لقي أحد عناصر اتحاد قبائل سيناء (تجمع من أبناء القبائل المتعاونة مع السلطات المصرية في العمليات الأمنية )، مصرعه ظهر اليوم الأربعاء، بتفجير في جنوب مدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، شرقي البلاد.
وقالت مصادر قبلية وشهود عيان، لـصحيفة “العربي الجديد”، إنّ “عبوة ناسفة زرعها تنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم داعش في قرية أبو العراج، جنوب الشيخ زويد، انفجرت بقوة تابعة للاتحاد مما أسفر عن مصرع أحد المتعاونين، ويدعى عادل عبد الرحمن العوابده، من قبيلة الرميلات، وإصابة آخرين بجروح متوسطة”.
وبالتزامن مع ما سبق، سمحت قوات الجيش المصري بشكل مفاجئ لمئات المصريين المهجرين قسراً بالعودة إلى قراهم المدمرة في نطاق الشيخ زويد، فيما يجري العمل على إعادة كافة المهجرين إلى هذه المناطق، مع عدم التطرق إلى قضية المهجرين في مدينة رفح الحدودية.
ويجري العمل وفق ما أكد شهود عيان لـ”العربي الجديد” لإزالة ما تبقى من ركام المنازل في أحياء رفح المهجرة، تمهيداً لإقامة المزيد من المشروعات الاستراتيجية في ظل تهجير المصريين من تلك المناطق.
وتم توفير كسارات للحجارة والباطون وآليات هندسية ثقيلة لإتمام المهمة، فيما تعرّض جزء من هذه الآليات للحرق على يد تنظيم “ولاية سيناء” قبل أيام، بدعوى عملها في مشاريع لصالح الجيش المصري، وهو ما حذّر منه التنظيم أكثر من مرة.
يأتي ذلك فيما تتواصل الأعمال لإنهاء الترتيبات اللازمة لتشغيل مطار العريش، وخط السكك الحديدية الرابط بين شرق قناة السويس وغربها، وكذلك إنشاء المدينة الحرة في مدينتي رفح والشيخ زويد، والطريق الدولي الذي يخترق الصحراء، بالإضافة إلى محطات تحلية المياه وتوليد الكهرباء، وهي مشاريع مقامة لخدمة الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفي التفاصيل، قال مصدر حكومي مسؤول في محافظة شمال سيناء لـ”العربي الجديد” إنه يجري في الوقت الحالي ترتيب الإجراءات الفنية واللوجستية لتشغيل مطار العريش، الذي سيكون مخصصاً بالدرجة الأولى لسفر الفلسطينيين من قطاع غزة إلى داخل مصر وخارجها، بعد التوسعات التي جرت للمطار خلال السنوات الماضية، ليتمكن من استيعاب عدد من الطائرات كبيرة الحجم بالإضافة إلى أعداد كبيرة من المسافرين بشكل يومي.
وأضاف أنه بالتزامن مع ذلك يجري العمل على إنشاء طريق خاص للمسافرين الفلسطينيين القادمين من غزة عبر منفذ رفح البري، وهذا الطريق مغلق بجدار إسمنتي، لا يمكن للمسافرين تجاوزه للوصول إلى المطار أو إكمال الطريق إلى قناة السويس ومنها إلى المحافظات المصرية غرب القناة.
وأوضح المصدر ذاته أن هناك اهتماماً بالغاً من القيادة المصرية بالمشروعات التي تقام حالياً في مدن محافظة شمال سيناء، والتي تشمل أيضاً استكمال مدينة رفح الجديدة، وإنشاء منطقة اقتصادية حرة في محيطها، امتداداً إلى الشيخ زويد.
وستكون المشروعات في خدمة سكان المنطقة وتفتح لهم آفاقاً للعمل، بالإضافة إلى الفلسطينيين الذين قد يسمح لهم في مرحلة لاحقة بالدخول للمنطقة الحرة، من دون الحاجة إلى جواز سفر، وفي ذلك يجري الترتيب لفتح بوابة خاصة لهذه المدينة الحرة إلى جوار البوابة الرسمية لمنفذ رفح البري.
وأشار المصدر إلى أن محطات المياه والكهرباء التي تم إنشاؤها أخيراً في مدن الشيخ زويد والعريش لم تعمل حتى اللحظة بالشكل الكامل، في انتظار قرارات عليا تسمح بعملها وإمداد السكان بحاجتهم وإيصال الفائض إلى مدينة رفح الفلسطينية.
وكان الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” زياد النخالة قد كشف في مقابلة تلفزيونية في نهاية الشهر الماضي، نقلاً عن مسؤولين مِصريين التقاهم أثناء زيارته للقاهرة، أن القيادة المصرية تريد تحويل قطاع غزة إلى “دبي ثانية”.
وأفاد بأن المرحلة المقبلة ستشهد تدفّق المِليارات لإنجاز هذا الهدف، وتطبيقه عملياً على الأرض، بالإضافة إلى تقديم تسهيلات لأبنائه بما في ذلك حرية السفر، ووقف إجراءات التفتيش المهينة على الحواجز الأمنية المصرية في معبر رفح وفي سيناء، علاوةً على المطارات المصرية.
ولفت النخالة إلى وجود قرار مصري بإقامة مدينة ترفيهية ضخمة قبالة مدينة رفح على حدود القطاع مع سيناء، تكون مفتوحة لأبناء القطاع، ولا يتطلّب دخولها أي تصاريح أو إجراءات دخول، وتحتوي على فنادق خمس نجوم، وملاه ودور سينما ومنشآت ترفيهية أخرى.
المصدر: الشادوف+العربي الجديد