استوقفنى مناشدة والدة مصطف النجار السلطات المصرية أن تفصح عن مكان اختفاء ابنها واشاركها طلبها وحزنها
وقد أعادت المناشدة ذاكرتى إلى سنوات سابقة فى عهد مبارك حيث اختفى عشرات الأشخاص بعد القبض عليهم وجائنى والد أحد الأشخاص المختفين وكان يبكى بمرارة وكان طلبه الوحيد ان يرى عظام ابنه فقط ومكان قبره ليزوره
فتقدمت ببلاغات للنائب العام لم آجد عليها اى رد
وهنا أتوقف فقد تم الاعتقال والتعذيب لعشرات الألوف فى عهد مبارك
ولكن كانت غالب الحالة السياسية والإسلامية مشغولة بنفسها فقد كانوا يرون انهم لاعلاقة لهم بجماعات تريد تغيير النظام، ولكن القضية ليست الجماعات فهم خاضوا طريقهم ويتحملونه ولكن الظلم وضياع كل أسس العدل فى المحاكمة والقبض والسجن فقد تعرض عشرات الآلاف للظلم بدون أدنى سبب
فأين المبادئ؟
وجاءت ثورة 25يناير واندفع الجميع فى حالة الثورة
حتى كنت أتعجب من شخصيات ورموز كانت لها مواقف ضد التغيير وتغيرت مواقفها
وكررت تقديمى بلاغات عن المختفين قسرياً فى عهد مبارك ولكن كان المناخ فى حالة تصارع سياسى فلم يجتهد أحد فى هذا الملف
الشاهد جاء الانقلاب العسكرى وعادت آلة القهر والظلم أشد ألف مرة مما كانت أيام مبارك وامتدت آلة البطش تفتك بالأبرياء قتلاً وسجناً واخفاءاً
وشهدت مصر اعتقالات للجميع منهم من ظنوا أنهم بعيدين عن الاعتقال ومحاكم عسكرية واستثنائية وتلفيق قضايا شملت من كانوا يتغنون باستقلال القضاء وسكتوا عن المحاكم العسكرية وظلم التلفيقات
مايحدث يستوقفنى دائما عظة لنفسى أن الإنسان المسلم يجب عليه ان لايسكت عن ظلم ويبذل المستطاع فإنه لايدرى كيف تدور احوال الزمان ولعل موقفاً يتخذه لله ضد الظلم يكون له ستراً ووقاية من الظلم
أرجع مايطلق عليه (الاختفاء القسرى) فالحالات كثيرة جدا و هو جريمة لاتفعلها الحيوانات فهى تقتل فريستها فى مواجهة علانية ولاتخفيها ابداً
إن الطاغية الذى يفعل ذلك يريد تحطيم المختفى واهله فى قسوة تترفع عنها الحيوانات
وأتعجب من طغاة وزبانية السيسى فهم لايتوقفون عن التلفيقات والقضاء جاهز للأحكام فما الذى يمنعهم من إظهار المختفى إلا خسة وشيطنة تتلذذ بالايذاء
إن مصر تشهد فى عهد الشيطان السيسى فجور فى الظلم لم يحدث فى تاريخها بهذا التواصل على مدى ثمان سنوات.
أسأل الله أن يرسل رحماته بالفرج للمختفين وأهاليهم وكل المعتقلين وأن يرسل آيات انتقامه للظالمين فيتمنوا الاختفاء من الدنيا فلايجدونه.
ممدوح اسماعيل
محامي ونائب برلماني مصري فى برلمان الثورة 2012
أحد أبرز وجوه التيار الاسلامي في مصر
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
المقالات الواردة فى باب الرأي تعبر عن أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن الموقع وسياساته التحريرية