ممدوح اسماعيل يكتب: خروج الزيات من انتخابات المحامين المصريين

لم يفاجئنى إخراج الأخ والزميل الأستاذ منتصر الزيات من انتخابات نقيب المحامين المصريين عن طريق القضاء المسيس، بل سعدت به، وكنت واثقا من إخراجه، ولكنى كنت افكر هل خروجه أو إخراجه سيتم عبر اسقاطه فى الانتخابات؟ أم بإستخدام الحكم الملفق ضده فى قضية إهانة القضاء؟!


وكنت نصحت الأخ منتصر فى المرة الأسبق بعدم الدخول أو خوض غمار المنافسة على منصب نقيب المحامين المصريين، وقلت له أن الأجهزة الامنية التى تحكم سيتركوك تدخل لتلميع سواد الاستبداد بأى شكل من أشكال الانتخابات، ثم فى الفرز سيتم اسقاطك حتى لو فزت بالصندوق، سيقولون له (هارد لك)، وقلت له مهما كان شكلك ودودا ولعيبا، فإنك ستسقط وسوف يستفيد الطغاة من خوضك للانتخابات، ولكنه كعادته لم يسمع، واستفاد الطغاة ولم يشكروه، بل سجنوه فى قضية عار التلفيق ( إهانة القضاء) المستحق الإهانة، وكررها مع رجائى عطية، ثم انسحب
لأن المخابرات التى تحكم أرادت مكافأة (رجائى عطية) الضابط العسكرى السابق، وأخرجت المخابرات أيضآ سامح عاشور من الانتخابات لكنها كافأته بعضوية مجلس الشورى، فهو ابنهم و رجلهم القديم وخدماته لا تنقطع للطغاة والمستبدين !!


اما الزيات فهو مهما لعب سياسة على الحبال بهدووء حتى ولو سكت، فهو سيظل فى خانة المعارض، واعتقد أن الزيات كمحام مخضرم كان يعلم أن ورقة الحكم فى القضية سوف تستخدم ضده لكنه تماشى مع اللعبة الحلوة وخاض الانتخابات وهو يعلم أنه سيكسب نقابياً فى جولاته فى المحافظات فقط ليكون له مكانة أقوى إذا دارات الأيام، ولكن كسياسى اسلامى أعتقد انه خسر بدخوله سباق خاسر من البداية لأن المستفيد منه هم الطغاة، الذين لا يوجد فى عقولهم أي معنى لكلمة: حرية، وكل مايعرفونه هو: سجون سجون سجون!!
وقد استفاد نظام العسكر المستبد من تجميل صورته القبيحة أمام العالم من خلال كون محامى (اسلامي) معروف مثل الأستاذ منتصر الزيات يخوض انتخابات أقوى نقابة فى العالم العربى ويتحرك بكل حرية، وذلك للتغطية على الفساد والدكتاتورية الفاجرة وأنين ودعوات مئات الآلاف من المظلومين فى السجون وخارجها.
وأخيراً اخى منتصر الزيات، وبعيداً عن كل الحسابات:” اعتقد وأنت قد جاوزت عتبة الستين من العمر، أعتقد أن الله قدر ذلك ليمنع عنك شر أن تكون عوناً للظالمين فى مسرحيتهم فى ظل أسوأ
وأسود
وأفسد
وأطغى
وأظلم فترة حكم تعيشها مصر منذ مائتى عام !
فعليك بحمد الله وقل:
(رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراََ للمجرمين)
ولتعلم أن ذلك ربما جاءك بحسنة خفية أو دعاء خفى يعلمه الله، فلملم شعث أفكارك، واحزم حقيبة زادك، واسعد بقدرك الذي قدره الله لك..فهل تفعلها ؟


ممدوح اسماعيل

محام ونائب فى برلمان الثورة 2012

أحد أبرز وجوه التيار الاسلامي في مصر

المقالات الواردة فى باب الرأي تعبر عن أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن الموقع وسياساته التحريرية

المشاركات الاخيرة

انتخاباتمصرمقال رأيممدوح اسماعيلمنتصر الزياتنقاباتنقابة المحامين
Comments (0)
Add Comment