استوقفنى طلب المحامين سماع شهادة الشيخ محمد حسين يعقوب كشاهد نفى لأن بعض المتهمين تلامذة له، واصرار المحكمة على استدعائه جعلنى اتأكد من خطأ المحامين وأنه سيكون شاهد إثبات ضد هؤلاء المتهمين..
وهو خطأ فنى مهنى كبير للمحامين فلايمكن استدعاء شاهد نفى إلا إذا كنت متأكدا تمامآ انه شاهد نفى لصالح موكلك.. وهذا مافعلناه كمحامين سابقا بفضل الله فى قضية اغتيال فرج فودة وطلبنا كمحامين للشيخ الفاضل الدكتور محمد مزروعة والشيخ الغزالى رحمه الله
وكانت شهادتهما علامة مميزة فى كلمة الحق وشاهد النفى قانونا فى التاريخ القضائى.. وسبقهما تاريخيا شهادة المستشار على جريشة و الشيخ صلاح ابواسماعيل رحمهما الله رحمة واسعة.
وبالرجوع لشهادة الشيخ حسين يعقوب المنشورة اليوم 15يونيو نجد انه من الناحية القانونية كان فى إجابته شاهد اثبات ضد المتهمين وليس شاهد نفى!
لكن استوقفنى سؤال المحكمة للشيخ حسين يعقوب عن معنى (جهاد الكلمة).. رد الشيخ يعقوب قائلا: (معنى جهاد الكلمة فى رأيى أن نكثر من وجود الصالحين لكى لا تهلك الأمة)
وهى إجابة عجيبة وغريبة لم يقل بها أحد من العلماء
وهروب من جهاد الكلمة بحق إلى تعريف مبتدع والعجيب انه قال للمحكمة (انه ينتمى إلى مذهب الحنبلى) وهو هنا يخالف إمام المذهب احمد بن حنبل رضى الله عنه تماما على التفصيل المعروف
وكان يكفيه ان يقول جهاد الكلمة هو كلمة الحق.. وهذه لايوجد فيها أدنى ذرة مشكلة قانونية
ولا خوف إلا ان مجرد التلفظ بلفظ (كلمة الحق) فى ذاتها تسبب رعب للناس
لكن قوله (تكثير الصالحين) غريب.. فكيف يتم تكثيرهم هل بزرعهم ام برش مبيد عليهم!!!
بلاشك تعريف حلمنتيشي، وليس حنبلى!!
نأتى إلى الأخطر فى شهادته قوله ( ان رئيس الدولة ولى أمر).. وهو مصيبة قانونية للمتهمين.. ومصيبة شرعية ايضا
فالسيسى من ناحية القانون مغتصب للسلطة جهارا نهارا.. ووصفه ان رئيس الدولة ولى أمر سقطة شرعية كبيرة
قال تعالى ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وولى الأمر هو الذى يطيع الله ورسوله.. فهل السيسى يطيع الله ورسوله؟!!بالقتل والظلم والفساد وبيع الأرض وموالاة الكافرين وحرب المسلمين ياشييخ ؟
بلاشك مليار لا .
وكلام الشيخ يضعه فى صف المرجئة.. ولافرق بينه وبين الصوفية المرجئة مهما ادعى وصلا بالمذهب الحنبلى.
الشاهد ان الشيخ يعقوب رجل (داعية وعظى) له فضل دعوى لاينكر للعوام.. هذه حقيقية لا تطمسها أخطائه
ولكن تم تضخيمه ولايصح وضعه فى مقام العلماء أبدا.. وقد سبق له فتاوى فى الأمور العامة مصيبة شرعية كبيرة
ولكنه لم يتوقف ويكتفى بالوعظ
وهذه مصيبةمنتشرة فى الحالة الاسلامية: وضع دعاة الوعظ للفتيا وامور المسلمين العامة
وشهادته ستكون دليلا ضد المتهمين.. ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم، هذا بخلاف سقوطها الشرعى، ولله الأمر!
ممدوح اسماعيل- المحامي
برلماني مصري من نواب الشعب المنتخبين فى برلمان الثورة 2012
من أبرز وجوه التيار الاسلامي بمصر
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
مقالات الرأي تعبر عن آراء أصحابها، ولا تعبر بالضرورة عن الموقع أو سياساته التحريرية