كشفت مصادر دبلوماسية مصرية النقاب عن إجراء ترتيبات خلال الساعات الماضية للتنسيق لقيام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بزيارة لمصر، خلال الأيام القليلة المقبلة.
وذكرت المصادر، لصحيفة “العربي الجديد”، أن الزيارة تأتي في إطار مباحثات مصرية-سعودية تستبق القمة المرتقب عقدها خلال شهر يونيو/ حزيران، المقبل، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بمشاركة زعماء الولايات المتحدة الأميركية، ومصر، والبحرين، والإمارات، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينت.
وبحسب المصادر نفسها، فإن المملكة كانت جزءاً رئيسياً من القمم الثلاث التي عقدت خلال الفترة الماضية، في العقبة الأردنية، وشرم الشيخ المصرية، إذ حضر ممثل لولي العهد السعودي خلالهما دون الإشارة له في البيانات الرسمية الصادرة عن القمتين، بالإضافة إلى قمة النقب التي جرت على مستوى وزراء الخارجية المصري والإسرائيلي والمغربي والبحريني والإماراتي والأميركي، التي سبقها تنسيق مصري سعودي.
وأوضحت المصادر، أن الزيارة تأتي في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين السعودية وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، توتراً ملحوظاً في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا، ورفض المملكة تلبية المطلب الأميركي بزيادة إنتاج النفط، للسيطرة على الأسعار في أسواق الطاقة.
ورجحت المصادر أن تكون هناك رسائل سعودية للولايات المتحدة، خلال الفترة المقبلة عبر القاهرة، في الوقت الذي ترى فيه الرياض أن ما تعتزم الإدارة الأميركية الإقدام عليه خلال الفترة المقبلة برفع الحرس الثوري الإيراني من قوائم التنظيمات الإرهابية، ضمن الاتفاق النووي المرتقب مع طهران، بمثابة تهديد مباشر لها.
وبحسب مصدر دبلوماسي رسمي، فإن التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة ستكون ضمن أجندة المباحثات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي.
ولفت أن ملف عودة العلاقات بين مصر وتركيا، سيشهد خلال الفترة المقبلة تقدماً ملحوظاً، خصوصاً بعد التقدم الذي طرأ على العلاقات بين الرياض وأنقرة، في أعقاب الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى المملكة أخيراً.
وفي الثامن والعشرين من إبريل/نيسان الماضي، التقى بن سلمان وأردوغان أثناء زيارة الأخير إلى المملكة. وأظهرت صور من اللقاء مصافحة بين الرجلين وابتسامة من ولي العهد السعودي، كما ظهر المسؤولان وهما يتبادلان الحديث، وذلك بعد فترة من القطيعة في أعقاب واقعة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، على أيدي فرقة تابعة للاستخبارات السعودية.
وقال المصدر الدبلوماسي إن بن سلمان سيدفع باتجاه إنهاء الخلاف بين القاهرة وأنقرة، مشيراً إلى أن عودة العلاقات بين أنقرة والرياض، كان جزء أساسي منها تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا، في ظل الدعم السعودي الاقتصادي الكبير لمصر خلال الأشهر القليلة الماضية.
وبحسب المصدر، فإن الخطوة العملية المرتقبة على صعيد عودة العلاقات بين مصر وتركيا، ستمر من خلال البوابة السعودية، مشدداً على أن هناك مساعيَ لعقد قمة ثلاثية تركية مصرية سعودية في الرياض خلال الفترة المقبلة.
من جهة أخرى، كشف المصدر الدبلوماسي أن الملف الاقتصادي سيكون حاضراً بشكل رئيسي على أجندة الحوار بين السيسي وبن سلمان، مؤكداً أن هناك آمالاً مصرية في مزيد من الدعم الاقتصادي السعودي في ظل الأزمة الطاحنة التي تشهدها مصر.
وأعلنت السعودية عن إيداع 5 مليارات دولار لدى البنك المركزي المصري في مارس/آذار الماضي، في ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن ذلك يأتي تأكيداً لتميز الصلات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات وعلى كل المستويات.
كما أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أن الفترة المقبلة ستشهد إجراءات سريعة لجذب استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار، بالتعاون بين “صندوق مصر السيادي” و”صندوق الاستثمارات العامة السعودي”.
في غضون ذلك، كشفت مصادر خاصة لـ”العربي الجديد”، عن اهتمام سعودي بالاستحواذ على محطة الزهراء لتربية الخيول العربية الأصيلة، مشيرة إلى أن الإجراءات التشريعية الأخيرة التي مرت عبر مجلس النواب، جاءت في إطار التمهيد لتلك الخطوة، عبر إدخال تعديلات تهدف إلى إعادة تنظيم المحطة.
ووافق مجلس النواب المصري، مطلع مايو/أيار الحالي، على مشروع قانون مقدّم من الحكومة بإعادة تنظيم محطة الزهراء للخيول العربية.
وتضمّن القانون الجديد إنشاء كيان إداري مستقل بها لتحقيق طفرة غير مسبوقة في إنتاج وإكثار وتصدير الخيول العربية الأصيلة، وكذلك إمساك سجلات خاصة لإثبات نسب سلالات الخيول العربية الأصيلة وإصدار شهادات نسب لها، وكذلك إصدار شهادات بيطرية للخيول المصدرة للخارج، وإجراء الدراسات والبحوث العلمية في مجال تربية ورعاية الخيول.
المصدر: الشادوف+العربي الجديد