، في تدوينة على صفحته في موقع فيسبوك “في عهد السبسي أصبحت ليبيا قضية خارجية وفعلا خرجت من نطاق الاهتمام لضياع المبادئ وكره الثورة المضادة التونسية للثورة الشقيقة وتكفل الإخوة المغاربة بالدور الذي كنا نلعبه. وفي عهد سعّيد ضاعت كل المبادئ وكل المصالح. وقف الرجل مع الثورة المضادة، وسخر المصريون من هذا المبتدئ. جرّوه لمربعهم لنتخاصم مع أشقائنا ثم استولوا على كل الفرص لعمّالهم. هكذا ضيّع فرص تشغيل مئات الآلاف من التونسيين ليزداد فقر التونسيين، إضافة لتعطيله دواليب الدولة والمكنة الاقتصادية المجمدة هي الأخرى لإشعار آخر”.
https://www.facebook.com/Dr.Marzouki.Moncef/posts/4541866649213852
وكان المرزوقي دعا قبل أيام للتظاهر ضد الإجراءات الاستثنائية للرئيس قيس سعيد، كما اعتبر أن خطاب سعيد وإجراءاته الأخيرة ساهما في تقسيم التونسيين وشلل مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن رغبة سعيد بالتخلص من حركة النهضة لا تبرر محاولته إقحام الأطراف الأجنبية في شؤون البلاد.
المصدر: الشادوف+وكالات