بدعوة من الفصائل الفلسطينية، واللجنة الشعبية، في مخيم نهر البارد في لبنان، خرجت مسيرة حاشدة بعد صلاة التروايح ليلة الأحد، انطلقت من أمام مسجد القدس وصولاً إلى ساحة المخيم القديم، دعماً لصمود المقدسيين وسط هتافات الغضب.
كما خرجت مسيرات حاشدة أيضا في مخيم الجليل وبرج البراجنة والبرج الشمالي، وعين الحلوة، والرشيدية، والبداوي، والمية ومية، والبص، ومنطقتي وادي الزينة وسيروب في مدينة صيدا اللبنانية، دعما واسناداً لأهالي القدس في مواجهة قوات العدو الصهيوني.
والقى كلمة الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية في مخيم نهر البارد، أبو صطيف بدر قال فيها :”تحية إلى القدس والمقدسيين والمرابطين من أجل الأقصى، تحية إلى كل شاب وعجوز من مخيم نهر البارد، مخيم الطلقة الأولى، نتوجه إلى شعبنا المناضل في القدس المحتلة، الذي يواجه الاعتداءات الصهيونية المتكررة، ونعلن من هنا أن الرهان على المقاومة وشعبنا هو الرهان الأول والأخير لمواجهة غطرسة هذا العدو”.
بدوره قال مسؤول العلاقات في حركة الجهاد الإسلامي في الشمال، بسام موعد، إن “جموع المخيمات الفلسطينية في لبنان تحتشد هذه الليلة لمناصرة ومساندة إنتفاضة رمضان في المسجد الأقصى المبارك، نيابة عن كل مسلمي العالم”.
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) إسماعيل هنية فى تصريحات صحفية مساء السبت إن الحركة “تتابع باهتمام بالغ ما يجري في مدينة القدس من مواجهات، بين أحرار الشعب وقوات الاحتلال التي تعتدي حاليا على المسجد الأقصى”.
وشدد على أن ما يجري في المدينة المقدسة الآن هو تأكيد على عروبة وإسلامية وفلسطينية هذه المدينة، وأنها لا يمكن أن تخضع للاحتلال أو تقبل به وبسياساته الفاشية، مشيرا إلى “أن معركة القدس هي معركة حضارية ومعركة هوية ووجود في هذه المدينة المباركة، وهي معركة إرادة بين شعب تحت الاحتلال وقوة احتلال غاشمة”.
وأضاف أن “القدس اليوم وفي الماضي والمستقبل تعبر عن ضمير شعبنا ووجدانه، وبوصلة لأحراره وأحرار أمتنا والعالم، وهي صورة نقية لطبيعة الصراع، وشعبنا سوف ينتصر في هذه الجولة كما انتصر في كل الجولات السابقة”.
واعتبر أن ما حدث في معركة البوابات وغيرها كان صورة واضحة جلية، وأن القدس جزء لا يتجزأ من أرضنا المحتلة، وشعبها ثائر صامد صابر مرابط لديه من القوة ما يحقق إرادته ويمنع الاحتلال من فرض معادلاته.
وتابع قائلا: “إننا في حركة حماس، ونحن في قلب هذه المواجهة داخل المدينة وخارجها كما أبناء شعبنا المرابطين، مشاركون وداعمون ومساندون في مختلف المستويات والاتجاهات، ونؤكد أن شعبنا في القدس ليس وحيدا في معركة الهوية والإرادة، وسنبقى ندافع عن أرضها ومقدساتها وأهلها وتجسيد هويتها العربية والإسلامية التي يحاول الاحتلال طمسها وإنهاءها.
وأكد الاستعداد لبذل الغالي والنفيس من أجل حرية وعزة أهل القدس المرابطين في جنباتها، ودعا الشعب في كل مكان إلى الوقوف وإسناد الأهل في القدس في دفاعهم البطولي عن المدينة والمقدسات.
من ناحيته، أكد مسوؤل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، علي أبو شاهين، “أن التحركات المساندة لأهلنا في القدس من أهلنا في مخيمات لبنان، جاءت تأكيدا على أهمية القدس في الوجدان الفلسطيني، وإسنادا لانتفاضة رمضان المباركة دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك”.
وأكد شاهين أن “إرادة الشعب الفلسطيني لن تنكسر رغم التطبيع والتخلي عن فلسطين، وسيبقى شعبنا رافعاً لراية الحق، راية فلسطين، وسيقى مُشرِعاً سيفه وسيقاوم متحدياً كل الصعاب من أجل احقاق الحق، وعودة كل الحقوق للشعب الفلسطيني”.
وحيا أبو شاهين المقدسيين، “رغم كل الصعاب والتهجير والتهويد، ورغم استخدام العدو لكل وسائل القمع والاعتقالات والتقسيم الزماني والمكاني والاعتداء على المقدسات، بتغطية دولية أمريكية، وبصمت عربي”، مؤكدا أن أهالي القدس أوصلوا رسالتهم إلى العالم أجمع أنهم لن يتخلوا عن الأقصى، وسيدافعون عنه بكل الوسائل”.
وأكد أبو شاهين أن “العدو الصهيوني ظن أن كل هذه الظروف الصعبة التي يمرُ بها شعبنا الفلسطيني، قد كسرت إرادته، وأنه خلد إلى السكينة، وتوقف عن المقاومة، ورضي بالأمر الواقع، ليتفاجأ بأن الشعب الفلسطيني لن يرضى أن تضيع الحقوق”، لافتاً إلى أن “شباب القدس وبيت المقدس لديهم الوعي الكامل والإرادة التي لا تنكسر”.
على الصعيد نفسه، عقّب الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، مساء السبت، على هتافات أهالي مدينة القدس خلال المواجهات والمسيرات الاحتجاجية، والتي تضمّنت اسم القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف.
وقال قاسم في تغريدة نشرها عبر “تويتر”: “يمثل القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف أيقونة نضال الشعب الفلسطيني في ثورته المعاصرة.. فهو تجسيد للثورة التي لا تهدأ، والقتال المتواصل لانتزاع الحرية والكرامة”.
وأشار إلى أنّ هتاف الجماهير الثائرة في القدس باسمه وإعلانهم بأنّهم من رجاله، تُعبّر عن ثقتهم الكاملة بما يمثله من نخوة الثائر ورجولة المواقف.