بينما يواجه المصريون صيفاً ساخنا، تجاوزت درحة حرارته 42 درجة مئوية، تسعى صحف القاهرة الصادرة أمس الجمعة 2 يوليو/تموز، لتجميد مناخ العاصمة السياسي. وفي ما دخلت البلاد في الأزمة الأشد على مدار تاريخها، متجسدة في بدء الملء الثاني لسد النهضة، هرولت بعض صحف القاهرة نحو البحث عما يشتت الانتباه عن التهديدات الكونية، فإذا بها تبحث عن علاقة الجن والعفاريت بالنائب السابق في البرلمان علاء حسنين، الذي أعلن من قبل عن زواجه من ابنة ملوك الجان.وتساءلت بعض الصحف لماذا لم يبادر الجني بإغاثة صهره النائب، وقامت بتوجيه سؤال لعدد من رجال الدين حول القضية.
ومن تقارير صحف أمس الجمعة اعترفت الحكومة بأنها تواجه أزمة مياه غير مسبوقة، حيث أكد الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، حجم التحديات التي تواجه قطاع المياه في مصر، وعلى رأسها محدودية الموارد المائية المتاحة، والإجراءات الأحادية التي يقوم بها الجانب الإثيوبي، في ما يخص ملء وتشغيل سد النهضة، بالإضافة للتغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية.
ومن أخبار الفنانة دلال عبد العزيز ضحية كورونا: قال الإعلامي محمد علي خير، إنها، لا تستطيع الخروج من المستشفى، ولا تستطيع الوقوف على قدميها ومغادرة الفراش، ولا تستطيع أن تترك جهاز الأوكسجين. وطالب محمد علي خير، من محبيها الدعاء لها بالشفاء العاجل، وأن تتعافى من المشكلة الصحية التي تواجهها، وتقاوم فيروس كورونا المستجد بعد مرور أكثر من شهرين، حيث أُعلنت إصابتها به يوم 15 إبريل/نيسان الماضي.
ملك الجن مشغول
تم القبض على علاء حسانين منذ أيام بتهمة التنقيب عن الآثار مستعينا بالجن وبمساعدة آخرين. والسؤال الذي طرح على الكثير لماذا لم يحم الجن علاء حسانين من الشرطة؟ ويخبره قبل القبض عليه، خاصة أنه كان دائما يدعي أنه على علاقة بالجن؟ محمود كساب تولى البحث عن إجابة في “الأخبار”: في البداية قال الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إنه لا يستطيع أحد التحدث مع الجن، أو تسييره لخدمته مؤكدا أن كل ذلك خرافات ليس لها حقيقة. مشيرا إلى أن من يستخدم ذلك يعلم جيدا مكان الآثار، ولكنه يوهم الناس. وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أنه إذا كان علاء حسانين يسخر الجن لخدمته فلماذا لم يخبره بالقبض عليه. بينما قالت آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية في جامعة الأزهر إن هذه خرافات تماما، ولا يستطيع الإنسان التحدث مع الجن وتسخيره له. وأشارت إلى أن الأنسان مخلوق من الطين والجن من النار، فكيف يتم التواصل بينهما، مشددة على أن كل ذلك خرافات ليس لها حقيقة على أرض الواقع. وكشفت النيابة العامة، تفاصيل المضبوطات التي عثر عليها بحوزة نائب العفاريت علاء حسانين. وأشارت النيابة إلى أنه ضُبِطَ المتهم علاء حسانين زعيم التشكيل العصابي ومتهم آخر بصحبته، وعُثِرَ بحوزته على عملات معدنية مشتبه في أثريتها، وعُثِرَ في السيارة التي يستقلها على تماثيل وأحجار وعملات وأشياء مشتبه في أثريتها. وأمر النائب العام بحبس تسعة عشر متهما احتياطيّا لتنقيبهم عن الآثار والاتجار فيها وتهريبها خارج البلاد.
غياب أم وفاة؟
قال فاروق جويدة في “الأهرام” إن النخبة المصرية غابت تماما عن المشهد، وتركت الساحة تماما لوجوه مشوهة وأفكار غريبة.. وأضاف الكاتب، أن من تابع تاريخ النخبة المصرية لا يمكن أن يتجاهل مواقفها ومعاركها.. ولم يكن ذلك مقصورا على الحياة السياسية، ولكنه كان أكثر تأثيرا في المستوى الفكري والثقافي والاجتماعي.. ولكن هذه الأدوار تراجعت، بل انسحبت. كان المثقف المصري في طليعة القوى التي واجهت الاستعمار وتصدت لكل المحاولات التي سعت لتشويه الشخصية المصرية، وخرجت كتائب متعاقبة من الأجيال، لكي تحافظ على ثوابت ومقومات هذا الوطن، ولم تتركه يقع فريسة التغريب والتشويه والتآمر.. كانت نخبة واعية أدركت مسؤوليتها في حماية الشعوب والأوطان. وفي فترات لاحقة تحولت هذه النخبة إلى مسؤوليات أهم في نشر الوعي وتفتح العقول وقادت مسيرة التقدم في الفكر والفن والإبداع، وشاركت في صياغة إنسان أكثر وعيا.. ولا يستطيع أحد أن ينكر دور النخبة المصرية في محيطها العربي، إن المثقف المصري هو الذي قاد مسيرة التنوير في العقل العربي، وهو الذي قدم المدرس والأستاذ والعامل الماهر والطبيب ولم يتخل عن دوره ومسؤولياته.. لا شك في أن هناك أسبابا كثيرة غيرت المسار وشوهت الصورة وهمشت الأدوار.. كانت أخطرها لعنة المال التي غيرت الموازين في كل شيء.. فكانت رحلة الهروب التي غيرت كل ثوابت الشخصية المصرية في الفكر والسلوك والأحلام.. أعود إلى هذه الصورة التي وصلت إليها النخبة المصرية، وكيف تبدلت مواقعها وأدوارها وتأثيرها، وهل كان ذلك انسحابا أم تهميشا أم غيابا؟ الواقع يؤكد هذا الغياب والدليل هذا الكم من القضايا التي تشغل الإنسان المصري، ولا تسمع فيها صوتا للنخبة.. في كل يوم نسمع عما يجري في الشارع المصري من التغيرات، ونتسأل أين صوت النخبة من العلماء والمفكرين ولا نجد أحدا.
صناعة الفراغ
ترى أمامك والكلام ما زال لفاروق جويدة في “الأهرام” تحولات في كل شيء سلبيا وإيجابيا ولا أحد يبدي رأيا حتى في قضايا مهمة تغير ملامح كل شيء.. ابتداء بقطع الأشجار وانتهاء بتجاوزات التواصل الاجتماعى لغة وحوارا وسلوكا وأخلاقا.. ما أسهل أن تشتعل الحرائق بسبب قضية تافهة وفكر شاذ، ولا تجد عقلا يرد الناس إلى الصواب، إن عشرات القوانين والتشريعات التي تصدر ولا يناقشها أحد، حتى لو تعارضت مع الدستور ومع غياب النخبة، أو تهميشها وانسحاب رموزها.. انتشرت على الشاشات والمواقع والأوراق شوائب غريبة، تصورت أنها بديلة لنخبة عريقة صنعت وطنا وشيدت عقولا. إن غياب النخبة خسارة كبيرة تدفع ثمنها الشعوب، ومهما تكن أسباب الغياب، وهل هو تهميش أم انسحاب أم تراجع، فإن مكانها يبقى خاليا، ويترك خلفه فراغا سحيقا.. البعض قد يتجاوز ويقول وأين هذه النخبة، التي تتحدث عنها، وقد تحولت إلى جماعات تبحث عن مصالح أو شلل تخدم بعضها.. أنت تحاول استرجاع رموز حقيقية كانت تدرك مسؤولياتها.. في يوم من الأيام كان قلم كاتب يهز أرجاء الوطن، فأين أنت من ذلك كله. نحن مجتمع فشل في أن يدير حواراً حول دينه وأخلاقه وثوابته، وغرق في متاهات من الجدل وغياب الرؤى.. تبحث وتتحدث عن غياب نخبة، تشوهت وفرطت وانسحبت وحين احتاج إليها الوطن هربت إلى المجهول، لا بد أن نعترف بإنها نسيت دورها، وتخلت عن مسؤوليتها ولكن كان هناك من يتربص بها وأسقطها عن عرشها.
الخطأ الأكبر الذي تقع فيه أي قوة أو جماعة أو حزب أو تنظيم معارض من وجهة عماد الدين حسين في “الشروق”، هو اعتقادهم أن الدولة الخارجية التي تدعمهم أو تؤويهم أو تمولهم، لن تغير موقفها أبدا إلى أن يتحقق هدفهم، وهو الانتصار في معركتهم. دروس التاريخ القريب أو البعيد يفترض أنها موجودة وماثلة، لكل من لديه الحد الأدنى من القراءة، أو الفهم أو البصيرة السياسية، لكن هناك أمثلة أخرى تكشف عن عدم تعلم هذه الدروس أبدا، بل إن هناك قوى وجماعات ومعارضات أدمنت أن يتم استخدامها في خدمة من يشغلها، رغم علمها أنها مجرد أداة، ولن تحقق أي هدف، بل ينتهي الأمر دائما بمأساة. نتذكر جميعا استخدام الولايات المتحدة عبر وكالة مخابراتها المركزية «سي ـ أي ـ إيه» لما سمى بـ«المجاهدين» في محاربة واستنزاف الاتحاد السوفييتي، خصوصا في أفغانستان. في عام 1979 ارتكبت موسكو خطأ قاتلا حينما غزت أفغانستان، ونصبت حكومة عملية هناك. أمريكا استعانت بالعديد من الدول العربية والإسلامية، لإرسال مقاتلين لمحاربة الاتحاد السوفييتي، المحزن في الأمر أن هناك كثيرين منا نحن ـ العرب والمسلمين ـ صدق فعلا أن أمريكا وسي ـ أي ـ إيه، وبقية الدول الغربية وأجهزة مخابراتها، تجاهد معنا في سبيل الله لنصرة الإسلام والمسلمين! هؤلاء المقاتلون ظلت أمريكا تستخدمهم وتسلحهم بأموال عربية، طوال حقبة الثمانينيات، حتى تحقق هدفها باستنزاف الاتحاد السوفييتي، بل وتفكيكه. وبعد أن حدث ذلك، تخلوا عن التنظيم ومقاتليه من بدون شفقة أو رحمة، ثم دخل الطرفان في صراعات مريرة في أكثر من مكان في العالم.
تابع عماد الدين حسين، مؤكداً أن الولايات المتحدة التي حاربت تنظيم القاعدة بلا هوادة. وقتلت واعتقلت العديد من كوادره خصوصا أسامة بن لادن، عادت لاستخدام هذا التنظيم مرة أخرى، لمحاولة استنزاف روسيا في سوريا، وتغيير نظام بشار الأسد. من وجهة نظر براغماتية، ستقول الولايات المتحدة، إنها تبحث عن مصالحها، لكن المأساة هي أن تنظيم القاعدة وسائر التنظيمات المتطرفة الأخرى، التي تقول إن عدوها الأساسي هو الولايات المتحدة، كررت الخطأ نفسه، الذي وقعت فيه في أفغانستان. أما الأكثر مأساوية فهو أن بعض هذه التنظيمات وافق على أن يتم استخدامه لمصلحة إسرائيل، كأداة لتقسيم وتخريب سوريا، وهو ما تبين للجميع لاحقا، عقب تمكن الحكومة الشرعية السورية، من إلحاق الهزيمة بالإرهابيين، في أكثر من موقعة، خلال السنوات الثلاث الأخيرة. يذكرنا التاريخ القريب أن التخلص من العملاء وإلقاءهم في مزبلة التاريخ، سياسة إسرائيلية ثابتة. هناك عملاء قبلوا أن يخدموا إسرائيل خلال غزوها للبنان مثل سعد لحود وإنطوان لحد، ومعهم مئات العملاء الصغار. حينما انتهى دور هؤلاء رفضت إسرائيل حتى استضافتهم، بل طلبت منهم المغادرة إلى أي بلد خارجي. والآن تحاول الولايات المتحدة تكرار الأمر نفسه مع الصين بورقة الإيغور. لا أناقش هنا الممارسات ضد الأقلية المسلمة في تركستان الشرقية، ولكن أركز على الخطأ نفسه، الذي وقع في أفغانستان. أمريكا تحاول إقناع بعض الدول والتنظيمات الإسلامية بمحاربة الصين دفاعا عن مسلمي الإيغور، وهدفها الوحيد هو فتح جبهة ضد الصين، وتأليب الرأي العام الإسلامي ضدها.
قالت عبلة الرويني في “الأخبار”: لم أتمكن حتى الآن، من تلقي تطعيم كورونا، رغم تسجيلي طلب الحصول على اللقاح (مدينة نصر) منذ أكثر من شهرين، ورغم متابعتي، وتكرار سؤالي عن تأخر موعد اللقاح.. ليكون الرد دائما (اسمك مسجل لدينا، لكن لم يحن بعد موعد تطعيمك). التأخير نفسه أشارت إليه إحدى الطبيبات (أولوية تطعيم) لم تتمكن طوال أكثر من شهرين من الحصول على التطعيم، بسبب عدم توافر اللقاحات، الصيني والإنكليزي، لكنها أخيرا تمكنت من الحصول على اللقاح. مشكلة التأخير في تلقي المواطنين اللقاح، مشكلة متكررة بالفعل، والسبب كما صرحت وزارة الصحة، هي القوائم الطويلة لانتظار المسجلين للحصول على اللقاح، خاصة مع تزايد أعداد المواطنين، ووعيهم الصحي بضرورة تلقي اللقاح… لمواجهة المشكلة، تمت زيادة أعداد مراكز تلقي اللقاح.. لتصل إلى 458 مركزا في كل المحافظات.. وصرحت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، بأن توفير لقاح كورونا للمواطنين، مسألة أمن قومي، وتعمل الصحة حاليا على توفير 40 مليون جرعة خلال الشهور المقبلة، إما بالاستيراد أو بالتصنيع، بعد حصول مصر على المواد الخام لتصنيع لقاح سينوفاك الصيني، وتسعى أيضا لتصنيع لقاح أسترازينيكا الإنكليزي. بحسب إحصاءات الصحة تسلمت مصر 6 ملايين جرعة من لقاح سينافارم الصيني ولقاح أسترازينيكا… وقام أكثر من 4 ملايين مواطن بالتسجيل للحصول على اللقاح، تلقى منهم أكثر من 2 مليون مواطن اللقاح حتى الآن.
رخيص ومتوفر
الهيروين الآن كما اكتشف عصام كامل في “فيتو”هو المخدر الأكثر شعبية، ولا يتم تعاطيه عبر الأنف، كما كان قديما.. أصبح حقنة في الوريد يحقنها المدمن لنفسه، ولا يستغني عنها لدرجة أن بعض الصبية والشباب يتعاطونه ثلاث جرعات يومية.. جرعة الهيروين لا يتعدى سعرها خمسين جنيها، وهي تمثل الآن عصب اقتصاد تجار المخدرات، وتنتشر بشكل مخيف على نواصي الشوارع والحواري في المناطق الشعبية المكتظة بالسكان. اختفى الترامادول، وحل محله الهيروين بكل ما يحمل من أخطار تُحوِّل الشاب إلى مجرد هيكل عظمي بعد إدمانه لشهور قليلة، والإقلاع عنه يكلف الدولة الكثير.. يتحول المدمن إلى شخص انطوائي غير قادر على التعاطي مع مجتمعه، ويصبح عالة على المجتمع، ويمر بمراحل أخطرها عندما يتحول إلى لص يبحث عن ثمن التذكرة التي سيحقن نفسه بها. تجار الهيروين الجدد يجدون في “التكاتك” ملاذا آمنا للتوزيع والهروب، ونشر التجارة المحرمة بين الشباب، يتقاطع في ذلك أبناء الطبقة الشعبية مع أبناء الطبقة الراقية.. والمدمنون الجدد لا يجدون صعوبة في الحصول على بضاعتهم المفضلة، رغم جهود وزارة الداخلية في هذا المجال، لا يزال الأمر معقدا وبحاجة إلى خطة شاملة، فمن قضى على الترامادول يستطيع أن يقضي على الهيروين. لندرة وجود الحشيش والأفيون، فإن أسعارهما ارتفعت بشكل كبير؛ لأن الدولة كانت صادقة في إعلان الحرب على هذه الأنواع، ما جعل التجار يهربون إلى الهيروين لسهولة تهريبه وإخفائه، أضف إلى ذلك أن كمية صغيرة منه تكفي لإغراق منطقة بأكملها بالمخدر اللعين. يتذكر المصريون واقعة أكثر دلالة على معارك الدولة على المخدرات عندما تولى وزارة الداخلية وزير همام وقوي وقادر أعلن أنه سيقضي على تجارة الحشيش، وقد كان، فماذا كان مصيره؟
السبع الموبقات
اهتمت صفية مصطفى أمين في “المصري اليوم” بنصائح مهمة قدمتها المنظمة المرموقة: توقعت منظمة الصحة العالمية ازدياد حالات السرطان بنسبة 81% في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وحذرت هذه البلدان من عدم تخصيص موارد صحية كافية للوقاية من المرض وتشخيصه وعلاجه. التواصل الاجتماعي «فيسبوك» نصحت فيه متابعيها الذين وصل عددهم لأكثر من مليون متابع، بأن يتجنبوا سبعة أنواع من الأطعمة المسرطنة، حتى لو كانوا قد اعتادوا تناولها: أولًا: البعد عن الزيوت المهدرجة التي تستخدمها المصانع لإطالة عمر الزيوت، لأنها تضيف إليها مادة الهيدروجين التي تُغير تركيبته الكيميائية، وتجعله مسرطنًا.. واستبدال الزيوت الطبيعية بها قليلة الدهون مثل: زيت الزيتون، وزيت عباد الشمس، وزيت فول الصويا. ثانيًا: عدم الإكثار من المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، لأنها تحتوي على نسبة عالية من السكر، وقد أثبتت الدراسات وجود علاقة قوية بين تناول نسبة كبيرة من السكر وسرطان البنكرياس، واتضح أن هذه المشروبات تُحدث خللًا في نظام الأنسولين، لأنها تُدخل مركبات كيميائية إلى الجسم، وتفسد الهضم، مع عدم وجود قيمة غذائية لها.. لذا من الأفضل عدم التعامل معها تمامًا. ثالثًا: عدم تناول الخضر والفاكهة قبل غسلها بعناية شديدة، للحد من أضرار المبيدات الحشرية بعد الرش. رابعا: عدم شي اللحوم على اللهب مباشرة، وهو ما يحدث في بعض المطاعم مرتفعة الأسعار، حيث تخرج من اللحم مادة مسرطنة اسمها «هيدروسايكلك امين»، ولذلك تعتبر طريقة غير صحية لتسوية اللحم. خامسًا: يجب أيضا الابتعاد عن اللحوم المصنعة لأنها تحتوي على مادة مسرطنة اسمها «النايتريت». سادسا: عدم تسخين الخضراوات الورقية مثل الملوخية أو السبانخ، لأن التسخين يؤدي إلى خروج مواد سامة، ويُنصح بطبخها وأكلها في اليوم نفسه بدون تسخين. سابعا: عدم تناول أسماك المزارع لأنها تتغذى على الأطعمة المرشوشة بالمبيدات. وفي الختام، تشدد خبيرة التغذية على أهمية تناول الأطعمة الطبيعية والبسيطة، المطبوخة بأسلوب صحي مثل اللحم في الفرن، أو على شواية المنزل.. والبعد تماما عن الأكل المحروق، أو الذي «اِسود» من النار.
أتباع إبليس
ذكرنا الدكتور محمود خليل في “الوطن” بالجدل الصاخب الذي أثير عن مجموعات عبدة الشيطان، منذ ما يزيد على عقدين من الزمان، حين خرجت مجموعة من الشباب عام 1997 وأقاموا حفلة رقص صاخبة على أنغام موسيقية مفزعة، وتسببوا في رعب وفزع المحيطين بهم في مصر الجديدة. من حين إلى آخر كانت وسائل الإعلام تتداول أخباراً عن حفلات شبيهة يقيمها شباب، ينتمي أغلبهم إلى الشريحة العليا والطبقة المتوسطة، أو يتجاوزها إلى الشريحة المخملية، وظلت الحال كذلك حتى بدأت الظاهرة تتسرب إلى شباب الطبقات الاجتماعية الأقل، لنسمع عن حفلة شبيهة تم تنظيمها على هامش عقد قران شهدته محافظة المنصورة. الفيديوهات التي نقلت وقائع ما حدث في المنصورة، تصور عدداً من الشباب كشف أغلبهم نصفهم الأعلى وأمسكوا بأنابيب مطافئ وبوتاجاز يطلقون الدخان والنار منها، ونشروا مجموعة من الصور الكبيرة، التي رسم عليها مسخ الشيطان، والدماء تقطر من فمه. أثارت الموسيقى والحركات والرقصات ومشاهد الدخان والنيران المندفعة رعب وفزع كل من حضر الفرح، واختتم المشهد البائس بالأنبوبة المشتعلة لتصيب فتاتين، توفيت إحداهما، وأصيبت الأخرى بجراح خطيرة. إنه العنف البائس الذي بدأ يتسرب إلى أجيال مختلفة من الشباب، فيحيلهم من أنفس سوية طبيعية، إلى أنفس خاضعة لهواها في «إيذاء غيرهم»، إنه الخضوع لشيطان الغضب واليأس والانهزام، وترجمته في مجموعة من السلوكيات الشاذة الهستيرية. لا يوجد شيء اسمه عبادة الشيطان، فإبليس النفس البشرية ليس معبوداً، وما يحدث في مثل هذه الأحوال أن تجد بعض الشباب يتمثلون في سلوكهم عدداً من القيم التي يمكن وصفها بـ«الشيطانية».
فى عدة مواضع داخل القرآن الكريم تجد، كما أوضح الدكتور محمود خليل إشارات إلى طبيعة المنظومة القيمية التي تحكم ما تصالح الناس على وصفهم بـ«عبدة الشيطان»، منها الخوف من الفقر والميل إلى الفحشاء: «الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ»، والتغفيل والاستغفال ودفع الشخص إلى الوقوع في الخطأ: «إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا»، والضلال: «وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا»، والوعود الواهمة: «يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً»، وتزيين العمل السيئ: «وَلكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ». قيم أخرى متنوعة عبّر عنها القرآن وألحقها بمنظومة القيم الشيطانية التي تتلبس الفرد فتحيله إلى «سفير جهنم» يفسد ويؤذي ويضل ويوهم ويعد ويمني ويزين للإنسان سوء عمله، فيرى السيئ حسناً. المشكلة أن الثقافة المعاصرة التي ولدتها التكنولوجيا الجديدة تهيئ الأرض الخصبة لانتشار مثل هذه القيم، وتزيد من قدرتها على التسرب إلى الأطياف المختلفة من الشباب المصري، وهو بالتبعية جاهز بفعل ظروف عديدة معقدة ومتشابكة، لاستقبال هذه القيم.جوهر الخطر في واقعة المنصورة أنها تؤشر إلى سيطرة حالة من الغضب على بعض القطاعات الشبابية، مع وجود استعداد لدى الغاضبين لترجمة إحباطهم إلى سلوكيات عنيفة توقع الأذى بالآخرين، ووصول القيم الشيطانية إلى القطاعات الأقل حظاً على مستوى الاقتصاد والثقافة والتعليم، ينذر بخطر أكبر لا بد من أخذه في الاعتبار. الشباب في حاجة إلى توعية وتربية وأمل ومساحات حرية يعبرون فيها عن أنفسهم، بدلاً من التعبير بالتخريب في إطار المساحات المتاحة.
الحلم الأبدي
على وقع الأحداث في القدس، اندلعت الحرب الأخيرة على غزة، التي جاءت كما أوضحت جيهان شكري في “الوطن” رداً على القمع الوحشي الإسرائيلي لسكان القدس، واستفزازات المستوطنين المستمرة في حي الشيخ جراح ضد أهالي البلدة، ومع استمرار الاشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وسكان الحي وتعدي المستوطنين المستمر عليهم، طمعاً في الاستيلاء على منازلهم وطردهم، عاد التركيز على ضرورة إيجاد حل لوضع مدينة القدس، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل بعد توليه الرئاسة مباشرة عام 2017، رغم أن المجتمع الدولي لا يعترف بسيادة إسرائيل على القدس بأكملها. وقد تجدّد النقاش حول أهمية المدينة وقدسيتها، بالنسبة للأديان الثلاثة بعد الاشتباكات الدموية بين السكان في حي الشيخ جراح وحي سلوان، والمستوطنين الذين يحاولون الاستيلاء على بيوتهم، وطردهم منها، تمهيداً لتهويدها، ومحو أي أثر عربي فيها. إسرائيل تصر على تنفيذ مخططاتها في القدس وضواحيها، في إطار استمرارها في سياسة التمييز والفصل العنصري، والتطهير العرقي للفلسطينيين، بهدف تزوير التاريخ وتهويد المدينة بعدما بدأت في عملية الهدم فعلياً، في أكثر من منزل ومنشأة في أحياء القدس، لتسهيل مشاريع الاستيطان والضم والتهويد في سلوان والشيخ جراح، وغيرها من المناطق والأحياء الفلسطينية المهدّدة بالهدم والتهجير. ورغم تنديد ورفض المجتمع الدولي لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، غير أنها ضربت عرض الحائط بالموقف الدولي والعربي الرافض لهذه الانتهاكات، فضلاً عن الحرب الأخيرة التي شنّها الاحتلال على غزة، واستمرت 11 يوماً، رفضاً لممارساته في القدس بما تحمل من تحذير بتصعيد التوتر واستمرار المقاومة ضد العدوان الإسرائيلي الممنهج على الفلسطينيين وأراضيهم، إلا أن كل ذلك لم يلقَ بالاً لدى إسرائيل! المدعومة من الولايات المتحدة بلا حدود.
أشارت جيهان شكري، إلى أن القدس محط أطماع إسرائيل تاريخياً، فهي عبر تاريخها تحظى بتقديس أتباع الديانات الثلاثة.. اليهود والمسيحيين والمسلمين، فبها توجد كنيسة القيامة والمسجد الأقصى والحائط الغربي «حائط البراق». تعرّضت القدس لأشكال مختلفة من الاحتلال منذ القرن الـ16 قبل الميلاد، عندما خضعت للفراعنة في عهد إخناتون، وتوالى عليها المحتلون من بابليين ويونان ورومان وفرس وغيرهم، وعندما خضعت فلسطين للاحتلال البريطاني عام 1917، أحيل ملف القدس إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فأصدرت قرار تدويل المدينة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947، وفي عام 1948 أنهى البريطانيون انتدابهم على فلسطين، وفي 3 ديسمبر/كانون الأول 1948 أعلن ديفيد بن غوريون، رئيس وزراء إسرائيل، أن القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، بينما خضعت القدس الشرقية، وفيها مجمع الأقصى للأردن حتى هزيمة يونيو/حزيران 1967، عندما خضعت للاحتلال الإسرائيلي، بينما استمرت السلطات الإدارية على مجمع الأقصى بين يدي السلطات الأردنية. رمزية القدس تتمحور حول عدد من المواقع التاريخية والدينية الموجودة فيها، أبرزها: المسجد الأقصى أو ما يُسمى «الحرم الشريف» أو «بيت المقدس»، وهو أحد أكبر المساجد في العالم، وأولى القبلتين في الإسلام، وقد ورد ذكره في القرآن، وكنيسة القيامة التي بنيت فوق صخرة الجلجلة، حيثُ صلب المسيح، حسب الإنجيل، وتقع داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، أما حائط المبكى، أو البراق، فيعتبر آخر أثر من هيكل سليمان، حسب المعتقدات اليهودية، وبالقرب منه يمارس اليهود شعائر البكاء حداداً، وللحائط أيضاً مكانة مهمة عند المسلمين، إذ يسمونه بحائط البراق، لأن النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، ربط البراق إليه في ليلة الإسراء والمعراج.
متى ينتهى العام الدراسي بالنسبة إليك؟ أجاب علي مرجان في “الوفد” : اختر التاريخ الذي يناسبك للعام الدراسي الحالي، وسوف تكتشف بأن كل «التواريخ صحيحة». ربما ترى أنه قد انتهى مبكراً لأطفال التزموا البيت حرصاً على سلامتهم، وربما قد انتهى بالنسبة إليك في نهاية إبريل/نيسان الماضي بعد إنجاز أعمال الامتحانات في رياض الأطفال، حتى الصف الثاني الإعدادي، وفي الصفين الأول والثاني الثانوي. وقد يكون انتهى بالنسبة إلى آخرين في شهر يونيو/حزيران مع إنجاز امتحانات الشهادة الإعدادية. لم ينته العام الدراسي بعد بالنسبة لطلبة الثانوية العامة، الذين ما زالوا على قيد الدراسة في انتظار انطلاق امتحاناتهم في يوليو/تموز الجاري، لتنتهى مطلع أغسطس/آب. هذا عام دراسي تبدو كل الإجابات عنه «صحيحة»، وكل النهايات في صحبته «مُحتملة».. أخباره وأحداثه وإجراءاته لا تزال حاضرة في حياة أسرة ما هنا أو هناك، يدرس أطفالها في مراحل دراسية مختلفة، لتبقى نهايته مؤجلة حتى إشعار آخر. يعتقد الكثيرون أن العام الدراسي الحالي هو الأطول عملياً في تاريخ مصر الحديث، والعام الأكثر جدلاً أكاديمياً ومجتمعياً. عام دراسي استثنائي في أيامه، وفريد في تجاربه – التي لم ولن تتكرر في حياتنا وفي مدارسنا – ما جعل منه عام «الأرقام القياسية». هذا أول عام دراسي كامل – بالتمام والكمال – بعد ظهور وانتشار وباء كورونا، أول عام دراسي يشهد التطبيق النادر لإجراءات احترازية لضمان صحة وسلامة الطلبة (الأولى من نوعها في حياتنا) العام الدراسي الأول الذي يحتضن أكبر محتوى معرفي وتعليمي رقمي في تاريخ مصر الحديث، والعام الدراسي الأول الذي جعل من الأطفال وأولياء أمورهم طلاباً في الموعد والمكان نفسهما لأول مرة.
فقدت صحيفته أحد أبرز كتابها، الذي نعاه الدكتور وجدي زين الدين في “الوفد: يرحم الله الأخ والزميل العزيز عماد يونس مدير تحرير “الوفد” الذي تزاملنا مع بعضنا قرابة ما يزيد على 36 عاما، فكان نعم الأخ ونعم الصديق، لم أعهد فيه أبدا سوى قول الحق والتعامل بأخلاق حميدة، مع كل الزملاء في الجريدة والموقع الإلكتروني. كان عماد يتمتع بخصال حميدة أكثر من رائعة، ويعشق زملاءه بشكل لا يوجد له مثيل. في السنوات القليلة الماضية توطدت بيني وبين المرحوم عماد علاقة قوية، وكان يحكي لي وأحكي له، ونتسامر في أمور شتى، وهو الذي دفعني إلى أن أكون واحدًا من الزملاء والأعزاء في «الوفد»، الذين يحرصون على صالون الزميل الأستاذ مجدي حلمى مدير التحرير. وقد أصر معي كثيرا أن أحضر هذا الصالون، وفي الأيام القليلة الماضية كان المرحوم عماد يحرص على مداعبة كل الزملاء بلا استثناء، وكأنه يودعهم بابتسامته، التي لم تكن تغادره، ويصطنع المواقف المضحكة حتى يسعد من حوله ويزيل الهموم عن الزملاء. ولا يمر يوم من الأيام إلا وأجد المرحوم الصديق عماد يونس في مكتبي يتحدث عن الزملاء في القسم الرياضي، الذين ربطتهم به علاقة عشق ومحبة، يطالبني بصرف مكافأة لهذا أو ذاك، ويشرح كيف أن هؤلاء الشباب الصغار لديهم طموحات كثيرة، وأن قرار المستشار بهاء الدين أبوشقة بتعيينهم جاء في وقته. وينقل لي عماد حجم الفرحة الشديدة لدى هؤلاء الشباب في موقع وجريدة «الوفد» الذين صدر قرار بتعيينهم. الحقيقة أن المرحوم عماد كان مهموما بشكل كبير بقضايا الشباب، يشجعهم ويداعبهم ويدخل السرور والبهجة إلى نفوسهم.. لقد حمل الفقيد الراحل على كاهله كيف يسعد من حوله من الزملاء، خاصة الأجيال الجديدة قبل جيله الذي انصهر معهم بشكل فيه الود والحب والاحترام.
ما زال قطب عائلة ساويرس الراحل يحظى بمزيد من التقدير، ومن بين من نعوه سليمان جودة في “المصري اليوم”: لم يستوقفني في مسيرة أنسي ساويرس أنه خضع للتأميم في مرحلة من مراحل حياته، فكثيرون غيره خضعوا للإجراء نفسه.. وكثيرون سواه وجدوا أنفسهم مجردين من ثروتهم فجأة.. وكثيرون عانوا معه ما عاناه من جراء استيلاء الدولة وقتها على الجزء الأكبر من ثرواتهم. كان ذلك الإجراء في حقه وفي حق كثيرين من أصحاب الثروات، سببا في أن يصبح الثراء تهمة في حد ذاته، وأن يصبح صاحب الثروة مُدانا إلى أن تثبت براءته.. مع أن القانون يقول العكس تماما في حق أي متهم.. وكان هذا مما جنى طويلًا على القطاع الخاص، ثم كان هذا مما عطل القطاع الخاص عن أن يؤسس لقواعد ومبادئ مستقرة في العمل. ولم يستوقفني في أنسي ساويرس أنه هاجر إلى ليبيا في مرحلة أخرى من مراحل حياته، لأنه لم يكن الوحيد الذي ترك البلاد راغبا في تعويض خسائر التأميم.. فمن بين خصائص صاحب الأعمال أنه لا ييأس، وأن الإحباط لا يعرف طريقا إلى دنياه.. وكان الرجل يتميز بذلك بين أصحاب المال. ولم يستوقفني فيه أنه حقق ثروة في مسيرته، ولا أنه بنى إمبراطورية في مجال عمله، فالقضية في مثل حالته ليست في تحقيق ثروة، ولكن القضية في القدرة على الحفاظ عليها.. والقضية ليست في بناء إمبراطورية، ولكنها في القدرة على أن تبقى الإمبراطورية وأن تعيش. ولم يستوقفني فيه عُمره المديد، يرحمه الله، فهذه مسألة في يد السماء ولا حيلة فيها لأحد.. ثم إن الشاعر القديم كان قد عاش طويلًا فقال ما معناه إن العيش إلى ما بعد الثمانين من دواعي السأم في الحياة.. وما قال به الشاعر ليس قرآنا بالطبع، لأن شعره الذي قاله في هذه النقطة هو تجربته الذاتية، ولأن تجارب الناس في الدنيا مختلفة كاختلاف بصمات أياديهم.
المصدر: الشادوف+صحف مصرية