حوادث القتل فى مصر انتشرت وزادت بصورة لافتة عجيبة وأسبابها كلها معروفة وستتكرر وتزيد بسبب الفقر؟ والضغوط الاقتصادية؟ والفساد الأخلاقى والتفكك الإجتماعى الرهيب؟
يزيد على ذلك تغييب الدين عمداً فى الحياة، فيوجد فى المعتقلات 60 ألفاً منهم مالايقل عن عشرة آلاف داعية والباقى دعاة بحالهم الشخصى، بخلاف أن اعتقالهم ترهيب من التدين وأيضاً تخويف كثير من الدعاة، ودعوة للباقى للنفاق حتى يعيشون بأمان يزيد على ذلك ان سياسة الدولة ضد الدين، وبغياب الشريعة يحل سخط الله.
واسوأ نقطة هى تدخل الدولة بالفساد فى قوانين الأسرة مما يخلق تفككا أسريا رهيبا ويتوج ذلك انتشار المخدرات عمداً من الدولة لتغييب شباب حالة البطالة عن الوعى، لكنى اتوقف مع أهم حالتى قتل فى مصر وهى قتل الطالبتين نيرة ثم سلمى بطريقة واحدةمروعة هزت المجتمع الغافل وهى الذبح بالسكين عشرات الطعنات علانية
(وأتعجب من هذا المجتمع الذى لم يهتز لقتل مئات المسلمين الصالحين علانية فى رابعة!!! ) والسبب واحد فى قتل الطالبتين هو حالة الاستغراق فى الحب أو العشق للمرأة
ولابد من الفهم لهذه الحالة بعيداً عن ضجة الغوغاء والإعلام السوقى المفتعل لشغل الناس عمدأ عن مصائب الدولة
قال ابن القيم عن العشق والحب : هذا مرض من أمراض القلب، مخالف لسائر الأمراض في ذاته وأسبابه وعلاجه، وإذا تمكن واستحكم، عز على الأطباء دواؤه، وأعيى العليل داؤه… إلى أن قال: وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى المعرضة عنه، المتعوضة بغيره عنه، فإذا امتلأ القلب من محبة الله والشوق إلى لقائه، دفع ذلك عنه مرض عشق الصور، ولهذا قال تعالى في حق يوسف: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف:24] فدل على أن الإخلاص سبب لدفع العشق وما يترتب عليه من السوء والفحشاء التي هي ثمرته ونتيجته،
وقد كتب ابن القيم عن علاج العشق فى كتابه زاد المعاد منها
1_الزواج، الحديث( لم نر للمتحابين مثل النكاح) صحيح ابن ماجه
2_اليأس، إشعار نفسه اليأس منه فإن النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ولم تلتفت إليه.
وفى الحديث ومن لم يستطع فعليه بالصوم
فكيف يصل الشاب العاشق إذا لم يتزوج إلى عبادة الصوم وكل ماحوله يأخذه إلى الفساد من مسلسلات وأفلام فجور تصنع بطولة وهمية ضلالية للعاشق ومجتمع الفساد والمفسدين فيه قدوة وبطالة تغل اليد عن مصاريف الزواج ومخدرات منتشرة تغيب العقل والوعى ومناخ عام من التخويف من التدين وحديث الناس للتخويف أن الشباب الذى تدين فى السجون ودعاة يعملون بأمر الحاكم فيحللون الربا والحرام وخطبة لاتتجاوز دقائق كلها نفاق
مناخ صعب ((ولايفهم طائش أن ذلك تبريراً مطلقاً )) ولكنه شرح للمرض الكامن فى المجتمع، يزيد على ذلك أن الدولة لاتقدم مشروعاً قومياً للشعب ولا قدوة للشباب فيعيش الشباب فى دوامة إلا من رحمه ربه
أرجع إلى قتلة نيرة وسلمى فهما نتاج دولة ترعى فساد المجتمع فنشأت حالة القتلة ابراهيم وإسلام الفارغين مما يملأ قلوبهم من ايمان فهم مرضى لم يجدوا فى المجتمع علاجاً فلم يصبروا فضلوا
قال ابن القيم – : أصول المعاصي كلها كبارها وصغارها ثلاثة : تعلق القلب بغير الله ، وطاعة القوة الغضبية ، والقوة الشهوانية
تعلق قلب محمد واسلام بغير الله( إمرأة) مع قوة شهوانية أنتج ذلك قوة غضبية شيطانية أنتجت حالة ذبح مروعة علانية بالسكين للمحبوب بخلاف ذلك نجد شباب هداهم الله وتعلقت قلوبهم بالله
فكان نتيجة ذلك أن القوة الغضبية الكامنة فيهم توجهت إلى كل من يفسد ويكفر ويعارض المحبوب الله فبذلت روحها فى سبيل الله واستخدمت السكين وغيره من السلاح لكن لله ضد من أغضب المحبوب( الله) ونالت الشهادة وهى راضية فرحة بلقاء الله
وشتان عندما نرجع محمد واسلام( ويا خسارة الأسماء) سنجد أنهما سيعدمان لأنهما قتلا نفساً بريئة معصومة حتى ولو كانتا سبباً لكنه قتل بغير حق فيموتان فى غضب الله ولاحول ولاقوة الا بالله
أسأل الله أن يرزقهما توبة قبل موتهما نعم هم قتلة يستحقان الإعدام ولكن لو كنت قاضياً قبل تنفيذ إعدامهما
لحكمت أيضآ بالإعدام على الحاكم الذى أفسد الرعية بتبديل شريعة الله بشريعة الفساد والفجور وتسلط علي الناس بالطغيان والظلم فأفسد حياتهم ودينهم بالفقر والفجور والانحلال وترميز الفجرة الفسقة فضاعت عقول الناس والشباب عن الحق فضلوا وقتلوا ،، اللهم سلم
ممدوح اسماعيل
محام ونائب فى برلمان الثورة 2012
أحد أبرز وجوه التيار الاسلامي في مصر
المقالات الواردة فى باب الرأي تعبر عن أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن الموقع وسياساته التحريرية