الشيخ محمد الصغير أفتى بفتوى عن الحرب الأوكرانية فيها نقطة خطأ عجيبة، لا ضابط فقهيا لها، فقال إن المسلم فى اوكرانيا يقاتل مع جيش بلاده، رداً للاعتداء، لأنهم فى حالة دفاع شرعى عن النفس!
وهى فتوى تفتقد تماما لمعرفة تفاصيل الحرب سياسياً، فيجب على المفتى قبل أن يسقط الأحكام أن يسأل أهل الخبرة، فهذه حرب لايمكن بداية الفصل في من المعتدى لتفاصيل الخلاف الروسى الأمريكى، فاوكرانيا محشورة فى الخلاف باراداتها، والتفصيلات موجودة على جوجل كتبها كثير من السياسيين لمن يريد البحث منذ تفكك الاتحاد السوفيتى.. وبالتالى لايوجد معتدى واضح بعيداً عن ضغط شبكة الجزيرة الاعلامية والتأثر بالزخم الإعلامى الغربى فهى حرب متداخلة فى النفوذ ومصالح أهل الكفر.
ثانياً : المسلمون فى اوكرانيا لايمثلون اى نسبة عددية فعدد السكان حوالى 43 مليون نسمة، المسلمون فى اقصى تقدير نصف مليون، وفى تقدير لايتجاوزون 150 ألفا، فهم نسبة غير مرئية تماماً والحكم للغالب *
وهو ان اوكرانيا دولة مسيحية ورايتها راية كفر، فلايجب القتال تحت رايتها مطلقاً، بخلاف أن المسلمين فى اوكرانيا تفاصيل وجودهم وسحقهم من الكفار كثيرة لايتسع لها هذا المقال.
ثالثا: الحرب الحالية هى حرب روسيا التي ترفع الصليب على النفوذ الأمريكى الذى يرفع الصليب أيضا، فلاعلاقة للمسلمين بالحرب مطلقاً، والمشاركة هنا تعاون على الإثم والعدوان ونصرة للكفر.. وفى الحديث*( ومن قاتل تحت رايةٍ عَمِيَّةٍ ، يغضبُ لعَصَبِيةٍ ، أو يَدْعُو إلى عَصَبِيَّةٍ ، أو ينصرُ عَصَبِيَّةً ، فقُتِلَ ، فقَتْلُه جاهليةٌ)
قال الإمام محمد بن الحسن في السير الكبير (: لا ينبغي للمسلمين أن يقاتلوا أهل الشرك مع أهل الشرك؛ لأن الفئتين حزب الشيطان, وحزب الشيطان هم الخاسرون, فلا ينبغي للمسلم أن ينضم إلى إحدى الفئتين، فيكثر سوادهم، ويقاتل دفعًا عنهم, وهذا لأن حكم الشرك هو الظاهر, والمسلم إنما يقاتل لنصرة أهل الحق, لا لإظهار حكم الشرك.) اهـ
والتفصيلات فى كتب الفقه كثيرة..
رابعا: الحالة الوحيدة للمسلم هى إذا تم الاعتداء على شخصه وبيته فهنا فقط له حق الدفاع الشرعى، أما المشاركة فى حرب بين الكفار، فلم يقل بذلك أحد من العلماء، إلا الشيخ القرضاوى وسليم العوا فى فتوى قتال الأمريكان للأفغان
والتى قوبلت برفض شديد من علماء الأمة فتراجع عنها الشيخ القرضاوى وتمسك بإثمها سليم العوا ومن شايعه..
وأخيراً، فإن التفصيلات السياسية كثيرة فى الإحاطة بتلك الحرب، ولكن يبقى أنها حرب لاناقة فيها ولاجمل للمسلمين، واتمنى من الشيخ محمد الصغير ان يصحح تلك النقطة، لأنها غير مقبولة شرعاً، ولاحتى سياسة، فمن مصلحة المسلمين تدافع قوى الكفر.
ممدوح اسماعيل
محامي ونائب فى برلمان الثورة 2012
أحد أبرز وجوه التيار الاسلامي في مصر
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
المقالات الواردة فى باب الرأي تعبر عن أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن الموقع وسياساته التحريرية