بعد مرور 5 شهور على تلك الواقعة التي هزت مصر والعالم العربي، كشفت تحقيقات النيابة العامة المصرية في حادثة حرق جثة ممرضة بحي حلوان جنوب القاهرة أن مرتكب الواقعة عامل بالمدافن (تُرَبي)، اعترف أنه “اغتصب الجثة في المقبرة ثم أشعل فيها النار لإخفاء معالم جريمته والإضرار بالمشرف على المقابر”.
وأفادت صحف مصرية أن عامل المدافن الذي يطلق عليه في مصر لقب (التُرَبي ) يدعى مصطفى م. ح (41 سنة)، وانه اعترف أمام جهات التحقيق، أنه اقتحم إحدى المقابر وأخرج جثة سيدة شابة تبين أنها تعمل بمستشفى حلوان العام ثم عاشرها جنسيا وأشعل النار بجثتها إثر خلاف سابق بينه وبين المسؤول عن إدارة المقابر انتهى بقيام الأخير بالتعدي عليه بالضرب وتحطيم هاتفه المحمول ومنعه من العمل بالجبانات”.
وأضاف أنه “على إثر ذلك اختمرت فكرة الانتقام في رأسه وتمكنت منه”.
وتابع أنه “علم بوجود جثة حديثة تم دفنها في المقابر، فقرر الانتقام وتوجه إلى المقبرة ليلا عقب الانتهاء من الدفن ودلف إليها بالداخل عقب أن كسر قفل المقبرة وأخرج جثمان الممرضة المتوفاة وجردها من الكفن وعاشرها جنسيا وبعدها سكب عليها البنزين وأشعل النيران فيها وفي الجبانة، قاصدا من ذلك، أولا إيقاع الضرر لخصمه مع أهل المتوفية بصفته القائم على إدارة الجبانات، وثانيا لإخفاء معالم قيامه باغتصاب الجثة وتمزيق الكفن.”
وكانت سعدة طلعت مفتشة التمريض بمستشفى حلوان العام، قد أكدت في تصريحات لـصحيفة «الوطن» المصرية، أن الموظفة كانت تتسم بالطيبة ولم تكن متزوجة وتبلغ من العمر 40 عاما، لافتة إلى أن زميلاتها في المستشفى أصابهن الحزن الشديد على وفاتها.
وتابعت: «الواقعة بشعة ولا يمكن تخيلها، ولا أعتقد أن السبب هو الخشية من انتشار فيروس الكورونا خصوصا أن الوفاة كانت بسبب الكورونا، فهناك العديد من الحالات التي توفيت بكورونا ولم تتعرض جثامينهم للحرق».
من جهته، قال أحمد علي أمين عام نقابة التمريض، إن النقابة تواصلت مع إدارة المستشفى، وعلمت أنها ليست ممرضة، بل كانت تعمل كإدارية في إدارة شؤون المرضى.
وأدانت دار الإفتاء الواقعة، وقال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن نبش القبور حرام شرعا، وسواء توفيت الممرضة بطريقة طبيعية أو بسبب فيروس كورونا، فلا يجوز نبش القبر وإخراج الميت منه في الإسلام إلا للضرورة وبمعرفة النيابة العامة، كما أن إخراج الجثة وحرقها لأي سبب من الأسباب لا يجوز شرعا لأنه انتهاك لحرمة الميت.
المصدر: الشادوف+صحف مصرية