مسلسل الاختيار المخابراتى كله دجل وتمثيل رخيص ومبالغة للأجهزة الأمنية مكشوفة جدأ، لكن اتوقف مع تسريب الدكتور عبد المنعم ابوالفتوح الذى حذر فيه من تملك الإخوان بالديمقراطية، والأخطر والأهم هو قوله:” لو تم تخييري بين مرشح الاخوان ومرشح العسكر لاخترت على الفور واحد من العسكر.” !
وتعليقى من عدة نقاط:
أولاً : التسريب نشرته المخابرات بتسجيل سرى لها فى اجتماع مع العسكر، وهم يتعمدون النشر لصب الزيت على نار الخلافات القديمةز
ثانياً : مع عدم الثقة المطلقة فى الناشر وخضوع التسجيل للمونتاج لكن كلام ابو الفتوح خطير، ويحتمل أولاً نوعا من النفاق للعسكر، والاحتمال الآخر: وهو المهم أنه نتاج الخلاف الشديد بين الإخوان وأبو الفتوح، وما قاله يوضح كيف أن الخلاف والغضب يصل لأبو الفتوح الذى كان مرشحاً رئاسياً لمصر، وينادى بالحرية أن يختار الخصم المستبد الطاغية على الأخ الذى يرى أنه ظلمه، وهى آفة شديدة جعلت برهامى يختار العسكر وذلك علاوة على فكره الساقط
ويفعلها كثيرون من المسلمين فى مواقف كثيرة.
لذلك حذرنا الله من ذلك في قوله تعالى :
( ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
وقد ارسل صديق على الخاص يلومنى فيما رآه لغة متعاطفة مع الإخوان فى مقالى سابق بعنوان: (السلفيون وفتنة العسكر والاخوان) فقلت له لقد تحريت بفضل الله العدل فى ما كتبت ، والله لو على نفسى وماتم معى من البعض كنت لعنتهم ولكن الأمر ليس شخصى ولا شخصك، لكننا امام المصلحة العامة للمسلمين والعدل فى تقدير المواقف وأثر مانكتب على مصلحة المسلمين والضوابط الشرعية.
واتوقف مع موقف حدث مع الصحابى الجليل كعب بن مالك خين تخلف عن غزوة تبوك وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقاطعته واعتزال اهله، وفى يوم وهو يمشى فى السوق وقد استبد به الحزن الشديد من مقاطعة أصحابه له جاءه رسول من ملك غسان برسالة فتحها فوجد فيها: ( أما بعد، فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان، ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك” فكان رد مالك فقلت حين قرأتها : ( *وهذه أيضًا من البلاء فتياممت بها التنور فسجرتها بها).. أي أحرق الرسالة على الفور، واعتبرها ابتلاء، ولذلك مدحه الله من فوق سبع سموات حين قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، وكذلك كل رسالة ولقاء مع العدو وأنت مكروب ممن حولك يحاول فيه العدو ان تنحاز له هو ابتلاء لك، وكل كلمة أو حرف منك تنحاز للعدو هو خيانة للإسلام والأمة.
ومن عجائب تراتيب القدر أن أبو الفتوح أفرزت نار خلافه قيامه بتأييد أحداث 30يونيو ثم بعدها يسجنه العسكر ويجتمع فى السجن فى قضية واحدة مع أشد الناس خلافاً معه، وهو الدكتور محمود عزت (اللهم فك أسرهما وكل المأسورين)
ليكون الدرس:” العدو لا يفرق بين الإسلاميين بسبب اختلافاتهم إنما يستغلها لضربهم ببعضهم البعض.”
لذلك قال تعالى:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)، فهل يفق العنصريون المتعصبون لخلافاتهم التنظيمية
أم يظلون يتيهون ويتساقطون فى بئر لاقرار له تحت وهم المصلحة، وهى يقيناً قمة المفسدة؟!!
ممدوح اسماعيل
محامي ونائب فى برلمان الثورة 2012
أحد أبرز وجوه التيار الاسلامي في مصر
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
المقالات الواردة فى باب الرأي تعبر عن أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن الموقع وسياساته التحريرية