كشفت صحيفة “يو إس إيه توداي” الأميركية أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي- FBI) قدم المساعدة لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي كانت أساسية في القبض على ابنته الشيخة لطيفة.
وبحسب معلومات حصلت عليها الصحيفة، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي حصل على بيانات تحديد الموقع الجغرافي لليخت، الذي استخدمته الشيخة لطيفة للهروب من الإمارات في عام 2018، عبر مزود خدمة الإنترنت في الولايات المتحدة، وقدم المعلومات إلى سلطات دبي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن تدخل مكتب التحقيقات الفيدرالي جاء بعد أن زعم مسؤولون في دبي أن الشيخة قد اختطفت وأنها بحاجة إلى مساعدة طارئة لتأمين إطلاق سراحها. وقالت المصادر إن سبب تدخل المكتب هو أنه تم تضليله بشأن ظروف الشيخة لطيفة على متن القارب.
وقال شخص مطلع على العملية: “اعتقد مكتب التحقيقات الفيدرالي صدق فعلاً أن هذه قضية اختطاف وكانت الولايات المتحدة تنقذ الموقف”.
وقد تم تتبع موقع لطيفة لأنها تواصلت أثناء وجودها على اليخت مع أشخاص عبر البريد الإلكتروني، بحسب التقرير.
وقال أحد الأشخاص المطلعين على العملية للصحيفة إن “الخطأ القاتل الذي ارتكبته لطيفة هو أنها فحصت بريدها الإلكتروني. كان هذا هو الاختراق. تم فحصه مع معلومات وقواعد بيانات أخرى في المنطقة، وتمكن الإماراتيون من معرفة القارب الذي كانت على متنه بالضبط، ومكان وجود هذا القارب.”
ونقلت الصحيفة أن لطيفة صرخت خلال مداهمة القارب في آذار / مارس 2018 قام المسلحون بتقييد معصمها: “اطلقوا النار علي هنا! لا ترجعوني!”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسلحين تم إرسالهم من قبل والدها الملياردير رئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة والحاكم الاستبدادي لإمارة دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وعلى الرغم من توسلاتها التي أكدها شاهدان عيان سافرا معها على متن اليخت نوسترومو الذي يرفع العلم الأميركي، تم سحب الأميرة لطيفة من السفينة وعادت إلى دبي وحكم والدها.
وظل لغز كيف وجد الشيخ محمد ابنته سراً لأكثر من ثلاث سنوات.
وأشارت الصحيفة إلى أن المساعدة التي قدمها مكتب التحقيقات الفيدرالي في القبض على لطيفة ربما تكون قد انتهكت أيضاً بروتوكولات الوكالة إذا كانوا قد حصلوا على البيانات من دون أمر قضائي.
وأضافت أنه إذا كان التقرير صحيحاً، فسيثير تساؤلات حول أولويات حقوق الإنسان للحكومة الأميركية، بعد أن استنكر العديد من النشطاء والجماعات الحقوقية القبض على الشيخة لطيفة.
يشار إلى أنه في العام الماضي، حكم قاضٍ بريطاني بأن الشيخ محمد كان يحتجز ابنتيه وخطفهما في مناسبتين منفصلتين. وفي عام 2018، هربت لطيفة من دبي بمساعدة صديقتها، مدربة الكابويرا الفنلندية، تينا جوهياينن.
وبعد ثمانية أيام، عندما سافرت حتى ساحل مالابار الهندي، استقلت القوات الهندية – ثم الإماراتية – بعنف قاربها وأعادتها إلى دبي.
وقالت الشيخة البالغة من العمر 35 عاماً إن رجالاً من الإمارات ثبتوها وحاولوا ربطها وحقنها بمهدئ بعد محاولتها الهرب.
وفي شباط / فبراير الماضي، بثت قناة “بي بي سي” البريطانية مقاطع فيديو سجّلتها لطيفة سراً وأرسلتها إلى أصدقاء في الخارج، وصفت فيها القبض عليها وسجنها بعد عودتها إلى الإمارة. وقالت إنها كانت محتجزة بمفردها من دون الحصول على مساعدة طبية أو قانونية في فيلا مغلقة تحرسها الشرطة.
وشوهدت الشيخة لطيفة الشهر الماضي في إسبانيا في صور على إنستغرام، مع مجموعة حملات تدعمها قائلة إن هناك “خطوات إيجابية للغاية إلى الأمام” فيما يتعلق بحريتها الشخصية.
وقال ديفيد هاي، أحد مؤسسي حملة “حرروا لطيفة” في بيان: “لا شك في أننا انضم إلينا عشرات الآلاف من جميع أنحاء العالم الذين دعموا لطيفة في السنوات الثلاث الماضية عندما نقول إننا سعداء لرؤية لطيفة تحمل جواز سفر على ما يبدو، وتسافر وتتمتع بدرجة متزايدة من الحرية، فهذه خطوات إيجابية للغاية إلى الأمام، لكن لا يبدو ذلك صحيحاً”.
المصدر: الشادوف+ترجمات